بسبب هواجس جالت بخاطره, بات يشك فيمن قضي معها أكثر من12 عاما أنجبت له خلالها3 أولاد. لقد ظن أنها تحاول إزاحته من طريقها حتي تتمكن من استكمال حياتها مع رجل غيره, بعد أن أصبح عاطلا لا يخرج للعمل. وفي إحدي الليالي الظلماء ترك صلاح نفسه للشيطان حتي سيطر عليه, وبينما هو جالس علي مقهي راح يندب حظه بعد فشله في العثور علي فرصة عمل, وتوفير متطلبات المنزل لأسرته, نادما علي ما اقترفه في حق زوجته من تعديه عليها بالضرب المبرح المستمر.أخذ يلوم نفسه علي أن أوصل الأمر بزوجته إلي هجرته عدة مرات بسبب خلافها معه لتقصيره في عمله, بعد قيام والدته بشراء توك توك له للعمل عليه حتي يتمكن من توفير مصاريف أسرته, وبعد نشوب المشاجرات بينهما يتدخل الأهل والأصدقاء للصلح وإعادتها إليه. وبينما صلاح شارد في خياله, ينفخ دخان سيجارته, أخبره صديق له أنه سمع أن زوجته علي علاقة عاطفية مع أحد الأشخاص, وذلك علي غير الحقيقة, وما أن سمع صلاح كلام صديقه حتي أصابته حالة من الهياج. انهال علي صديقه بالسباب والشتائم وتركه وانصرف هائما علي وجهه, لا يدرك ماذا يفعل, غير أنه بيت النية وعقد العزم علي شيء اندفع إليه في تهور لم يستطع خلاله السيطرة علي نفسه, فقد ظل يراقب تحركات زوجته في أثناء خروجها من منزله دون جدوي, ومن غير أن يتوصل لشيء, وبسبب الهواجس التي جالت بخاطره, بات يشك في زوجته, وكلام صديقه يسيطر علي عقله الباطن حتي أوهم نفسه أن زوجته تخونه وتريد الانفصال عنه, لتتمكن من استكمال حياتها مع رجل غيره بعد إفراطه في تعاطي المواد المخدرة مع أصدقاء السوء. وعند عودته في الساعات الأولي من الصباح يترنح من كثرة ما تعاطاه من المخدرات, توجه إلي شقته وطرق باب الشقة, وعندما شاهد زوجته تفتح له الباب طلب منها العشاء, وفي أثناء تجهيزها الطعام نهرها وتعدي عليها بالسب والشتم أمام ابنتهما آية. تعجبت زوجته من صنيعه فنهرته علي حضوره سكرانا في ذلك الوقت المبكر, وإزعاجه للجيران, ومن دون سابق إنذار أمسك بقطعة خشبية شومة وانهال عليها بالضرب علي رأسها, وعندما حاولت الفرار تتبعها وأوسعها ضربا أمام ابنتهما, التي ظلت تصرخ صرخات هزت جدران المنزل, من هول المشهد المروع الذي تجمع علي أثره الجيران, ولم يتركها حتي تهشم رأسها ولفظت أنفاسها الأخيرة ولاذ بالفرار. تفاصيل الجريمة البشعة سطرها محضر بقسم شرطة الطالبية, بدأت أحداثها منذ12 عاما بزواج صلاح من مروة, بعد ارتباطهما بقصة حب, كان يري فيها محبوبته هي ست الحسن والجمال, وكانت هي تراه فارس أحلامها. تقدم للزواج منها, لكن أسرتها رفضته حيث كان والدها يري أنه شاب مدلل, وينفق ببذخ, وكثير الجلوس علي المقاهي مع أصدقاء السوء, ولكنها لم تستمع لنصائح أسرتها وضربت بها عرض الحائط, وأجبرت مروة أسرتها علي الموافقة علي زواجها من صلاح. وفي خلال أيام معدودة جها لها صلاح عش الزوجية وتمت مراسم الزفاف, وانتقلا معا إلي عش السعادة, وأصبح الزوج يقضي مع عروسه الليل بأكمله حتي شروق الشمس, واستمر علي ذلك الحال عدة أشهر, أهمل خلالها تجارته وعمله وأصبح يغط في النوم ساعات النهار, ويسهر مع عروسه طوال الليل. لم تكد تمر أشهر قليلة علي زواجهما حتي بدأت معاملة صلاح تتغير مع مروة, حيث باتت تشاهده بجلس مع أصدقاء السوء ويهمل عمله, ومر عامان وجاءت بشارة الأبوة حيث أنجبت طفلا, وبعد أرسع سنوات رزقها الله بالطفل الثاني. وشعر الزوج أن مسئوليات الأسرة تزداد عليه, فبدأ يلقي بهمومه في قضاء السهرات مع أصدقائه داخل منزله, وكلما طلبت منه مصاريف للمنزل كان يعتدي عليها بالضرب أمام ولديهما, فلجأت إلي أفراد أسرتها تستنجد بهم, ولطالما تدخل الأهل والأصدقاء لإعادتها إليه حتي كانت نهايتها. كان اللواء أحمد الناغي مساعد الوزير لأمن الجيزة قد تلقي إخطارا من اللواء كمال الدالي مدير الإدارة العامة للمباحث بورود إشارة من مستشفي الهرم بوصول مروة(30 سنة) جثة هامدة, ووجود آثار تعذيب وجروح وسحجات بجسدها. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة للمباحث لكشف غموض الجريمة, وتبين من تحريات اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة أن وراء ارتكاب الجريمة زوج المجني عليها ويدعي صلاح, وذلك بسبب شكه في سلوكها. وبقيام العميد جمعة توفيق رئيس مباحث قطاع الغرب بسؤال ابنتهما(7 سنوات) قالت: إنها شاهدت والدها يضرب أمها بشومة علي رأسها حتي سقطت غارقة في دمائها, وأضافت أنها حاولت أن تمنع والدها من ضرب أمها فدفعها بيده علي الأرض. تم عمل كمين نجح خلاله المقدم أحمد النواوي رئيس مباحث الطالبية من ضبط المتهم, وبمواجهته أمامه اعترف بارتكابه الجريمة للانتقام من زوجته المجني عليه بدعوي شكه في سلوكها. تم تحرير محضر وإحالته إلي أسامة حنفي رئيس نيابة حوادث جنوبالجيزة, فأمر بحبس المتهم احتياطيا علي ذمة التحقيق.