أنهت بورسعيد أمس حالة العصيان المدني الساري بالمدينة علي مدار الأيام الأربع الماضية وباشر الآلاف من العاملين بالحكومة والشركات العامة والخاصة والمنطقة الحرة العامة والمنطقة الصناعية بالرسوة أعمالهم بانتظام وعادت الحركة الطبيعية بالشوارع والميادين العامة بعدما أعاد التجار والباعة فتح محلاتهم ومزاولة أنشطتهم التجارية والخدمية المختلفة. ووسط حالة من التفاؤل والفرحة استمرت مظاهر الاحتفال بالعصر الجديد للبلاد حيث أنهي شباب المدينة اعتصام ميدان الشهداء ورفعوا الخيام المنصوبة بالمسلة وشاركوا في تنظيف حديقة الميدان والتي شهدت أيام وليالي الغضب والفرحة البورسعيدية العارمة وأحسنوا استقبال اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني لدي زيارته للمدينة وتفقده لوحدات الجيش المكلفة بتأمين بورسعيد والمجري الملاحي للقناة أمس وذلك عقب اجتماعه مع اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد واللواء سيد جاد الحق مدير الأمن بالمدينة. ومشاركة من القوات المسلحة لمواطني بورسعيد فرحتهم الغامرة استعرضت تشكيلات من القوات الجوية ظهر أمس قدراتها في سماء المدينة رافعة أعلام مصر وسط هتاف الآلاف لتضامن الشعب مع الجيش والشرطة وذلك في الوقت الذي تنوعت فيه مظاهر الفرحة الشعبية بالمدينة وشوارعها نهارا وبميدان الشهداء الذي اكتظ بالمحتفلين من أهالي المدينة علي اختلاف أعمارهم وطوائفهم وانتماءاتهم الدينية والسياسيه ليلا. وكان اللواء احمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني عقد مؤتمرا صحفيا بميدان الشهداء ببورسعيد للرد علي شائعات أعداء الوطن المتعلقة بموقفه من خارطة الطريق التي اعتمدها الجيش ورموز الوطن للخروج من أزمة البلاد استجابة لطلب الملايين من شعب مصر. حيث أكد التزام الجيش المتجدد والمستمر بالابتعاد عن كل مايتعلق بادارة البلاد مشيرا لبدء الخطوات المدنية لانتقال السلطة بأداء رئيس المحكمة الدستورية لليمين كرئيس مؤقت للبلاد وتواصلها بتشكيل حكومة مدنية مؤقتة تمهيدا لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. وأضاف أن الجيش استجاب للرغبة الجماهيرية الجارفة للملايين من أبناء مصر ولم يكن ليتخلف عن دوره في الحفاظ علي البلاد وضمان الأمن القومي وحذر وصفي من أي محاولات لتهديد الوطن من جانب أي جماعات أو أفراد, أو الاقتراب من سيناء مشيرا إلي أن تلك المحاولات لن تمر إلا علي جثث أفراد وضباط القوات المسلحة البواسل.