أعادني برنامج دولة التلاوة إلى مشاهدة التلفزيون مرة أخرى بعدما قاطعته طويلًا حفاظًا على سلامة أعصابي، وأصبحت أنتظره وأترقب موعده وأشاهده بنفس شغف وتأثر وتفاعل وانفعال المشجع مع كل هجمة لفريقه. هذا البرنامج -الذي يعد أول مسابقة قرآنية للأصوات ويحظى بأعلى نسبة مشاهدة- تأخر للأسف كثيرا خصوصا بعدما انعدمت المواهب وصرنا نسمع أصوات قراء في الإذاعة ما أنزال الله بها من سلطان.. ولم يعد هناك عمالقة للتلاوة، وجاء نتاج تفكير خارج الصندوق، وهو كيف تستثمر فطرة التدين لدى المصريين في استقطابهم للتجمع مجددًا حول الشاشات لمشاهدة القرآن وهو يتلى ولكن من خلال صيغة المنافسة.
في الحلقة الثانية ظهر طفل قارئ بجوار شاب في مشهد منافسة غير متكافىء على حسم المتأهل منهما بعدما تساويا في عدد الأصوات. أتصور أن هذا المشهد كفيل بأن تفكر الشركة المنتجة وهى المتحدة للخدمات الإعلامية في استغلال الجماهيرية والشعبية التي حظى بها البرنامج، وإقبال الناس على مشاهدته، بأن تتوسع فيه على غرار المسابقات الغنائية الأوروبية (يوروفيجن) وذا فويس وذا فويس كيدز وذا إكس فاكتور وآراب أيدول والنجم الصاعد.. وتستحدث مسابقات شبيهة للصغار ومسابقة للكبار، ومسابقة ثالثة للترتيل ورابعة للتلاوة وخامسة للتواشيح الدينية وسادسة للقارئات، أعرف أنه لا وجه للمقارنة بين برنامج يتدبر فيه المشاهدون ويتفكرون في معني القرآن الكريم، وبرامج يستمعون فيها للمغنى والطرب، ولكن قالب المنافسة سيجذب الناس لمشاهدتها بنفس قدر الإقبال الذي حدث ويحدث مع دولة التلاوة، بل إنني أتصور أن مسابقة الصغار ستحظى بنسب مشاهدة عالية عن المسابقة الحالية.
جاء هذا البرنامج الناجح في وقت انصرف فيه الناس عن إذاعة القرآن الكريم بعدما أصابها الرتابة والنمطية وغياب الإبداع والتطوير، وأصبحوا يذهبون إلى اليوتيوب ليستمعوا إلى أصواتهم القرآنية المحببة. لا يريد مسئولو إذاعة القرآن استغلال فرصة أنها الإذاعة الأكثر استماعًا بحكم طبيعة تدين المصريين، فأغرق القائمون عليها الخريطة ببرامج بعيدة تماما عن القرآن.
فهناك مثلا إصرار على إذاعة ترتيل الشيخ مصطفي إسماعيل بالساعات المتصلة وتحديدًا في الفترة الصباحية، حتى أن ترتيله يحتل ثلث مساحة البث بها تقريبا، وكأن أصوات القراء في مصر نضبت إلا منه.
إذا سألتني ماذا تريد من إذاعة القرآن الأكثر استماعا في مصر والوطن العربي؟ سيكون جوابي: أريد أن تعود إلى القرآن، وأريد سماعه تلاوة وليس ترتيلًا لتحقيق الخشوع وبأصوات كل عباقرة التلاوة في مصرل 24 قارئا على مدار 24 ساعة، بعيدا عن الحشو والنمطية الذي تمتلىء به.
بالتزامن مع ميلاد برنامج دولة التلاوة الناجح، تصادف أنني تعرضت في يوم واحد ل 3 مواقف كاشفة لحال ترزية الجباية بمصر، فقد فوجئنا بوجود بند بفاتورة مياه عمارتنا والبالغة 5950 جنيهًا عن استهلاك شهرين، تحت مسمى قسط بمبلغ 388 جنيهًا.. ولما سألنا عن هذا البند، جاء الرد إنه تم مراجعة كل العمارات التي قبل 2017 وإعادة احتساب استهلاكها وتحميلها بالفرق وتقسيطه علي 12 شهرًا وهذا نصيب عمارتكم، وقيل لنا أيضا إنه تم زيادة سعر متر المياه بنسبة 20% اعتبارا من شهر أكتوبر2025. وهكذا تتم الجباية بأثر رجعي منذ 8 سنوات وكذلك تتم الزيادة دون إعلان وفي صمت، وعندما تسأل، بأي حق أو منطق يقال لك: هو كده!.
في نفس اليوم تلقت ابنة صديق رسالة على موبايلها الجديد بأن الموبايل مستحق عليه ضريبة 20 ألف جنيه، بعد وصول الرسالة تم إيقاف الخط، الصديق كان قد اشترى الموبايل لابنته بكرتونته وبالضمان من أحد المحلات بعدما تأكد أنه صفر جمارك. ذهب الصديق للمحل فاكتشف أن هناك كثيرين وقعوا في نفس الفخ وأن المشكلة ليست قاصرة عليه، بل تخص كل أصحاب الموبايلات الجديدة بعد صدور قرار ضرائب الجمارك على الموبايلات المستوردة، من يومها ترك كل أشغاله وصار متفرغًا للمساجلات والخناقات بينه وبين صاحب المحل، ولا زالت مأساة عشرات الآلاف من المصريين ممن اشتروا موبايلات جديدة قائمة ومفتوحة دون حل بسبب الجباية.
بعدها قرأت إعلانًا لوزارة الإسكان تطلب فيه من ملاك شقق الإسكان الاجتماعي التوجه إلى مأموري الضبط القضائي بمديرية الإسكان، وسبب هذا الاستدعاء أن الوزارة تقوم بمداهمة تلك الشقق لتعرف ما إذا كانت مؤجرة للغير أو شاغرة، فإذا كانت كذلك فإنها تلزم المخالف بدفع غرامة 25 ألف جنيه قيمة الدعم، ثم تسحب منه الشقة في حالة تكرار المخالفة. غنيم عبده مظاليم الصحافة والسؤال: لماذا لا تفترض الوزارة أن هناك من اشتروا هذه الشقق لأبنائهم الصغار أو الجامعيين ليتزوجوا فيها، أو أن هناك من اشتراها وسافر للخارج أو يعمل في منطقة نائية بمصر تتطلب إقامته بالشهر أو الشهرين، وثانيًا، ماذا كانت ستفعل الوزارة مع من حصل على هذه الشقق مجانًا أو منحة من الدولة؟ يحدث ذلك رغم أن مبلغ دعمها لا يزيد عن 25 ألف جنيه، وتتراوح أسعارها اليوم بين 750 ألفا و1.2 مليون جنيه. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا