ما هو تفكير الجندي في ميدان لقتال وهو في لحظات الخطر.. في الخندق ينتظر لحظة الصفر.. وينام وهو متيقظ.. وأحلامه يشغلها صوت الانذار.. وانطلاق الصواريخ.. والطائرات.. ونيران المدافع.. وشعلة انطلاق الجنود لتأدية واجبهم الوطني.. والدفاع عنه.. كيف وهو في وسط هذه الأحداث.. أو في انتظار حدوثها.. يفكر في الحياة.. الأسرة الزواج والأصدقاء.. والاخوة والاخوات.. والمكان الذي كان يعيش فيه.. وولد فيه.. وعاش مع أهله وجيرانه.. وتعاملاته مع المحلات التجارية.. وأصحابها.. ونبض حياة الحي الذي أمضي فيه طفولته وشبابه.. كل هذا يفكر فيه.. ويرصده علي صفحات من ورق.. وسط الأخطار. إن الجندي في ميدان القتال يربطه وجوده بماضيه وحاضره.. ومستقبله.. انه في حاجة دائمة إلي أن يشعر بأنه لم ينفصل ولن ينفصل عن الحياة.. انه يؤكد في لحظة لذاته أنه حي.. وسوف يحيا!! وتزداد مشاعره الرومانسية والحياة الاجتماعية بشكل واضح.. انه ينتصر بارتباطه الدائم بالحياة بكل مافيها.. أسرة.. أرض.. زواج حتي لو كان علي ورق. وتنطلق أصوات الانذار.. ويعيش الجندي منطلقا ليقوم بواجبه الوطني.. ويستشهد.. في سبيل وطنه.. تاركا.. أوراق أحلامه وآماله.. رسالة إلي ابناء وطنه! عشت مع جنود أبطال في الحروب الثلاثة.. عام حرب1956 وأنا قائد فصيلة متطوعة من طلبة الجامعات أيامها.. وكانت الفصيلة التي كنت قائدها.. تحتل منطقة كوبري المعاهدة.. لتواجه جنود الاعداء بالبراشوت لاحتلال هذا الكوبري.. حتي يمروا إلي القاهرة.. وحول فصيلتي.. فصائل من كل الجامعات المصرية.. فداء للوطن.. ورسائل.. درس للشباب.. وعاصرت جنودا أبطالا في حرب1967.. في شرم الشيخ.. كمراسل حربي لالأهرام.. وعشت بطولات خارقة من جنود مصر الأبطال.. وأحلامهم.. التي كانت علي ورق الأحلام.. وعشت مع أبطال أكتوبر كمتابع لكل لحظة.. مع مجموعة من زملاء الأهرام.. نتابع الانتصارات العظيمة.. لحظة بلحظة.. نرسل درسها علي صفحات الأهرام درسا لبطولة الجندي المصري.. ورسالة.. من شهداء الوطن!! والدرس الثاني.. الواجب نشره.. كان من صديقي النجم الممثل الضرير عندما سألته.. ما هو السبب الذي جعلك تترك خشبة المسرح؟! وكان رده غريبا.. ودرسا.. ورسالة!! قال: السبب هو الجمهور.. كنت عندما أظهر علي خشبة المسرح.. يستقبلني الجمهور استقبالا رائعا.. كان يذكرني بقيمتي الفنية.. كان استقباله لي يهز كياني ويسعد وجداني.. يحملني مسئولية خطيرة تجاه جمهوري.. وفني ومشواري في عالم السينما.. والتليفزيون والإذاعة.. كانت دمعتي تلهب عيوني فرحة وعرفانا بالجميل.. كان استقبال الجمهور لي.. أكثر من عطائي له في هذا العمل الذي كنت أقدمه علي خشبة المسرح.. فلم أستطع البقاء!! رسالة.. ودرس.. من نجم كبير.. ومن جنود.. خير أجناد العالم.. واجب أن يتم نشرهما.. من بين يوميات الممثل!!