السيسي وبوتين يشهدان مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووي    رئيس مصلحة الجمارك: بدء تطبيق منظومة «ACI» جوًا مطلع يناير المقبل    وزير التموين: توافر السكر الحر بالمجمعات الاستهلاكية بسعر 28 جنيهًا للكيلو    تكساس الأمريكية تصنف جماعة الإخوان "منظمة إرهابية"    "السيسي وبوتين".. صداقة متينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا    برشلونة يواجه فرانكفورت في كامب نو    ضبط سائق سيارة صدم شخصين وفر هاربًا بالقاهرة بعد تداول فيديو الواقعة    البيئة تنظم مؤتمر الصناعة الخضراء الأحد المقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الزراعة: أكثر من مليون شتلة فراولة تم تصديرها خلال أكتوبر    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    مجلس الشيوخ الأمريكى يوافق على مشروع قانون للإفراج عن ملفات إبستين    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    لن نبكي على ضعف الدولار    دوري أبطال إفريقيا.. 30 ألف متفرج في مباراة الأهلي وشبيبة القبائل الجزائري    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    وزير الزراعة يعقد اجتماعاً موسعاً لمديري المديريات ومسئولي حماية الأراضي بالمحافظات    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    فرق الصيانة بالسكة الحديد تجرى أعمال الصيانة على القضبان بشبرا الخيمة    حسين فهمى يكرم محمد قبلاوي.. والمخرج يهدى التكريم لأطفال غزة    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد الجوية تحذر من تغير حالة الطقس    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    تامر حسني يكشف تفاصيل أزمته الصحية بعد خضوعه لجراحة دقيقة في ألمانيا    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    هيئة الرعاية الصحية تُطلق عيادة متخصصة لأمراض الكُلى للأطفال بمركز 30 يونيو الدولي    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    الصحة: 5 مستشفيات تحصل على الاعتماد الدولي في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    القادسية الكويتي: كهربا مستمر مع الفريق حتى نهاية الموسم    الزمالك يستقر على موعد سفر فريق الكرة لجنوب أفريقيا    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية التي تستخدمها القوات الأوكرانية    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    وزير الإسكان يستقبل محافظ بورسعيد لبحث استعدادت التعامل مع الأمطار    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إمبراطورية الباعة الجائلين.. أين الحل؟

5 ملايين بائع يحتلون أرصفة الشوارع والميادين العامة
المؤيدون للسوق الموحدة: أفضل من فوضى الشوارع
المعارضون: غير مضمون وسنفقد الزبائن
الخبراء: انضمام البلطجية جعلهم كارثة أمنية تحتاج وقفة حازمة
الحد من الظاهرة خطوة مهمة لحل مشاكل الأمن والنظافة والمرور
ولاء نبيه
اختفت مشاهد الكر والفر التى كانت تتكرر ليل نهار بين شرطة المرافق والباعة الجائلين فى الشوارع والميادين العامة؛ حيث ساهم غياب الأمن بعد ثورة يناير فى تغيير ميزان القوة لصالح الباعة الذين أصبحوا أكثر سطوة وجرأة، فاحتلوا الشوارع والأرصفة والميادين ضاربين عرض الحائط بقواعد الأمن والنظام، وكأن الشوارع أصبحت ملكية خاصة لهم، ووصل الأمر إلى حد تأجير الأرصفة والشوارع والميادين من قبل كبار الباعة لغيرهم، فضلا عن سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة فى الشوارع، والأخطر من كل ذلك أن أغلب الباعة يمتلكون أسلحة بيضاء ونارية تحسباً لمواجهة كل من يحاول منازعتهم؛ حيث شهدت الشهور الأخيرة وقوع قتلى ومصابين جراء مشاجرات الباعة الجائلين بالأسلحة، وهو ما يجعل القضاء على هذه الظاهرة من أهم الخطوات نحو تحقيق واستعادة الأمن، ولكن شريطة أن يكون ذلك مقترنا بوضع بدائل تضمن لهم مصدرا للرزق، خاصة أن عددهم يتجاوز 5 ملايين بائع جائل يعولون ما يقرب من 20 مليون شخص، ويتركز 70% منهم فى خمس محافظات هى: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والمنيا، وبورسعيد.
من جانبها أعلنت محافظة القاهرة عن توفير 34 موقعا لإقامة سوق اليوم الواحد تم إعداد 15 موقعا ليتمكن الباعة الجائلون من مزاولة نشاطهم بها، ومن أبرز هذه المواقع أمام مجمع التحرير، وساحة عمر مكرم، وعبد المنعم رياض، وميدان الفلكى، وشوارع شريف والألفى وبولاق الجديد والطرابيشى، وساحة الشيخ صالح الجعفرى، وشارع بولاق، ومن المقرر أن تستمر كل المواقع لإقامة سوق اليوم الواحد بالعمل على مدار الأسبوع طبقا للجدول المحدد، والذى يبدأ من الاثنين وحتى الجمعة؛ حيث إنه من المنتظر أن تستوعب هذه الأسواق التى تم إعدادها نحو 13 ألف بائع متجول كمرحلة أولى بخلاف المواقع الجارى إعدادها فى جميع أحياء القاهرة.
ولكن يبدو أن هذه الحلول لم تكن مرضية لدى كثير من الباعة؛ حيث اعترض محمد عبد الله 32 عاما "بائع أحذية افترش بضاعته فى شارع 26 يوليو بوسط البلد" على فكرة السوق الموحدة، معتبرا أنها لا تحقق للباعة الجائلين أى فائدة، بل إنها ستزيد من أعبائهم؛ حيث يكون العمل فيها متقطعا وليس بشكل يومى، وجميع الباعة يعتمدون على رزقهم اليومى، فمن أين ينفقون فى اليوم الذى لا يعملون فيه؟.
أما حمودة 35 عاما "بائع ملابس أطفال" فيرفض وصف الباعة الجائلين بالبلطجية، ويقول: "لا أحد من الباعة ينكر أن تسللت وجوه إجرامية إلى أماكن الباعة الجائلين، وحاولوا فرض سطوتهم عليها ومنازعاتهم فى أماكنهم حاملين الأسلحة البيضاء والنارية، وهو ما أساء إلى الباعة الجائلين، وأضاف أن هؤلاء البلطجية كانوا يؤجرون الأماكن المميزة والأرصفة فى الميادين لصغار الباعة إما بمبالغ مادية أو مشاركتهم فى ربحهم اليومى، مطالبا الدولة بتطهير الشارع من هؤلاء بدلا من أن تأخذ الجميع بذنب البلطجية وتقطع أزراقهم".
فيما رحب "ميلاد - 33 عاما بائع مفارش فى مترو الأنفاق" بفكرة سوق اليوم الواحد حتى ولو لم يعمل بشكل يومى؛ حيث يرى أنه أرحم من العمل المتجول الذى يشبه التسول، إضافة إلى أنها مهنة شاقة مليئة بالمخاطر والمطاردات، ففى بعض الأحيان يحقق البائع أعلى نسب فى البيع ولكنه فى نهاية اليوم تلاحقه شرطة المرافق فتأخذ منه ما حققه من مكسب فضلا عن تحريز البضاعة.
كارثة أمنية
يؤكد العميد توفيق زهران، مساعد إدارة مرور الجيزة، أن الأسواق العشوائية التى يقودها الباعة الجائلون تمثل تحديا كبيرا أمام تحقيق الأمن؛ حيث شهدت ظاهرة الباعة الجائلين تحولا كبيرا بعد الثورة؛ بسبب ضعف قبضة جهاز الشرطة عليهم مما ساهم فى زيادة أعدادهم والتى تجاوزت أضعاف ما كانت عليه قبل الثورة؛ مما تسبب -وبشكل مباشر- فى اختناق الشوارع والميادين والأرصفة إلى الحد الذى اختفت فيه بعض الشوارع.
وأوضح أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة أمنية بعدما دخل ضمن صفوف هؤلاء الباعة أعداد كبيرة من البلطجية بحوزتهم أسلحة خاصة السنج والخراطيش يستخدمونها ضد كل من يحاول تهديد لقمة عيشهم -كما يصفونها- حتى ولو كان ذلك قوات شرطة المرافق التى تسعى لاستعادة الأمن والنظام؛ لأن بضائعهم التى يعرضونها هى كل رأس مالهم، ومن ثم يصبح من السهل ارتكاب الجرائم من أجل الحفاظ عليها.
وطالب زهران بضرورة أن تكون القوة الأمنية التى تلاحق الباعة الجائلين قوة قتالية ومكثفة، تشمل رجال من شرطة المرافق والمرور والحى حتى تتمكن من السيطرة عليهم، مع ضرورة توفير حلول بديلة لهذه العمالة من خلال فتح أسواق فى أماكن مختلفة.
وأرجع أسباب زيادة أعداد الباعة الجائلين إلى عدة أمور؛ أولها: ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب؛ حيث أصبح شراء بضاعة أيا كان نوعها وحملها على الأعناق والسير بها فى الشوارع والمحطات أو فرشها على الأرصفة وفى الميادين الحل الأسهل لأى شاب، خاصة فى ظل الغياب الأمنى الذى تشهده البلاد فى الآونة الأخيرة، وهو ما فتح الباب على مصراعيه أمام انتشار الظاهرة حتى وصل الأمر إلى ذروته ولم يعد يقبل أنصاف حلول.
إمبراطورية جديدة
من جانبه، أكد محمد شحاتة، أستاذ القانون الجنائى بجامعة الإسكندرية، أن إشغال الشوارع والميادين جريمة يعاقب عليها القانون، تبدأ بالغرامة وتنتهى بالحبس إلى عشر سنوات إذا كانت هذا الأشغال مصحوبة بأعمال إجرامية، ويضاف إلى ذلك جرائم حيازة الأسلحة والتى أصبحت منتشرة بشكل كبير جدا بين هؤلاء الباعة، لافتا إلى أن ظاهرة الباعة الجائلين بعد الثورة أصبحت إمبراطورية جديدة تمارس فيها البلطجة على الشوارع والأرصفة والميادين بشكل علنى.
وأضاف شحاتة أن القضاء على ظاهرة الباعة الجائلين أمر يساهم بشكل ضمنى فى حل عدة أمور مهمة تتعلق بخطة المائة يوم التى أطلقها الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وهى النظافة والمرور؛ حيث إن الباعة الجائلين سبب رئيسى فى زيادة معدلات القمامة، كما يتحقق أيضا بمجرد القضاء عليها الانسياب المرورى فضلا عن تحقيق الأمن.
وطالب أستاذ القانون الجنائى بخطة واعية ومحكمة تراعى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية من خلال توفير فرص عمل بديلة وأسواق بديلة من شأنها حل مشاكل الباعة الجائلين، إضافة إلى عمل بحوث اجتماعية عن الأفراد المستحقين لإيجاد بدائل، وهم من يكون العمل كبائع جائل هو المصدر الرئيسى له، مع ضرورة تفعيل القانون بكل صرامة لضمان عدم عودتهم كما اعتادوا من قبل؛ لأن قبضة الأجهزة الأمنية عليهم مؤقتة حتى لو كانت صارمة فسرعان ما يعودون إلى ممارسة عملهم مرة أخرى دون أى ملاحقة. مشيرا إلى أن هذا التراخى الأمنى يمثل أهم أسباب انتشار الظاهرة التى تتصدر مصر فيها البلدان المختلفة.
اقتصاد سرى
من جانبه، أكد الدكتور حمدى عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات السابق أن الباعة الجائلين وما يحملونه من بضائع أغلبها مهربة يمثلون أهم دعائم الاقتصاد السرى، والذى أصبح يفوق فى معدلاته الاقتصاد القومى، مشيرا إلى خطورة وضرر هذا الاقتصاد السرى؛ لأنه يضيع على الدولة حقها فى تحصيل الرسوم والضرائب والتأمنيات؛ بسبب العمالة العشوائية التى لا تلتزم بدفع أى رسوم للدولة.
ومن تداعياتها الخطيرة على الجانب الاقتصادى ارتفاع معدلات البطالة؛ حيث تعرض الشركات والمحلات للخسائر المتتالية يجعلها تواجه حالة من التعثر فى سداد مستحقات العاملين بها ومن ثم تقوم بالاستغناء عنهم لينضموا إلى صفوف البطالة.
وأضاف عبد العظيم أنه بالرغم من المساوئ المتعددة لظاهرة الباعة الجائلين إلا أنه يجب عدم إغفال الجانب الإنسانى فيها، مطالبا بضرورة توفير أماكن أخرى تضمن لهم حياة كريمة؛ حيث إن أغلبهم ليس لديه مهنة أخرى ويتخوف من الانتقال إلى أماكن جديدة؛ لأنهم يرونها أقل جاذبية للزبائن.
فوضى الإشغالات.. نقطة نظام
حملة موسعة لإزالة التعديات وإعادة الانضباط للشارع
القاهرة تخصص "سوق اليوم الواحد" والجيزة تبنى 171 "باكية"
المواطنون: يجب توفير بدائل مناسبة قبل مطاردتهم فى الشوارع
إيمان إسماعيل - محمود مهدى
مساع متكررة وحثيثة تبذلها عدة جهات فى المحليات والداخلية لمواجهة فوضى الإشغالات وانتشار الباعة الجائلين فى المناطق الحيوية وفى مفاصل المحافظات، التى تخلق أزمات جديدة تتعلق بالتكدس المرورى والانفلات الأمنى الناتج عما تشهده هذه الساحات من مشاجرات ومعارك تصل بعضها لاستخدام الأسلحة.
رصدت "الحرية والعدالة" عن قرب حملات إزالة الإشغالات فى القاهرة والجيزة، وما يبدو عليه الأمر للوهلة الأولى من صراع بين لقمة عيش للباعة الجائلين ومحاولات تنظيمية للجهات المسئولة، واستطلعت آراء أطراف الأزمة فى محاولة لفض الاشتباك، وإيجاد نقطة نظام بين فوضى الإشغالات وضبط الشارع.. فمع بدء تنفيذ حملة تنظيم حركة "الباعة الجائلين" فى العديد من المحافظات، وتخصيص أسواق مجمعة ومحددة لهم فى أيام معينة، لم تمتد تلك الحملة إلى محافظة القاهرة بشكل لافت للنظر، ولم تظهر آثارها إلا فى شاعر "طلعت حرب" بوسط البلد؛ حيث داهمته قوات الأمن ولاحقت الباعة الجائلين وأخلت الشارع بشكل تام.
جدول للبائعين
أكد قال اللواء سيف الإسلام عبد البارى -نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية- البدء منذ الأسبوع الماضى فى تنفيذ فكرة مشروع سوق اليوم الواحد للباعة الجائلين بجميع أحياء القاهرة عامة ومناطق وسط البلد خاصة، وهى عبارة عن إعداد جدول أسبوعى يوزع منه نسخ على البائعين، ويتم الإعلان عنه فى جميع وسائل الإعلام المختلفة، وفى هذا الجدول يحدد الأماكن المسموح للبائعين الوقوف فيها، بدون تعرض لمطاردات من شرطة المرافق.
وأوضح عبد البارى فى تصريحاته الصحفية أن الهدف من هذه الفكرة هو إيجاد حل وسط يعود بالمنفعة على جميع أطراف الأزمة، وهم: الباعة الجائلون الذين يتسببون فى تعطيل وإعاقة حركة المرور وتشويه المنظر الحضارى لأحياء وشوارع وسط البلد. والحكومة المسئولة عن إيجاد بدائل وخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب. والمواطنون الواقع عليهم الضرر فى تعطيل مصالحهم وتكبدهم ساعات أطول فى مهماتهم؛ حيث يلتزم الباعة بالجدول والمواقع المحددة للوقوف يوميا، لتشهد باقى الشوارع سيولة مرورية.
وأكد أن العقوبات ستكون حازمة على الباعة المخالفين، والتى تبدأ من دفع غرامة مالية كبيرة، نهاية بمصادرة بضاعة المخالف وعدم السماح له بالوقوف مرة أخرى فى أى سوق من الأسواق التى حددتها المحافظة، مؤكداً أن فكرة سوق اليوم الواحد مجرد فكرة مؤقتة وانتقالية لحين البحث وتحديد أماكن دائمة تكون أسواق لهؤلاء الباعة ولا تتعارض مع الخطط المرورية.
وأعلنت محافظة القاهرة الجدول المفترض أن يوقع عليه الباعة الجائلون، حيث سيشمل يوم "الجمعة": ساحة عبد المنعم رياض، وأمام وخلف مجمع التحرير، وحديقة عمر مكرم، ومنطقة الألفى، ومنطقة ساحة 26 يوليو، وشامبليون، وميدان الفلكى بحى عابدين وتضم 250 بائعا، وحديقة الأزهر، وساحة الشيخ الجعفرى، وميدان الظاهر بحى الوايلى، وحديقة الأزبكية وتضم 1500 بائع، ومنطقة الشريفين بحى عابدين. و"الاثنين" سيضم حديقة شارع بولاق الجديد (حى بولاق) وتضم 300 بائع، وشارع العباسية بحى الوايلى ويضم 150 بائعا، وساحة الشيخ صالح الجعفرى بحى وسط وبها 1000 بائع، ومنطقة الشريفين بحى عابدين وتضم من 1000 - 1500 بائع، أما يوم "الثلاثاء": فسور عبد المنعم رياض بحى غرب، وساحة السكة التجارية (بولاق) ومنطقة ساحة محور شمال الجمالية، وتضم من (2500 - 3000 بائع) وأمام جامع السلام بميدان الحسينية بحى وسط.
المهم الزبائن
وحول رؤية الباعة الجائلين فى القرارات الجديدة والبدائل التى طرحت من قبل المسئولين، يقول مدحت فتحى –أحد بائعى النظارات فى رمسيس-: إنه يتمنى أن يكون فى مأمن، سواء سيستمرون فى نفس الأماكن برمسيس أو سيتم نقلهم إلى منطقة الدراسة كما أخبرتهم المحافظة، وأوضح أنه إلى الآن لم تتخذ أى إجراءات، ولم يصل لهم سوى أرقام الأكشاك التى سيكونون فيها، ولم يخبرهم أحد بموعد النقل أو حتى تحديد موعد للانتقال ومشاهدة الأجواء الجديدة للمكان.
أما إسلام محمود –أحد بائعى الأحذية أمام محطة مصر- فيرى أن انتقالهم لسوق مجمع أفضل لهم بكثير من وقفة الشارع تلك، التى يكونون فيها تحت رحمة "البلدية"، مشيرا إلى أن الأسواق المجمعة ستكون مرخصة، ولن يقلقهم أحد، وسيكون المكان معروفا للجميع، متمنيا أن تشهد السوق المجمعة إقبالا من الزبائن.
وأضاف أحمد أبو صبرة –أحد البائعين على أرصفة شارع رمسيس- أن أهم ما فى موضوع نقلهم إلى مكان آخر، هو أن يكون على المكان الجديد حركة بيع، معتبرا أن قربهم من محطة مصر يجعل الخارج والداخل لها يمر عليهم، إما للمشاهدة أو للشراء فهناك حراك، أما فى منطقة الدراسة لا يعلمون عنها شىء وهل ستشهد رواجاً من عدمه.
"طلعت حرب"
وعلى صعيد شارع طلعت حرب بوسط القاهرة اختلف الوضع كثيرا؛ حيث أخلت وزارة الداخلية بحضور مدير إدارة مرور القاهرة ورئيس حى وسط المدينة شارع طلعت حرب من جميع الباعة الجائلين الموجودين فيه وصادرت بضائعهم، وذلك تنفيذًا لقرار وزير التنمية المحلية بإزالة كل ما يشغل الطرق العامة من باعة جائلين، وتباينت روايات شهود العيان من أصحاب المحلات فى شارع طلعت حرب حول ما تم فى الشارع؛ حيث قال بعضهم: إن البلدية طاردت الباعة الجائلين بشكل غير جيد، وصادرت بضائعهم، على الرغم من عدم توفير بدائل لهم وإمكانية نقلهم بشكل أرقى من ذلك، بينما قال آخرون: إن البلدية وشرطة المرافق أمهلتهم الكثير من الوقت لتجميع بضاعتهم ونقلها ومن لم يستجب فقط هو من تم مصادرة بضاعته.
المواطنون من جانبهم كانت تلك آراؤهم؛ حيث يقول محمد أحمد -موظف حكومى-: إنه مع تنظيم حركة الباعة الجائلين بما لا يؤثر على أرزاقهم، وفى الوقت ذاته لا يؤثر على الطرقات وحركة المرور، مطالبا بتوافر قوات الأمن والبلدية على مدار الأربع والعشرين ساعة لا فى ساعات العمل الرسمية فقط؛ حتى يتم ضمان عدم نزول الباعة على الإطلاق ولا محاولتهم لفرش بضاعتهم خلسة، كما طالب أن تكون تلك الأسواق البديلة لفترة طويلة وكافية تمتد ل12 ساعة أو أكثر حتى لا يتضرر دخل البائع.
وقالت يارا محمد -25 عاما-: من الممكن أن تكون فكرة جيدة كحل مؤقت؛ لأنهم بعد الثورة انتشروا بشكل لافت للنظر وعلى مساحات واسعة، المهم يكون فى أماكن بالفعل محددة لهم، ولا يتم الضحك على الباعة الجائلين، بالإضافة إلى وجود متابعة من قبل المحافظة والداخلية حتى لا يطاردوهم يوما ويتركوهم أسابيع.
اللافت للنظر أن الأسواق البديلة فى الأماكن المحددة لم يصيبها أى تغيرات على الإطلاق؛ ولم يتم تجهيزها للباعة الجائلين حتى الآن، فقط تم مصادرة بضائعهم ومطاردتهم فى أماكنهم المختلفة، والبعض الآخر تم إرسال إنذار مسبق لهم لجمع بضائعهم وعدم عرضها، دون توفير بدائل لهم حتى الآن.
171 "باكية"
وفى محافظة الجيزة تجولت "الحرية والعدالة" فى قلب ميدان الجيزة، والذى شهد حالة انسياب مرورية لم يشهدها الميدان منذ فترة طويلة احتل فيها الباعة الجائلون كامل الميدان وظهر إشغال الطريق العام وفرض إتاوات من البلطجية، وهو الأمر الذى كان يسىء إلى الوجه الحضارى لمصر إبان النظام البائد.. وتقوم محافظة الجيزة بطرح 171 "باكية" أمام الباعة الجائلين، فى إطار خطة المحافظة لحل مشكلة الباعة الجائلين.
وأكدت تيسير عبد الفتاح رئيس حى جنوب الجيزة، أنه تقرر تعيين خدمة دائمة بالميدان طوال اليوم؛ لمنع عودة الباعة مرة أخرى، وأن الحى لديه 150 باكية جاهزة لتسكين الباعة وفقا للأولوية فى التقدم بطلب للحصول عليها.
وقال الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة: إنه بصدد تنفيذ المرحلة الأولى من خطة المحافظة؛ حيث سيتم طرح 91 "باكية" أمام الباعة الجائلين بأسواق حى جنوب الجيزة وبولاق الدكرور وشمال الجيزة للمنتفعين بنظام الإيجار والتى ستسهم فى حل مشكلة الباعة الجائلين.
وأضاف عبد الرحمن فى تصريحات صحفية أنه سيتم طرح 80 باكية أخرى بحى جنوب الجيزة كمرحلة ثانية، بالإضافة إلى الباكيات المنتظر إنشاؤها بمواقع الأسواق التى سيتم اختيارها، مشيراً إلى أنه يتم حاليًا عمل مسح شامل بالمناطق أسفل الكبارى والطريق الدائرى لإيجاد المواقع المناسبة.
وقال المحافظ: إنه يجرى التعامل حاليًا مع الوحدات المغلقة، والتى لم يقم أصحابها باستخدامها ويصل عددها إلى 600 "باكية"، واستغلالها لصالح الباعة الجائلين، مشيرًا إلى أن جميع الإشغالات التى تم رفعها من الباعة الجائلين تم مصادرتها بمخازن الحى، ولم يتسلمها أصحابها إلا فى المواقع والسويقات الجديدة التى ستحددها المحافظة.
وكشف مصدر أمنى ل"الحرية والعدالة" أن المحافظة ستمنح الوحدات المخصصة لأبناء محافظة الجيزة أولاً وفقاً للطلبات التى سيتم تقديمها إلى المحافظة وليس إلى مديرية أمن الجيزة؛ حيث يقتصر دور الأمن على فرض الانضباط، وإزالة الإشغالات، ومنع حالات البلطجة والسرقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.