شهدت المدينة الباسلة هدوءاً حذراً في مختلف شوارع المحافظة.. حيث لم تعمل كل المؤسسات العامة والخاصة بكامل طاقتها إلا في الأماكن الحيوية مثل الترسانة وهيئة قناة السويس وعدد من المصانع بمنطقة الاستثمار. كما أصيبت المدارس بشلل تام منذ بداية أحداث 26 يناير حتي الآن. كما عملت المعديات بكامل طاقتها أمس ولا يوجد أي أحداث عنف بالمحافظة.. كما شهدت المحافظة مسيرة غاضبة ضمت المئات من العاملين وأهالي المتهمين والشهداء في شوارع محمد والثلاثيني وأوجيني. وحثت المواطنين علي استمرار العصيان المدني. ويجوب المتظاهرون شوارع بورسعيد لحث المواطنين علي الدخول في العصيان والمطالبة بحقوق الشهداء للنهاية. تعالت الهتافات "سامع أم شهيد بتنادي مين هيجيب لي حق ولادي". ومنعت لليوم الثاني دخول القطارات المتجهة من القاهرة لبورسعيد.. حيث توقفت عند الاسماعيلية فقط. وأكد مصدر مسئول داخل محطة سكة حديد بورسعيد أن العمل لن يعود ببورسعيد إلا بعد هدوء الأوضاع بها. بينما قام المتهمون المفرج عنهم في قضية الاستاد بالتجمع في احدي الكافيتريات في حي العرب. ثم ذهبوا لزيارة الشهداء في المقابر بحي الزهور وقرأوا الفاتحة علي أرواحهم. أكد محمد البرنس مدير أمن شئون اللاعبين بالنادي المصري المفرج عنه أول أمس أن حق الشهداء في رقبته ورقبة أهالي بورسعيد. وأنهم لن يقيموا أفراحاً بعودتهم إلا برجوع باقي المتهمين ظلماً. وطالب بالعمل علي إظهار المؤامرة الدنيئة التي تعرضت لها بورسعيد. صرح اللواء بحري أحمد نجيب شرف -رئيس هيئة موانئ بورسعيد- بأن العمل منتظم داخل ميناء شرق بورسعيد. ولم يتأثر بأحداث الأمس. كما أوضح أنه استدعي الاحتياطيين المتخصصين للطوارئ حتي لا يتوقف العمل بالميناء. وأشار إلي أن العمل منتظم لكنه يتم ببطء في ميناء شرق التفريعة. قال إنه دخلت 8 سفن للميناء أول أمس وغادرت سفينتان أمس. كما تنتظر 12 سفينة علي الرصيف بميناء شرق بورسعيد. كما توجد 6 سفن في أرصفة غرب بورسعيد. من ناحية أخري تفقد اللواء أحمد وصفي -قائد الجيش الثاني الميداني- محيط مديرية الأمن ومبني ديوان عام المحافظة.. حيث تؤمنهم القوات المسلحة. واطمأن القائد علي قواته في هذه المنطقة في غيبة أفراد الأمن.. أشاد قائد الجيش الثاني الميداني بتلاحم شعب بورسعيد مع قواته المسلحة في الحفاظ علي المنشآت الحيوية التي هي أصلا ملك للشعب. قال اللواء وصفي: إنه أعطي أوامره لقائد الشرطة العسكرية بدفع عدد من أفرادها لتغطية شوارع بورسعيد وبورفؤاد لضبط وتيرة الأمن في المناطق المحتقنة ومنع الخارجين من تنفيذ مخططهم الرامي إلي إحداث فوضي في محافظة بورسعيد. في الوقت نفسه انتشرت في جميع أحياء المدينة 17 سيارة مدرعة تتبع القوات المسلحة أشرف عليها اللواء ناصر العاصي. كما تم نشر أفراد من الشرطة العسكرية في الميادين والشوارع والتقاطعات المهمة لضبط حركة المرور بعد غياب رجال المرور. وقد شهد ميدان المسلة ببورسعيد أمس توزيع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة الهدايا المعنوية علي الشباب المشاركين في تنظيم وتجميل ودهان ميدان الشهداء ومحيط نطاق مديرية الأمن والساحة المواجهة لميدان ديوان عام محافظة بورسعيد. كتقدير رمزي للدور الوطني والتطوعي الذي يقوم به مجموعة من الشباب لإعادة المظهر الجمالي للمكان والشكل الحضاري له. والهدايا عبارة عن تي شيرت مكتوب عليه "بحبك يا مصر". وكاب وقد أثر هذا التصرف الرائع علي الروح المعنوية للمتطوعين. وجه العقيد أركان حرب أحمد محمد علي المتحدث العسكري الشكر والتقدير لأهالي بورسعيد الباسلة لجهودهم الصادقة في حفظ الأمن والاستقرار بالمدينة. وتعاونهم المخلص مع رجال القوات المسلحة للحفاظ علي مقدراتهم وممتلكاتهم العامة والخاصة. مؤكداً أنهم دائماً وأبداً يجسدون أرفع القيم في المسئولية الوطنية تجاه مصر وقواتها المسلحة بكل شرف وعزة. علي صعيد آخر أكد الدكتور عماد عبدالجليل -رئيس جامعة بورسعيد- أنه بعد النجاح الذي تحقق علي الأرض للمبادرة التي أطلقتها الجامعة مع قيادات وشباب الألتراس بعد موقعة المدينة الجامعية ببورفؤاد وكان لها آثار أكثر من رائعة في الوفاء بالوعد وإعلاء المصلحة العامة فإن الجامعة باعتبارها مؤسسة علمية بعيدة كل البعد عن المعادلة السياسة تخطوا الخطوة الثانية وتطلق مبادرة للحوار المجتمعي بعنوان "بورسعيد تنادي.. فهل من مجيب قبل فوات الأوان" باعتبار أن الجامعة جزء أصيل من النسيج البورسعيدي ومنارة للعلم والمعرفة لا يمكن أن تعمل بمعزل عن أهالي بورسعيد وأسس المبادرة هي أن الوطن فوق الجميع وتفويت الفرصة علي أعداء الثورة في الداخل والخارج وتلافي الانهيار الأمني والاجتماعي والاقتصادي الذي قد يعم بلدنا الحبيب من استمرار الأزمة. طالب بيان جامعة بورسعيد بإعلان نوايا مؤسسة الرئاسة والحكومة من جهة ومن أهالي بورسعيد الشرفاء من جهة أخري ممثلين لأهالي الشهداء وقيادات ألتراس النادي المصري وائتلاف التجار والقوي الوطنية بالمحافظة للبدء في حوار مجتمعي في رحاب الجامعة يحضره القيادات السياسية والأمنية بالمحافظة ويكون الحوار المجتمعي في رحاب جامعة بورسعيد بغرض الوصول إلي صيغة مرضية لحل وإنهاء الأزمة الحالية وعقد مؤتمر في مقر الجامعة يحضره الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيون بالأزمة لاستصدار القرارات الفورية التي من شأنها إحداث انفراجة قوية في الأزمة. في سياق متصل قال رئيس جامعة بورسعيد إن جميع الكليات فتحت أبوابها أمس لاستقبال الطلاب لكن الأعداد كانت قليلة جداً وأن عدداً من الطلبة والطالبات سجلوا اسماءهم لحجز وحدات بالمدينة الجامعية وهذا يعطي مؤشراً أن هناك عزماً لحضور الطلاب خاصة أن الأمن أخذ في الاستتباب في بورسعيد وبورفؤاد لكن توقف القطارات عند محافظة الاسماعيلية هو أحد الأسباب لقلة عدد الطلاب المغتربين.