عمرو الخياط 14مارس تاريخ مهم في الحياة التركية . ففي هذا اليوم ستبدأ المعركة الانتخابية التركية ، وهي التي يتوقع كل المحللين ان تكون بداية لسقوط اردوغان ، الذي يواجة اياما صعبة للغاية الآن وقبل فترة وجيزة من الانتخابات القادمة . اردوغان الذي وعد شعبه بالطهارة والقضاء علي الفساد تطوله الآن فضيحة فساد كبري تورط فيها ابنه شخصيا ، في الوقت الذي ساءت علاقته بأجهزة الدولة فهو علي خلاف مع الجيش وأهان القضاء وانتقد الشرطة وهاجم الاعلام الذي يسلط الضوء علي قضية الفساد المتهم فيها اكثر من 70 شخصية من رموز حكمه، وفوق كل ذلك شعب ثائر عرف طريقه الي الشارع رافضا سياسات كثيرة محاكمه. يحمل اردوغان كل ذلك علي كتفيه وهو يخوض مع تياره الديني الانتخابات القادمة ، ولا يملك شيئا في تغير الحالة النفسية للشعب التركي الذي بات مؤكدا انه سيخرج للتصويت لصالح المعارضة رغبة في إسقاط اردوغان وحكمه عبر الصناديق ، في الوقت الذي يتوقع فية بعض المراقبين أن هناك احتمالا كبيرا في الا يصل الشعب التركي الي مرحلة صناديق الانتخابات المقبلة ، مشيرين الي ان احتجاجات ( جيزي ) في اسطنبول لم تنته وستتحول الي تحرير آخر لإسقاط اردوغان قبل الانتخابات. والرجل للحق فعل كل شئ يجعل اجهزة الدولة تترقب سقوطه بل تساعد في ذلك حتي ولو لم يكن بشكل علني، فالجيش الذي يعتبر القوة الكبري في المعادلة يقف موقف المتفرج من الأزمات التي تواجه اردوغان في الوقت الذي يتمني قياداته لحظة سقوطه لأنهم لم ينسوا انه أطاح في يوم من الايام بقيادات مهمة فيه وسجنهم، بينما الشرطة تخشي في مواجهاتها مع المحتجين ان تتحول الي اداة قمعية نحو حكم ضعيف غير قادر علي السيطرة علي مقاليد الحكم وهو ما سيؤدي الي ان تدفع الشرطة وحدها فاتورة هذا الصراع بين الحاكم والمحكومين، اما الاعلام فقد اصبح المحرض الرئيسي ضده خاصة بعد كشف قضية الفساد الكبري التي يعاني منها اردوغان واتباعه دون ان يجدوا مخرجا لها ، ناهيك عن القضاء الذي يقف في صف الشعب وجاءته قضية فساد حكم اردوغان علي طبق من فضة ليطيل التحقيقات ويكشف عما هو مسكوتا عليه لتتلقف ذلك وسائل الاعلام وتنشر ماهو يؤجج مشاعر الشعب بالسلب تجاه حكم الرجل. الغريب ان ما يواجهه اردوغان هو صورة طبق الاصل مما واجهه محمد مرسي في مصر وكلا الشخصين يؤديان بنفس الطريقة بالرغم من ان اردوغان شاهد وسمع ورأي ما حدث لمرسي ولكنه لم يستفد من التجربة ويسير بنفس الأسلوب والاتجاه الذي سار عليه مرسي وكأنه يكرر السيناريو المصري بنفس الصورة دون تجديد، انه الفكر الواحد الذي يؤدي في النهاية الي السقوط حتي ولو كانت الشعوب قد أتت بهم عبر الصناديق، لان الصناديق ليست »صك علي بياض« من الشعب للحاكم في ان يفعل ما يريده وانما هي عقد بين الحاكم والمحكوم اساسه ان الحاكم يفعل ما يريده الشعب وليس العكس، ولكن يبدو ان اردوغان ومرسي وجهان لعملة واحدة.