عمال مصر .. وطنية ومهنية    الصاوي يستقبل الفريق الزائر لضمان الجودة والاعتماد بكلية اُصول الدين والدعوة بالمنوفية    عبدالسند يمامة: الوفد يدعم القضية الفلسطينية ويرفض أي عدوان إسرائيلي على رفح    برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم والتوافق بين أطياف المجتمع    تعرف على مواعيد امتحانات المرحلة الإعدادية في مدارس الأقصر    بارقة أمل    بشرى سارة.. وزير الاتصالات يعلن توفير 65 ألف وظيفة للشباب    جولة داخل قلعة الفسيخ بنبروه في الدقهلية و100 سنة على سر الصنعة (فيديو)    وزير السياحة السعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة على البحر الأحمر    الإمارات ترسل 400 طن مساعدات غذائية إلى غزة    مذابح إسرائيل.. والعداء للسامية!!    البيت الأبيض: الرصيف العائم قبالة غزة سيكون جاهزا خلال أسابيع قليلة    الأونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين بغزة على لتر من الماء يوميًا    الرئيس عباس يطالب أمريكا بمنع إسرائيل من "اجتياح رفح" لتجنب كارثة إنسانية    تعادل روما ونابولي 22 في الدوري الإيطالي    الزمالك يتأهل لنهائي كأس الكونفدرالية بثلاثية في دريمز الغاني    في حاجة غلط.. تعليق مفيدة شيحة على أزمة محمد صلاح وكلوب    "صفقة تبادلية مع برشلونة".. تقارير تكشف موقف بايرن ميونخ من رحيل نجم الفريق    11 ميدالية ببطولة العالم للجامعات.. وزير الرياضة يهنئ الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ    بالأسماء.. إصابة 11 راكبًا في حادث تصادم سيارتين ببني سويف    تحذيرات عاجلة لهذه الفئات من طقس الساعات المقبلة.. تجنبوا الخروج من المنزل    انطلاق «الغردقة لسينما الشباب» سبتمبر المقبل    ثقافة الإسكندرية تقدم التجربة النوعية "كاسبر" على مسرح الأنفوشي    جذابة.. إطلالة ساحرة ل ياسمين عبد العزيز في صاحبة السعادة- وهذا سعرها    هل هناك أمور تمنع الإرث ؟ .. أمين الفتوى يُوضح    دعاء راحة البال والطمأنينة قصير.. الحياة مع الذكر والقرآن نعمة كبيرة    هيئة الدواء تحذر من إهمال مواعيد جرعات التطعيم للأطفال    منها تناول السمك وشرب الشاي.. خطوات هامة للحفاظ على صحة القلب    التشكيل الرسمي للمقاولون العرب وسموحة في مباراة الليلة    «حرس الحدود»: ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر قبل تهريبها    بروتوكول بين إدارة البحوث بالقوات المسلحة و«التعليم العالي»    "الرعاية الصحية" تشارك بورشة العمل التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية    فيلم «شقو» ل عمرو يوسف يتجاوز ال57 مليون جنيه في 19 يوما    إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاستعداد لعملية رفح    رمضان عبد المعز: فوّض ربك في كل أمورك فأقداره وتدابيره خير    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    لحيازتهما كمية من الهيروين.. التحقيق مع تاجري الكيف في الشروق    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    رفض والدها زواجه من ابنته فقتله.. الإعدام شنقًا لميكانيكي في أسيوط    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    بصلي بالفاتحة وقل هو الله أحد فهل تقبل صلاتي؟..الإفتاء ترد    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية في قرية جبل الطير بسمالوط غدا    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    قضايا عملة ب 16 مليون جنيه في يوم.. ماذا ينتظر تُجار السوق السوداء؟    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    البوصلة    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هرتزل أول من فكر فى اختيار سيناء وطنا لليهود
المخططات التاريخية لمحاولة احتلال «أرض الفيروز»
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 04 - 2015

وصف جمال حمدان سيناء فى كتابه «شخصية مصر» بأنها (ليست صندوقا من الرمال كما قد يتوهم البعض إنما هى صندوق من الذهب مجازا كما هى حقيقية )
أيضا يصف كيف كانت سيناء على مر التاريخ موقعا للمعارك الضارية مع الغزاة (حيث كان ماء النيل هو الذى يروى الوادى كان الدم المصرى الذى يروى رمال سيناء( فسيناء كانت وما زالت مطمعا للكثير من الدول على مر التاريخ حيث تدخل فى إطار الوطن التوراتى لإسرائيل، كما تعد سيناء ذات أهمية إستراتيجية خطيرة فهى حلقة الوصل بين مصر والمشرق العربى من ناحية وبين قارتى آسيا وإفريقيا، فضلا عن أنها الأرض التى نادى فيها سيدنا موسى ربه، فمنذ ثورة 30 يونيو والأوضاع فى سيناء مازالت مشتعلة رغم الجهود التى تبذلها قوات الجيش والشرطة فى القضاء على الإرهاب بها لاجتثاثه من جذوره التى كانت ضاربة فى أرض سيناء منذ حكم الإخوان الذى أعطى التيارات التكفيرية الفرصة كى تستوطنها فضلا عن الأطماع والمخططات الصهيونية المستمرة لشبه جزيرة سيناء .
هرتزل


يؤكد د. جمال شقرا أستاذ التاريخ المعاصر ومدير مركز البحوث بجامعة عين شمس أن مصر تمثل موقعا استراتيجيا مهما فى مخططات الصهيونية العالمية حيث تعتبر مصر من ضمن إسرائيل التوراتية وسيناء تدخل فى إطار الوطن التوراتى، ومن هذه الزاوية تعتبر مصر البوابة الجنوبية لدخول فلسطين، وتعد سيناء الحد الاستراتيجى فهى شبه جزيرة على شكل مثلث قاعدته فى الشمال على ساحل البحر المتوسط ويعد خليج العقبة والسويس ضلعيه الآخرين، ولعل الأهمية الإستراتيجية لشبه جزيرة سيناء البوابة الشرقية لمصر وحلقة الوصل بين مصر والمشرق العربى من ناحية وبين قارتى اسيا وإفريقيا من ناحية أخرى احد العوامل المهمة، أيضا لفتت أنظار اليهود فضلا عن أنها الأرض التى نادى فيها سيدنا موسى ربه فلقد دفعت هذه العوامل هرتزل إلى التفكير فى اختيار سيناء لتكون وطنا لليهود ولقد زاد الاهتمام بشبه جزيرة سيناء بعد انشاء خط سكك حديد السويس ومد خط التليغراف إليها ويؤكد كثير من الدراسات التاريخية أن (بالمر) سافر إلى سيناء قبيل الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882 قاصدا بلده نخل ومصطحبا معه مترجما سوريا وشخصية يهودية، وكان الهدف الحقيقى من وراء هذه الرحلة دراسة الأوضاع فى سيناء، ولقد فشل اليهود فى إقناع الدولة العثمانية بالتفريط فى سيناء ولذلك لجأوا إلى الإمبراطورية البريطانية لكى تساعدهم فى ذلك، وحسب ما أورده (جوليان أمري) الوزير البريطانى ومؤلف كتاب حياة (تشمبر يلين) فانه كان متحمسا لتوطين اليهود فى سيناء والعريش وفلسطين حيث كان يرى أن هذا التوطين يخدم المصالح البريطانية فيخلص بريطانيا من تدفق اليهود ومن ناحية أخرى يمد نفوذ الإمبراطورية البريطانية نحو فلسطين التى تمتلك موقعا استراتيجيا مهما للمصالح البريطانية خاصة بعد الانهيار المتوقع للإمبراطورية العثمانية.
المؤتمر الصهيونى
وبعد انعقاد المؤتمر الصهيونى بمدينة بازل في23أغسطس عام1897 الذى نص على انشاء وطن قومى لليهود، تطوع يهود مصر فى دعم هذه الدعوة وتحملها رجل يدعي(ماركيو روخ) الذى جاء إلى مصر عام(1896)وأسس منظمة صهيونية عرفت باسم جمعية (ماركو خيا) الصهيونية، وبدأت تتواصل مع هرتزل، وبعد انعقاد مؤتمر بازل اتجهت أطماع هرتزل صوب سيناء وسعى بالفعل لإقامة وطن قومى لليهود فيها حيث كان يرى أنها الأفضل وكان يطلق عليها (فلسطين المصرية)، وكان يرى أنه لو تمكنت شركة يهودية من أن تضع أقدامها فى سيناء والعريش فانه سيبدأ بإنشاء مشروع الوطن القومي، وكان يخطط للانقضاض منها على فلسطين، والمعروف أنه نجح فى اقناع وزير المستعمرات البريطانية(جوزيف تشبريلن)عام 1902 وحال مقترح هرتزل للوزير البريطانى لاند سوت والذى أحاله بدوره إلى اللورد كرومر، ومن المعروف ان هرتزل اقترح مشروعا اسماه مشروع العريش يمنح اليهود امتيازا باستغلال الاراضى الواقعة فى شبه جزيرة سيناء التى تحيط بمنطقة العريش وتبلغ مساحتها 630 ميلا مربعا، وكان من المقترح أيضا إنشاء أنفاق تحت مياه قناة السويس لتمرير 51الف متر مكعب من المياه كل ثانية، وظلت الاطماع الصهيونية مستمرة فى سيناء واستخدمت كل الوسائل للسيطرة على سيناء والعريش، وفى عام 1910وقبيل الحرب العالمية الأولى تعالت داخل فلسطين أصوات جماعة صهيونية كانت تدعو لاستعمار جزء من سيناء وأسسوا لذلك مصرفا بالقدس لتمويل مشروعهم، وأطلقوا عليه المصرف (الانجلو فلسطيني) لكن هذه المحاولة باءت بالفشل أمام حرص الحكومة المصرية على عدم التفريط فى أى شبر من أرض سيناء، ولعل هذا ما دفعهم إلى اتباع الأسلوب الذى جربوه فى فلسطين وذلك بشراء أراض بسيناء بواسطة احد رجال السلك السياسى الانجليزى ، ولقد تمكن هذا الرجل من شراء نحو 2380فدانا ثم تنازل عن هذه الاراضى إلى البنك الانجلو فلسطينى وفقا للعقود التى تم ابرامها مع الصهاينة، إلا أن الحكومة المصرية كشفت المؤامرة عندما تقدم وكيل البنك الصهيونى لمحافظة سيناء لتمكينه من الاراضى ورفضت وضعه صفة الملكية ووضع اليد، وعندما حاولت هذه الجماعة مرة أخرى شراء الاراضى مستغلة احد أبناء السلك الدبلوماسى فى اجراء تعاقد صورى مع العربان والاهالى والمنتفعين بحق الانتفاع واستغلال الاراضى فى رفح والعريش، سارعت الحكومة المصرية بتجريم تمليك الاراضى فى مناطق الحدود وعدم جواز انتقال حق الانتفاع إلا بموافقة وزارة الدفاع الوطنى والمالية، ومع تكرار المحاولات طرح الموضوع فى مجلس الأمة ولفت النائب أحمد حلمى الأنظار إلى محاولات اليهود إلى التسلل إلى سيناء بطرق مختلفة وأكد أنه حدثت محاولات كثيرة وفشلت وأن الحكومة تعى تماما أن سيناء وأراضيها المترامية هى خط الدفاع الأول بالنسبة لمصر من ناحية الشرق وأن الحكومة يقظة فى مسألة قيام بعض اليهود بتهريب الأسلحة عبر سيناء فى سيارات الجيش الانجليزي، وأن الحكومة المصرية أصدرت قانونا يمنع تمليك الاراضى فى سيناء، وبعد إعلان الدولة اليهودية وهزيمة العرب فى حرب 48 واحتلالها أم الرشاش لم تنس إسرائيل أبدا شبه جزيرة سيناء بل ان العجوز ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء أوصى الإسرائيليين عام 48 بضرورة الاستيلاء على سيناء، وعندما قامت ثورة 23 يوليو تخوفت إسرائيل من عقد اتفاقية الجلاء بين مصر وانجلترا واقترحت نقل قاعدة قناة السويس إلى صحراء النقب حتى تمثل حاجزا بين مصر وإسرائيل مادامت لم تتمكن من احتلال سيناء، ولذلك حاولت إكراه جمال عبد الناصر الدخول فى مفاوضات معها وعندما فشلت شاركت فى المؤامرة الثلاثية الكبري (العدوان الثلاثى على مصر) ورغم أن أهداف هذا العدوان لم تتحقق إلا أن إسرائيل نجحت فى السيطرة على ميناء العقبة، ثم جاءت حرب 67ونجحت إسرائيل فى السيطرة على شبه جزيرة سيناء واستمرت الدعاوى القديمة بأن سيناء (فلسطين مصرية) وبعد نصر أكتوبر 73 تلكأت إسرائيل فى الخروج من سيناء وتمسكت بطابا، وبعد إجراء التحكيم الدولى عادت طابا إلى مصر والغريب أن أطماع إسرائيل رغم معاهدة السلام لم تتوقف فى أثناء حكم حسنى مبارك بل تعاظمت هذه الدعوات وبتبجح شديد حيث رددت بعض العناصر الإسرائيلية أن مصر لا تحتاج إلى شبه جزيرة سيناء، وأن إسرائيل من الضرورى أن تسيطر على سيناء حتى لو اضطرها الأمر إلى إعطاء مقابل مادى عن هذه الاراضي، وحتى الآن لا تزال إسرائيل تدعى بأن الحكومة المصرية غير قادرة على السيطرة فى سيناء وتأمينها وأن سلطة الحكومة المصرية معدومة فى سيناء، وأن سيناء أصبحت بعد معاهدة السلام مطمعا ومرتعا للجماعات الإرهابية.
خطة مركزية
وحول تطورات الأوضاع فى سيناء يؤكد د. محمد مجاهد الزيات مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط السابق والمستشار الأكاديمى بالمركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية، أن الأوضاع فى سيناء ليست مرتبكة فالوضع الحالى عبارة عن خطة مركزية لتصفية قواعد الإرهاب بصورة نهائية واجتثاث جذورها من داخل سيناء، والتى انتعشت على مدى أكثر من خمس سنوات ماضية واستفادت من الانفاق التى كانت بين الحدود المصرية وغزة ،وبالتالى الأمر كان فى منتهى الصعوبة ولا يزال لان القوات الأمنية والعسكرية يبذلون جهودا كبيرة فى المواجهة، والمحاولات التى تقوم بها التنظيمات الإرهابية لتأكيد أنها مازالت موجودة فأنا أعتقد بأنها ترتبط بوجود الأنفاق حيث يمثل مصدر هروب لعدد من القيادات إلى هناك وعودتهم إلى مصر أيضا القيادات المتلاحقة فإنها تهرب إلى هناك والتنظيمات الموجودة فى سيناء تجد بيئة حاضنة أحيانا من بعض المرتبطين بمصالح الأنفاق والاستفادة منها ولذلك جاء إغلاق الانفاق ليقضى على أصحاب هذه المصالح.

النقطة الأخرى هى المطاردة المحكمة لعناصر الإرهاب فى الداخل مثل أجناد مصر أو غيرها والتى تقوم بعمليات تفجيرات ويتم ملاحقتها ربما دفعت بعضها للهروب إلى سيناء وهو ما بدا فى انتعاش العمليات الإرهابية هناك وبالفعل هناك أطماع كثيرة تحوم حول سيناء، وهناك مخطط إسرائيلى لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين فى غزة وغيرها فهناك خطة تدعي(أبحور ايلن) أحد كبار المسئولين الإسرائيليين وتم طرحها عام 2008 لعملية تبادل الأراضى وأن يتم اقتطاع جزء من سيناء لتوطين الفلسطينيين على أن تتولى شركات دولية يهودية وأمريكية تعمير سيناء بحيث يكون هذا الثمن لمصر، وهذا أمر رفضته مصر منذ فترة طويلة وأيضا عندما نتذكر بأنه عندما هاجمت مجموعات تابعة لحركة حماس الإرهابية أسلاك الحدود بين مصر وغزة ودخلت إلى داخل سيناء لم تعترض إسرائيل فى ذلك الوقت لان ما حدث كان تطبيقا للرؤية الإسرائيلية والتى كانت تراها فى سيناء وهذا ما رفضته مصر، بالإضافة إلى أنه كانت هناك محاولات لتدويل مواجهة الإرهاب فى سيناء بدعوة أن مصر غير قادرة على ذلك بحيث تصبح المنطقة تخضع للتدويل ومصر رفضت هذا، وطرحت أمريكا مقترحا آخر بأن يتم زيادة عدد قوات حفظ السلام وان تتولى مهام أخرى ورفضت مصر ذلك، هذا بالإضافة إلى البطء الشديد الذى شاهدته العلاقات العسكرية الأمريكية المصرية خلال السنوات الأخيرة من رفض أمريكى لإمداد مصر من مشترياتها خاصة من طائرات الأباتشى والتى تستخدم فى مواجهة الإرهاب، إلا أنها اضطرت مؤخرا إلى الموافقة على تسليم مصر الطائرات وقطع الغيار اللازمة عندما أدركت أن الإرهاب يمتد على إرهاب عالمى وينتشر فى المنطقة وما يهدد أمن مصر فقط فإنه يهدد كل المصالح الإقليمية أو الدولية بما فيها المصالح الأمريكية فى المنطقة، وأعتقد أنه ليس هناك أى تحفظات إسرائيلية بالنسبة للعملية العسكرية والتى يقوم بها الجيش حاليا فى سيناء لان هناك نوعا من ادراك إسرائيل أن الأمن القومى المصرى يتطلب ذلك، ولا اعتقد بأنها يمكن أن تعترض لأنه يمكن أن يهدد كل اتفاقية السلام من جذورها لاننى أحمى المصالح المصرية بالدرجة الأولى وأنا مضطر إلى هذا لمواجهة الإرهاب.

وبالنسبة لزيادة العمليات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة فإنها ارتبطت بعدد من العوامل منها نجاح حملة الجيش والشرطة فى استئصال كثير من قيادات التنظيم الارهابى فى سيناء وكذلك التنظيمات الإرهابية داخل الوطن وبالتالى تحاول هذه التنظيمات أن توحى بأن هذه الضربات لا تؤثر عليها كما أنها محاولة من التنظيمات الراعية لها للتأكيد أو الإيحاء بأنها لا تزال موجودة وقادرة والتأثير على الأمن القومى المصري، وأن تكون بعض العناصر التى ذهبت إلى سوريا أو العراق أو ليبيا قد عادت فى الفترة الأخيرة فى محاولة لإحياء هذه التنظيمات مرة أخري.

وحول رؤية إسرائيل فيما يحدث فى سيناء يحدثنا اللواء أسامة الجريدلى وكيل جهاز المخابرات السابق ومستشار المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بان هناك متابعة مستمرة ودقيقة من الجانب الإسرائيلى لما يحدث على أرض سيناء، باعتبار أن الحدود المصرية الإسرائيلية حدود مشتركة وأن أى تداعيات تحدث فى سيناء من الممكن أن تؤثر على أمنها القومي، ولهذا فإن أجهزة المخابرات تضطلع بدور أساسى فيما يتعلق بمتابعة الموقف على سيناء، أيضا النقطة الأخرى ترتبط بدور إسرائيل الخاص فى رصد طبيعة تطور العلاقة ما بين أنصار بيت المقدس وداعش خاصة بعد مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش ووجود مسألة الجهاد فى بعض أجزاء البيانات، وهناك متابعة دقيقة لداعش سواء بما يمسها من الجبهة الأردنية لما يمكن أن تمثله هذا من انتقال داعش إلى الضفة الغربية وهذا يشكل أقصى أنواع المخاطر والتهديدات من وجهة نظر إسرائيل، النقطة الأخرى من منظور إسرائيلى وتشكل لها مجال اهتمام وهى علاقة حركة حماس بأنصار بيت المقدس ويمكن النظر إليها من عدة زوايا الزاوية الأولى مسألة التعاون أو التدريب المشترك من جانب حركة حماس باستخدام أنصار بيت المقدس الأنفاق للتدريب داخل قطاع غزة والنقطة الأخرى مسألة دعم سواء لحركة حماس أو تنظيمات أخرى متطرفة داخل قطاع غزة لها نفس الاتجاهات المرتبطة بأنصار بيت المقدس لاستغلال مثل هذه الخبرات عبر الأنفاق سواء لتنفيذ عمليات أو للمساعدة فيما يتعلق بالجوانب التكنولوجية، أما النقطة الأخيرة فهى إيران وهى أحد العناصر الرئيسية والتى تشكل مساسا للسيادة المصرية على أراضيها لأنه لو تم تحليل مصادر السلاح الذى يمكن أن يصل إلى حركة حماس ويتساقط جزء منه داخل سيناء لكى تستخدمه التنظيمات الإرهابية فى سيناء، فسوف تجد أن كل الدلائل تشير إلى إيران فى تهريبها للسلاح عبر حدودنا الجنوبية إلى داخل مصر ومنها إلى سيناء وأيضا عبر البحر الأحمر وبالتالى يشكل نوعا من التهديد والمساس للسيادة المصرية، وهنا تبرز مخاوف أخرى إذا كان هناك عناصر من الحرس الثورى الإيرانى يتم دفعهم بشكل أو بآخر سواء لتدريب عناصر من حركة حماس على تطوير وإنتاج أسلحة معينة بعد القيود التى تم فرضها على الحركة من جراء هدم الأنفاق من الجانب المصري، وبالتالى لن تستطيع حركة حماس تهريب أسلحة خاصة ذات مدى طويل أو أن يكون هناك تنسيق بشكل أو بآخر لدعم تكنولوجى أو فنى أو تدريبى للجماعات الموجودة فى سيناء.

وبالنسبة لإسرائيل فيما يتعلق بوجود القوات المصرية فى سيناء فله أكثر من بعد البعد الأول أن مصر إذا كان هناك أى أمر يمكن أن يمس أو يهدد أمنها القومى فبصرف النظر عن الترتيبات الأمنية المنصوص عليها فى اتفاقية السلام فان الوضع الحالى يشير إلى أن مصر قواتها موجودة هناك، ولم يحدث أى حيلولة من هذه ترتيباتها الأمنية فى دفع القوات المصرية لحماية أمنها القومي، وعلى الجانب الآخر من منظور إسرائيلى فإن القوات المصرية تحارب الإرهاب فى سيناء مادام الهدف محددا وان مصر تحترم معاهدة السلام كأحد التزاماتها الرئيسية، وبالتالى مادام الأمر يرتبط بالأساس بعملية محاربة الإرهاب فالجانب الاسرائيلى لا يعارض فى مثل هذا الموضوع، وحول دور إسرائيل فى الامن بسيناء فالجانب الاسرائيلى له مصالح خاصة من منظور الامن القومى الاسرائيلى أيضا يهمه عدم تصدير الارهاب من سيناء إلى داخل إسرائيل والا يكون هناك بدائل للإنفاق من حركة حماس بعد السياسة المصرية النشطة والايجابية فى تدمير الانفاق بمعنى الا تتحول هذه الانفاق لكى تصبح من قطاع غزة إلى داخل سيناء، ولهذا يتابع الجانب الاسرائيلى بدقة ما يحدث فى سيناء سواء من ناحية تمركزات وأنشطة وأهداف الجماعات الارهابية أو فيما يتعلق بنوايا حركة حماس لايجاد بدائل أخري، فعلينا أن نتحسب لاى نوايا إسرائيلية تحاول أن تسثتمر الموقف لمصلحتها حتى ولو كان هذا على حساب الامن القومى المصري.

وحول التحديات التى تواجه الامن القومى المصرى خلال المرحلة الحالية يؤكد د. مصطفى علوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك تحديات داخلية وخارجية فالتحديات الداخلية منها تحديات جغرافية سياسية متعلقة بوضع سيناء حيث إن سيناء شبه جزيرة وعدد سكانها محدود ومساحتها شاسعة واهم عنصر طبوجغرافيا الأرض وهى صعبة وحادة فى وسط وجنوب سيناء، ولا توجد اتصالات سهلة وتحتاج إلى جهد كبير معلوماتى واستخباراتى لكى تحقق مواجهة ناجحة وفعالة مع جماعات الارهاب التى تتخذ من أرض سيناء مقرا لها، وفى تقديرى بأنه ضرورى لإقامة هذه العناصر أن تكون فى وسط سيناء لانها أصعب مناطق سيناء جغرافية، وبالتالى تتبع أجهزة الدولة المعنية يحتاج إلى جهد كبير نتيجة لصعوبة الوضع الجغرافى السياسي، وهم يستغلون العمليات التى يقومون بها ويحاولون أن يحققوا مكاسب سياسية أكثر مما يحققونه حيث يقومون بنقل صورة مغلوطة للعالم الخارجى من حيث روايته لعدد وطبيعة العمليات التى يقومون بها والمواجهة مع الإرهاب تعتبر أخطر تهديدات الأمن القومى المصري، ولذلك لابد أن تقنتع أجهزة الدولة بذلك وأن تقوم بأكبر جهد لمواجهة فاعلة وناجحة معهم.

وبالنسبة للتهديد الخارجى يتمثل الأمر فى التعاون المحتمل ما بين جماعات والتنظيمات فى الداخل ومواقف قوى إقليمية وربما دولية فى الخارج، ومن غير المستبعد أن يكون هناك دعم إيرانى وتركى رغم اختلاف الأسباب والعوامل لجماعات الإرهاب، لان اضعاف الدولة المصرية هو أحد أهداف القوتين الاقليميتين فبالنسبة لدعم إيران لقوى التطرف والإرهاب فى مصر فهو امتداد لموقفها الراهن لتأييدها المطلق للحوثيين باليمن وانعكاس للخطة الإستراتيجية الإيرانية لتقوية إيران عن طريق استكمال إنشاء الهلال الشيعى فى منطقة الشرق الاوسط ولديها فيه سوريا والعراق وجزء من لبنان وفلسطين والآن اليمن.
مناطق الحدود
وعن كيفية المحافظة على انتماء أهالى سيناء لمصر يؤكد د. سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية أن المناطق الحدودية فى أغلب دول العالم تكون السيطرة فيها ضعيفة مثل منطقة الحدود مع ليبيا والحدود مع السودان والمناطق الحدودية مع إسرائيل يوجد فيها مشاكل باستمرار نفس الحكاية فى أمريكا وكندا أو المكسيك يوجد بها هروب بطريقة غير شرعية وعندما نرجع إلى الموضوع فى سيناء فسيناء تمثل ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل وثلث مساحة مصر ومنطقة شمال سيناء يسكنها (300الف ) مواطن وجنوب سيناء 60 ألفا ومحافظة شمال سيناء تعتبر من أفقر المحافظات اقتصاديا واجتماعيا والتعامل مع هذه المنطقة تتطلب دراسات علمية غير موجودة حاليا ولابد من الجيش المصرى والشرطة الاستعانة بعلماء علم اجتماع وانثوبولوجية يفهمون ثقافة ولغة القبائل وبسبب هذا تواجه الأجهزة الأمنية بعض المشاكل لكى يفهموا اللهجة السيناويه، فأنت تحتاج إلى تعامل علمى فى هذا الموضوع وهذا يتطلب منك ان تبتعد عن الطرق التقليدية لأنك تتعامل مع إرهاب متقدم أسلحته أحدث وتدريبه افصل من أن ترسل قوات أو مجندين غير مدربين وتوجد بينهم نسب أمية عالية فلابد من وجود قوات مكافحة إرهاب وأمنى أكثر من جيش فأنت تحتاج إلى إستراتيجية كاملة واستخدام مكثف لعلماء اجتماع متخصصين فى الدراسات البدوية والإرهاب ، وبالنسبة لتملك الأرض والجنسية والتنمية فكيف نتعامل مع هذه المطالب سياسيا هذه المطالب شرعية ولابد من أن أشرك مواطن شمال سيناء فى مؤسسات الدولة لان عدم اندماجه وتهميشه يؤدى إلى اغترابه ويكون ضد الدولة ويتم تحويله إلى ضدك ، ومن هنا يفقد الانتماء ويفقد كل شيء ويكون لديه استعداد لعمل أى شيء ، فنحن نحتاج إلى تحديث قوى للاجهزة الأمنية فلا يمكن أن يكون سلاح الارهاب أطول من سلاح الشرطة فأين تدريب مكافحة الإرهاب، فالتهديدات التى تواجه مصر حاليا تهديدات عصابات وليست حروبا نظامية فلابد من تغيير الإستراتيجية، أيضا هناك بعض الدول من مصلحتها أن تكون مصر غير مستقرة وفاشلة فى المنطقة وحتى لا تشترك فى أى محفل دولى ولذلك يقومون بمساعدة الجماعات الإرهابية ماديا ومعنويا، ويجب على الدولة أن تقوم بضخ استثمارات كبيرة فى المنطقة حتى يستفيد منها أهالى محافظة شمال سيناء وحتى لا يقعوا فريسة مرة أخرى للإرهاب، أيضا لابد من وجود أى نوع من الترفيه لمواطنى شمال سيناء سواء سينما أو مسرحا فلماذا لا يتم انشاء دار أوبرا هناك ويتم معها الاستفادة من الثقافة البدوية وتقوم بتحويل المنطقة إلى منطقة جذب سياحى أخر مثل محافظة جنوب سيناء مما يعود فى نهاية الأمر إلى انتعاش الفرد السيناوى وأيضا زيادة عملة صعبة تستفيد بها الدولة فى التزاماتها الأخري، أيضا هناك تقصير واضح من الدولة فلا توجد أى قناة محلية تبرز مشاكل محافظتى شمال وجنوب سيناء فأين سيناء من التوجه الاعلامى وأين الاعلام السيناوى فى كل هذا فلابد من ابراز الجانب الجميل والمشرق لسيناء وليس مشاهد القتل التى يتم بثها بين الحين والآخر، أيضا أين الصحافة المصرية لكى تبرز موقعها الاستراتيجى وجمالها فالاعلام المصرى مقصر بشكل كبير فى حق سيناء فلابد من تغيير الإستراتيجية الإعلامية تجاه سيناء.
وحول موقف إسرائيل فيما يجرى فى سيناء حاليا يؤكد د. محمد عبد الله يونس أستاذ الدراسات الإستراتيجية بجامعة القاهرة أن إسرائيل مستفيدة ومؤيدة للعملية العسكرية والتى يديرها الجيش المصرى فى سيناء لأنهم سوف يستفيدون من تقليص تهديدات التنظيمات الإرهابية فى غزة من تهريب الصواريخ من القطاع لكى تخزن فى سيناء وفقا لتقارير أصدرتها مراكز بحثية إسرائيلية، أيضا عمليات التهريب عبر الحدود والتى لا تتمكن إسرائيل من ضبطها والسيطرة عليها بقدرتها المنفردة وتسبب إشكاليات إزعاج حقيقية لإسرائيل خاصة أن هناك تحالفات بين التنظيمات الإرهابية وعصابات التهريب فى سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.