يعتبر حي عابدين من أهم الاحياء ذات الطابع التاريخي المهم والمميز لكونه في الرقعة الأوروبية التي امر ببنائها الخديوي اسماعيل في عهده, وقد اشتهر علي مر عصور المحروسة بنظافته واتساع شوارعه, اليوم أختلف تماما وبات الاهمال عنوانه الرئيسي واغلق الباعة الجائلون شوارعه, واصبح المرور فيه من أكبر المشاكل, خاصة بعد ثورة25 يناير إلي جانب الفوضي في الخدمات التي أدت إلي تراكم القمامة والانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وتدهور حال العديد من العقارات التي الت إلي السقوط دون ان يتحرك أي مسئول بالحي أو المحافظة. وحول مشكلات هذا الحي, يقول مصطفي محمد وشهرته مصطفي زعزوع شيخ حارة شارع كردوس بعابدين ان حي عابدين لاتوجد به الان خدمات ويعاني من عدم اهتمام المسئولين به بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وارتفاع أسعار الفواتير للكهرباء والمياه لدرجة اننا فقدنا الأمل في حدوث اي انفراجة لأحوالنا بحي عابدين هذا بالاضافة إلي ماتراه من بيوت ايلة للسقوط اخطرنا عنها قسم عابدين والذي قال لا علاقة لنا بهذا اذهبوا إلي الحي ولكن للأسف لم يتحرك ساكنا للحي ايضا وتحججوا بأن البيوت الايلة للسقوط تابعة للأوقاف وإلي الآن لم يتحرك احدا من المسئولين تجاه تلك الظاهرة التي باتت تهدد غالبية السكان بالحي خاصة في الشوارع مضي عليها أكثر من عام. وقد اصبحت البيوت القديمة ظاهرة سيئة معروفة بعابدين لسببين اولهما ان الحكومة لاتكترث لهذه الظاهرة وثانيها ان الناس يرفضون الخروج من المباني القديمة ومتمسكون بها علي اساس ان لها قيمة مالية كبيرة ومن وجهة نظرهم وقد اصبحت القمامة ومياه المجاري تملأ الشوارع فمثلا كما تري شارع محمد رياض مليء بالقمامة وهو من أهم الشوارع المتفرعة من شارع عبدالعزيز وهذه كارثة يسهم فيها عمال النظافة ايضا ممن يأتون للتوقيع بالحضور بكشك النظافة المجاور للشارع لايقومون بجمع القمامة التي التفت حول كشك النظافة الخاص بهم. ويضيف حماد عبدالقادر تاجر فاكهة ان مشكلة القمامة والباعة الجائلين هي المشكلة الأكبر في الشوارع المؤدية إلي حي عابدين مثل شارعي الازهر وعابدين لدرجة بلغت إلي ان الباعة الجائلين سدوا شارع عبدالعزيز وشارع الأزهر والكارثة هنا ماذا لو ان احدنا احتاج إلي الذهاب لمستشفي او حالة طوارئ أو حريق لاقدر الله فكيف يصل إلي المستشفي هو أو غيره من سكان عابدين أو الأزهر في ظل غلق الشوارع بالباعة الجائلين كذلك لو ان هناك حالات وفاة تسير في اتجاه السيدة عائشة او الحسين أو جامع الأزهر فكيف تمر وهذا مايحدث كثيرا لدرجة بلغت إلي ان التعديات بلغت بهذا المربع إلي حد التعدي علي حرمة الاموات حيث تقف سيارات دفن الموتي بالساعات بسبب الباعة الجائلين وغياب مباحث المرافق والحي وغيره. ويضيف خالد البحيري مهندس ان مشكلة القمامة تعتبر من أهم المشكلات كما تري بحي عابدين هذا هو حال شوارع كرداس ومحمد فهمي وحسن الأكبر والتي كانت من انظف الشوارع علي مر التاريخ واليوم اصبحت مشوهة بالقمامة والمنازل الايلة للسقوط والمجاري وعلي الرغم من وجود مجمع للبلدية وكشك للنظافة بالمربع إلا ان الحال كما تري لايسر عدو ولاحبيبا وقد اصبح الحي يتعامل مع كل المشاكل بسلبية تحت حجة غياب الأمن وعدم قدرته علي السيطرة علي الأمور بسبب البلطجة من الأهالي وغيرهم. ويري وليد حنفي محاسب ان المشكلة ليست في المسئولين وحدهم ولكن المشكلة في السلوك البشري بمعني اننا بعد الثورة طبقنا الحرية خطأ علي عكس الدول الأوروبية التي شهدت ثورات كتبها التاريخ وكتب عن انتكاسات اخري تعرضت لها دول كبري مثل اليابان وفيتنام وغيرهما وقد مر شعوب تلك الدول بأسوء الظروف إلا انهم بسلوكهم البشري تجاوزوا كل العثرات واصبحت دولهم من ارقي الدول وكان علينا نحن المصريين ان ندرك تاريخ هذه الدولة ونطبقه كي نفهم ان البلطجة والقاء القمامة علي الارض في الشوارع اعمال لاتمت إلي الثورات بشيء بل تؤدي إلي تدمير وتفتيت الدول. بينما يقول خليل غازي رئيس حي عابدين لاينكر احدا ان هناك كارثة محققة تجاه نظافة الشوارع بكل الاحياء بالعاصمة وغيرها من المحافظات لانها اصبحت ظاهرة سيئة بعد ثورة25 يناير وبخصوص حي عابدين فان الحي نظيف إلي حد ما لطبيعته التي موجود عليها وانه كائن بوسط العاصمة ولكننا امام الظاهرة ايضا بالحي وهذا يعود إلي معوق واحد لابد من السيطرة عليه ومحاسبته وهو شركات النظافة التي وقعت عقود لنظافة الاحياء والشوارع بمقابل مادي في حين انها لاتؤدي الخدمة المنوطة بها. وهذا لايعني اننا كرؤساء احياء غير مسئولين ولكننا نحتاج إلي آليات تحت ايدينا حتي يتم محاسبتنا فنحن حتي الآن لانملك مساءلة هذه الشركات ان قصرت الا برفع بلاغات إلي هيئة النظافة حول تقصير تلك الشركات بناءا علي بلاغات مقدمة من المواطنين ومن المؤسف اننا لانملك حتي توقيع غرامات عليها وذلك لان العقد به بند عدم جواز توقيع الغرامة علي شركات النظافة إلا بعد مرور24 ساعة علي البلاغ المقدم بخصوص القمامة وهذا يمثل كارثة بالنسبة لدولة مثل مصر مليئة بالاحياء الشعبية التي تعج بالمواطنين الذين يخرجون قمامة كل ساعة علي مدار ال24 ساعة, وفي النهاية اؤكد ان مشروع دخول شركات القمامة إلي مصر هو مشروع فاشل مائه بالمائة مقارنة بعمل هيئة النظافة والاحياء عندما كانت تتولي عملية الاشراف علي النظافة وجمع القمامة.