لا يفتأ صديقي الأستاذ زيزو يحلف بأغلظ الأيمان ويؤكد لي كلما رأي وجهي بأن الهزيمة اقتربت من الانقلابيين، وأن الرئيس الشرعي محمد مرسي قادم قادم لا محالة إلي كرسي الحكم ليطبق شرع الله وينتصف لأرواح شهداء الحرية الذين يدافعون عن كرامتنا ونحن نيام!! وأمام هذا "النخع" الزيزوي العتيد لم أكن أملك إلاّ الصمت الرهيب بعدما ضاعت آلاف الكلمات أدراج الرياح أنفقتها في المناقشات غير المجدية مع صديقي زيزو ورصفائه من إخوان هذا الطراز، الذي يركب رأسه ولا يؤمن بغير نظرية المؤامرة سبيلاً لتبرير ما يحدث في الساحة السياسية.. علي الرغم من أن زيزو يعلم أنني أعلم أنه لا يعتنق مبدأ في حياته سوي سُخرياته اللاذعة من كل شيء وأي شيء، وإن كانوا الإخوان أنفسهم الذين يُدافع عنهم عمّال علي بطّال، وأنه لابد متشابك معهم في مصلحة أو سبوبة من سبابيبه التي لا تنتهي، فهو لا يُدافع عنهم بقدر ما يُدافع عن لقمة عيشه التي يأكلها هنيئًا مريئًا، وطالما قلت لنفسي لعلّ لزيزو عذره وأنت تلوم.. لكن ما لا عذر لزيزو فيه أن يعترف بوجود الإرهاب، ثم ينكص علي عقبيه وينفيه عن الإخوان جملة وتفصيلا، فهم عنده أطهار أبرار لا عيب فيهم ولا شنار، أو هم إخوان الصفا وخلان الوفا.. وليسوا، معاذ الله، إخوان الشياطين.. ولا مانع لديه أن ينسب هذا الإرهاب إلي البلطجية الذين لا ينتمون، في رأيه اللوذعي، إلاّ إلي فصيل واضح هو وزارة الداخلية، والتي تقتل رجالها لتدنس الثوب الأبيض للإخوان!! لا فُض فوك يا مولانا، ولكني أعتقد أن هذه الثقة قد أتتك بعد أن رأيت إخوانك ينتفخون تيهًا، كما انتفخ لهيطة في أنكل زيزو حبيبي، أو يهتفون مثل رشدي في شيء من الخوف بأنه ألف عتريس في بعض.. وكلاهما، لهيطة ورشدي، مات بعد حين!! تذكرني هذه التهاويم الإخوانية بالمثال الذي ضربه إمام النحاة سيبويه لما سماه المحال الكذب، حيث قال: "سوف أشرب ماء البحر أمس" إذ يظنون، وكل ظنهم إثم، أن أفعالهم العنيفة هذه ستعود عليهم بالخير الوفير في الدنيا، والحور العين في الآخرة.. أضغاث أحلام ما يشتهون، علي الأقل في الدنيا، وفي الآخرة ربنا غفور رحيم، وهو أيضًا ذو عذاب أليم.