غريبة.. يظل الممثل يجاهد مع ادواره.. يحاول أن يقدم دورا يضع به علامة علي طريقه الفني.. وعندما يصل إلي هذا الدور الذي يريده.. ويحقق به نجاحا يقدمه للجمهور وللشاشة.. وقد يحصل علي جوائز بهذا الدور.. ويصبح هذا الدور هو مفتاح النجاح في حياته الفنية.. ويصبح اسم شخصية هذا الدور الذي قدمه في الفيلم أو المسلسل لصيقا به.. يناديه به الجمهور.. ويسعد الممثل لأنه حقق ذاته وأثبت قدراته.. ويهدأ.. ولكن بمرور الأيام.. يصبح هذا الدور عدوه الأول.. الذي لابد أن يصرعه ويتخلص منه!! ولم أحاول أن أقاطع صديقي النجم الذي أصبح نجما فعلا في عالم السينما.. والفن عموما.. بكل أشكاله.. سينما.. مسرح.. تليفزيون.. إذاعة.. ونظر إلي واستمر في حديثه الغريب!! معادلة غريبة تلك التي يعيشها الممثل مع ادواره.. ومشواره الفني.. فنجاحه.. يطارده دائما.. ويجبره علي أن يصارع هذا النجاح ويتخلص منه.. في الوقت الذي كان يسعي إليه.. ويرجوه.. ويتمناه!! وفي حياة كل ممثل دور ناجح يلتصق به.. علي مر الأيام.. وينتقل الممثل من دور إلي دور آخر محاولا بكل جهده أن يصعد إلي أعلي بالدور الجديد ولكن يظل الدور الذي التصق به يطارده.. حتي مع نجاحه في الأدوار الأخري.. وعلي قدر سعادته بهذا الدور اللصيق علي قدر قلقه الدائم بضرورة التخلص منه.. لأنه يذكره دائما بفترة زمنية معينة.. وبدور معين.. وكثيرا ما يتعاملون مع هذا الممثل من خلال هذا الدور.. بعض المخرجين.. ولا يحاولون مساعدة الممثل علي التخلص من هذه الشخصية الناجحة.. التي أصبحت سجينها.. في كثير من أفلامي.. وهم يستغلون الممثل من خلال الدور الذي التصق به.. واللعب به في المضمون.. في باقي أفلامه.. وأعماله الفنية ويحقق الممثل بهذا الدور اللصيق نجاحا فعلا في أفلامه الأخري. ونظر إلي صديقي النجم نظرة بها سؤال.. هل استمر في الحديث أم أصمت وأحبس حيرتي في داخلي.. لأني ارتاح في الحديث معك علي ما أعانيه.. أشرت إليه وأنا في حالة اهتمام بما يقول.. وقلت له.. ارجوك أكمل حديثك.. فهو مهم جدا.. واستمر صديقي في حديثه بحماس أكبر.. وتمر أيام الصراع بين الممثل وشخصياته في محاولة جادة للانتقال من نجاح قديم إلي نجاح جديد.. والخروج من سجن النجاح.. ويظل يبحث.. عن شخصيات يصارع بها نجاحه.. ويقضي بها علي جزء من ذاته.. إلي أن يعثر عليها... ويقدمها للجمهور.. وعندما يصرع شخصية نجاحه الأولي.. ويخرج من سجنها.. يهدأ.. ويرتاح.. تطارده الشخصية الثانية بنفس قسوة النجاح الأول.. نفس قلق الصراع.. ويعود الممثل من جديد إلي الحلقة المعذبة في عالم الفن. السعي الدائم للنجاح.. من خلال حرب لا تنتهي بين الممثل وشخصياته.. حرب المقاتل.. في طرفيها واحد هو الممثل.. غريبة؟! وساد الصمت بيننا وقلت له.. هل تكره النجاح الدائم يا صديقي النجم.. وشخصيات النجاح.. وصراعها!! ضحك بصوت عال.. وقال.. لا يا صديقي.. فهذا العذاب هو متعة الفن.. وصراع شخصيات نجاحه.