يشهد لبنان حركة تصحيح يقودها قبطي لبناني من أصل مصري علي النظام الطائفي القائم علي توزيع السلطات والمناصب القيادية والوظائف علي أساس المحاصصة( توزيع حصص بين الطوائف) والمناصفة( بين المسلمين والمسيحيين). والتمييز بين المواطنين علي اساس طائفي من اجل الحصول علي حقوق المواطنة للأقباط وخمس أقليات مسيحية أخري في لبنان. وهذه الطوائف الست تشمل الأقباط والسريان والارثوذكس والسريان الكاثوليك والكلدان والأشوريين والملائين وهي ما يطلق عليها الأقليات المشرقية المسيحية وتنخرط في هيئة تسمي اتحاد الروابط المسيحية اللبنانية. وتشكو هذه الطوائف من استئثار الطوائف الكبيرة وهي الشيعية والسنية والمارونية تليها الدرزية بالمناصب والوظائف وإلحاق الغبن بها, وتطالب بالحصول علي حقوقها السياسية والاجتماعية. ويقول ادمون بطرس رئيس تجمع طوائف الأقليات ونائب رابطة الأقباط اللبنانيين( أصول مصرية) أن الطوائف الست تعاني الحرمان علي كافة مستويات الدولة والهيئات العامة والمؤسسات الحكومية وحتي غير الحكومية, مشددا علي أنه لا يجوز حرمان واستئثار فئات معينة دون غيرها بمقومات الدولة, وتحويل الأقليات إلي دافعي ضرائب فقط بينما فلسفة المواطنة هي المساواة في الحقوق والواجبات. ويطالب بطرس بدعم قضية الأقليات المسيحية الشرقية وتحويلها الي قضية رأي عام في لبنان, وبتكثيف وتفعيل الدور المسيحي للحصول علي حقوقها السياسية والاجتماعية, وبضرورة اعتماد النسبة في إطار النظام السياسي القائم علي المحاصصة في أي انتخابات قادمة. ويشير إلي أن الغبن يلحق بهذه الطوائف في العديد من المجالات بدءا من هيئة الحوار الوطني مرورا بالحكومة ووظائف الفئة الأولي والثانية والثالثة وعضوية السلك الدبلوماسي والقنصلي والمؤسسة العسكرية والسلطة القضائية والمؤسسات العامة وانتها ء النقابات والاتحادات والجمعيات والمنظمات غير الحكومية. ويقول بطرس ل الأهرام المسائي أن لديه خطة عمل ومشروعا لرفع هذا الظلم والحرمان تدريجيا تتضمن مبدئيا استصدار قانون من مجلس النواب لزيادة عدد المقاعد فيه من128 مقعدا إلي132 مقعدا أي إضافة أربعة مقاعد جديدة يخصص منها اثنان( مقعد للطائفة السنية ومقعد للطائفة الشيعية), واثنان للأقليات الست موضحا ان زيادة مقعدين للسنة والشيعة سببه الحفاظ علي نسبة ال50% للمسلمين و50% للمسيحيين في المجلس باعتبار مقاعد الاقليات الخمسة ستندرج تحت المقاعد المخصصة للمسيحيين بشكل عام. واشار الي ان الاقليات الست تعاني ظلما حيث تخصص لها مقعد واحد بينما الاقلية العلوية(29 ألف ناخب) لها مقعدان, برغم أن النظام الانتخابي يخصص مقعدا لكل(59 ألف ناخب), أي لها مقعد لكل14 ألفا وخمسمائة ناخب! ويضيف: أن الظلم والحرمان الذي تعاني منه الاقليات الست مستمر منذ67 عاما اي منذ الاستقلال, موضحا: انه تمت زيادة عدد النواب في مجلس النواب منذ1943 وحتي اتفاق الطائف1989 خمس مرات من44 نائبا الي66 إلي88 إلي99 إلي128 نائبا, وفي كل مرة يتم تجاهل زيادة المقعد المخصص لهذه الأقليات, والحق يقتضي أن يكون لنا3 نواب دون المساس بحقوق الأقليات والطوائف الأخري مشددا علي أن يتحرك في هذا الملف وفقا للقواعد القانونية والدستورية. وفي هذا الصدد أشار إلي أنه بعث رسائل الي كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري طالبا اجتماع وفد منها بكل منهم يشرح مواقفهم ومطالبهم العادلة, وذلك الي جانب الاجتماعات التنسيقية التي يعقدها مع ممثلي قيادات الاقليات الاخري والاقليات غير المسيحية كالاكراد( اثنية ضمن السنة) ليكون لهم ايضا تمثيل عادل. وقال: إنه بعد بلورة نتائج هذا التحرك سيتم اعداد المشروع في صيغته النهائية لزيادة المقاعد وتقديمه الي مجلس النواب بعد تأمين التأييد له. بعثات طرق الأبواب وقد بدأ بطرس حملة اعلامية وحركة سياسية نشطة لطرق الأبواب لشرح المظالم طلبا للدعم والمساندة من كافة الهيئات والشخصيات السياسية في البلاد. وفي هذا الصدد حالة وفور من اتحاد الروابط المسيحية علي الطوائف والاحزاب وعقدت اجتماعات مع كل من رئيس الوزراء الاسبق عمر كرامي, ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني, ومطران طائفة السريان الأرثوذكس لجبل لبنان وطرابلس جورج صليبة, ورئيس الرابطة المارونية جوزيف طربية ونائبه عبد الله أبو حبيب, وممثلين عن حزب الله وقادة الأحزاب الأرمنية الهاشناك ورمغفار والاتحاد السرياني. ولوحظ أن بطرس مع وفد من الاتحاد طرق بوابة سوريا وزار سفيرها في لبنان السيد علي عبد الكريم الذي أبلغهم حسب بيان صدر عن مكتب ادمون بطرس ان الشرق يتميز بتنوعه وبصيغة العيش المشترك بين أبنائه, وأن الانفتاح من منطلق انساني بعيدا عن الطائفية والمذهبية والتعصب هو الوسيلة للاستمرار والمحافظة علي ميزة هذا الشرق, كما التقي بطرس السفيرة البريطانية, ويقول انه يلتقي مع سفراء دول القرار والجوار للبنان. وفي هذا الاطار أيضا اتجهت التحركات والوفود والرسائل الي الاقلية الكردية, وقال ادمون بطرس ان الطوائف الست ليست وحدها المحرومة في هذا الوطن بل المسلمون ايضا فهل يستطيع لبنان الذي يقال عنه انه ملتقي الحضارات والاديان ان يحتفظ بهذه الصورة؟, في حين الاقليات الست محرومة من التمثيل في هذه الدولة علي كافة المستويات! ويناشد بطرس رئيس الجمهورية ميشال سليمان( ماروني), ورئيس مجلس النواب نبيه بري( شيعي), ورئيس الحكومة سعد الحريري( سني) العمل علي نشر ثقافة المساواة بين كافة أبناء الوطن, وأخيرا طرقت الأقليات أبواب السماء, وذكر بيان أخير لها إلي الله نرفع طلبنا.