المواطنون البسطاء الذين يكسبون قوت يومهم بالكاد.. كتب عليهم أن يعانوا الفقر والانفلات الأمني, وعدم وجود مصدر دخل لهم بسبب البطالة.. إلا أنهم برغم تلك المعاناة التي يشعرون بها, فوجئوا بانفلات آخر, ولكن في أسعار السلع الأساسية بسبب جشع كبار التجار الذين اتحدوا معا لرفع أسعار السلع في ظل غياب رقابة أجهزة الدولة, والمحافظة علي المتاجرين بأقوات الشعب. ففي الإسكندرية, زادت أسعار كل السلع بصورة غير مبررة, خاصة في سوق الحضرة, ويتساءل المواطنون عن سر الزيادة دون إجابة واضحة من المسئولين الذين التزموا الصمت التام.. ولكن أصابع الاتهام تشير إلي الدولار, وهو المتهم الأول في تلك الزيادة. ويؤكد جمال زقزوق, رئيس جمعية حماية المستهلك بالإسكندرية, أن التجار في الإسكندرية بدأت ترفع الأسعار بشكل ملحوظ, وترد للجمعية شكاوي عديدة, خاصة بزيادة الأسعار, وكذلك تطبيق سياسة الاستبدال والاسترجاع الخاصة بقانون حماية المستهلك. أما نائب الشوري السابق أحمد شعبان, فيقول إن تدهور الجنيه أمام الدولار تسبب في ارتفاع ما لا يقل عن60% من أسعار السلع الحياتية, لأنها كلها متعلقة بالاستيراد وارتفاع تكلفة النقل, فضلا عن إشاعة زيادة الأسعار, والتراجع عنها رفع الأسعار تلقائيا ولم تتراجع, كما أن أسعار الدواء زادت والضحية في النهاية هو المواطن الغلبان الذي لا يملك سوي مرتبه المتجمد الثابت الذي لا يتحرك بفعل التضخم الناتج عن ارتفاع الدولار. وأضاف شعبان, أن الحل يكمن في تدخل الدولة بحزم أمام كل أوجه الاستغلال والارتفاع غير الطبيعي في الأسعار, كما يجب علي الدولة أن تواجه المستوردين أو المنتجين الذين يستغلون فرق الدولار ويتربحون لأنفسهم أضعافا مضاعفة, وهذا يؤدي إلي حالة من الارتفاع الجنوني للأسعار. ويضيف المهندس عبدالرحمن مصطفي, صاحب محل لبيع الكاوتش والبطاريات, أن أسعار الكاوتش زادت وأسعار البطاريات زادت, وأن الشركات رفعت السعر بنسبة4%, وبعض الأنواع زادت بنسبة5%. أما السماني, صاحب محل بقالة, فيقول, إن الأسعار معظمها زاد وكان الله في عون المواطنين, واحنا متهمون بأننا نغلي الأسعار, لكن التجار الكبار والمستوردين هم المافيا الكبيرة والحاجة بتنزلنا غالية, وكل يوم سلعة تغلي.. الله يرحمنا.. مضيفا أن الذي يستغل تحرك الدولار أمام الجنيه في مضاعفة أرباحه متهم أمام الشعب بالخيانة العظمي, لأنه يستغل أزمة شعب وليس عليه رقيب. أما أبو ستيت قدري, موظف, فيقول: أنا مرتبي بيخلص يوم10 في الشهر, وبشتغل موظف الصبح وسائق تاكسي بعد الظهر, ومش عارف أكفي طلبات البيت والأولاد, فمثلا كيس المكرونة كل يوم بيزيد, والأدوات المدرسية كل يوم بتزيد.. هنعمل إيه؟!