بتلقائية شديدة ، ونحن فى أيام شديدة البرودة أقضي وقتاً طويلاً فى مكتبي فى منزلي ، وأمس فتشت فى أوراقي القديمة ، فهي بالنسبة لي "أوراق مهمة" أستعين بها فى أبحاثي ودراساتي ومقالاتي ، هي أوراق فى الأغلب كُنت أكتبها بخط يدي ، ألتقي شخصيات هامة فأجدني أُدَوِن أهم التصريحات التي أعتبرها _ من وجهه نظري _ أسراراً لكواليس مهمة حدثت لأحداث ومواقف أكثر أهمية .. أمس ، وجدت ورقة بخط يدي مكتوب بها بعض التفاصيل المهمة عن ( مؤتمر هرتسليا ) _ نسبةً لمدينة هرتسليا فى شمال تل أبيب _ والذي أُقيم فى إسرائيل فى ( 15 إبريل 2013 ) ، أهمية الورقة المكتوبة بخط يدي تتمثل فى أنها رصدت مخططات إسرائيلية جَمة وكشفت عن كواليس مهمة فى توقيت أهم .. التوقيت : كان أثناء تولي جماعة الإخوان الإرهابية السلطة فى مصر ، كانت مصر حِبلي بالثورة العظيمة وكانت إسرائيل _ ومن يقف وراءها _ تتلاعب بمنطقة الشرق الأوسط بأكلمها ووضعت الخطط ويتم تنفيذها _ بحذافيرها _ على أرض الواقع فى عدداً من الدول بعد أن تفشت الفوض الخلاقة فى معظم دول المنطقة .. الأهداف : كانت ثلاثة أهداف خطيرة وكان لمصر نصيب الأسد منها لأن إسرائيل تعتبر مصر بمثابة الجائزة الكبري ، الأهداف الثلاثة هي ( تأجيج الصراع السُني الشيعي فى الدول العربية _ العمل على إفلاس مصر على أن تكون المجاعة فى إنتظار شعبها _ إفقاد مصر كل مصادر دخلها وتنامى الإرهاب بها وبذلك يتم إفشال الدولة المصرية ) .. وكأن مؤتمر هرتسليا عُقد من أجل مصر ، وكأن أهداف المؤتمر _ التى هى أهداف إسرائيلية بحتة _ خطط سريعة يسعون لتحقيقها من أجل تركيع مصر .. لكنى توقفت عند جُملة واحدة فقط أتت ضمن أهداف المؤتمر .. وهذه الجملة هى ( إفشال مصر ) ، وقتها سألت شخصية دبلوماسية هامة جداً وُقلت له : ماذا تُعنى جُملة ( إفشال مصر ) ، قال لى : عليكِ أن تعلمى بأن "الدولة الفاشلة" هي الدولة الغير قادرة على حماية جزء من أراضيها وبذلك تُعتبر دولة مُصدِرة للإرهاب الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين وغير قادرة على تنفيذ القانون وتحقيقي العدالة والأمن لشعبها ولا تُحقق أي مساواة للأقليات ولا تستطيع حمايتهم .. على الفور ، ذهبت بخيالي لما كان يحدث فى مصر فى هذه الفترة وتحديداً فى إبريل 2013 فوجدت أنه ( نُسخة بالكربون ) لما كان يُخطط لنا .. قُلت للدبلوماسى المُهم : إذن مصر وقتها لم تكن دولة فاشلة رغم كل الإرهاب والضياع الذى عيشنا فيها ؟ رد سريعاً وقال : الدول تسير فى طريق نهايته الفشل وفى العلوم السياسية يقولون "هناك دول فاشلة وهناك دول مُقبلة على الفشل" ، مصر كانت دولة مُقبلة على الفشل ( Failing Country ) ، وكان يتم التخطيط لإفشالها رسمياً ، سيناء كان بها تنظيمات إرهابية حملت السلاح وكانوا يريدون فصل سيناء عن الوادى فى مصر بإستخدام الإرهاب لتمهيد الأرض لذلك ، ولو تم ذلك كانت مصر ستصبح دولة فاشلة رسمياً .. قُلت : وماذا كان سيحدث لو تمكنت التنظيمات الإرهابية من السيطرة على سيناء ؟ ، رد الدبلوماسى وقال ( وقتها سيتم التدخل فى شئون مصر رسمياً ويكون هناك سبباً لدخول اسرائيل لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية فى سيناء بمعاونة الدول الكبرى ، والسبب : أن مصر غير قادرة على حماية جزء مم أراضيها وتُصنَف بأنها مُصدرة للإرهاب ) .. يا الله ، وكأني كُنت أحلم ، رغم أننى كنت فى تركيز شديد وأنا أستعيد ما كتبته بخط يدي ودَونته فى أوراقي القديمة _ التى مر عليها ما يقرب من ( 12 ) عاماً _ عن أيام عصيبة مرت على مصر .. كعادتى لم أفوت الفرصة على نفسي لكى أتعمق فى أهداف مؤتمر هرتسليا المزعوم .. وسألت نفسي سؤالاً حتمياً : كيف نَجَت مصر من مخططات هرتسليا ؟ دعونا _ إن شاء الله _ نستكمل فى المقال القادم