حاولت كثيرا أن تثبت أن الممثلة ليست مجرد وجه جميل ، واختارت أعمالا تحمل هدفا ومعني ورسالة فحملت أعمالها وكتاباتها قضايا الوطن العربي وأحلام الفنانين في الوحدة والحرية ...وأخيرا قدمت النص الممنوع ( بلقيس ) علي خشبة المسرح القومي رغدة تحكي لنا قصتها مع بلقيس وحقيقة تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد وكيف تفاهمت مع الشعر الأبيض في السطور القادمة. تصوير : أميرة عبد المنعم أريد أن أبدأ من مسرحية بلقيس .. ما سبب اختيارك لهذا النص للعودة به إلي خشبة المسرح؟ مسرحية بلقيس مسرحية مختلفة ومتميزة ودوري فيها جديد وقد عرضها علي الكاتب محفوظ عبدالرحمن منذ سبع سنوات ووافقت وتحمست لأدائها ولكن منعت من العرض لأسباب رقابية وبعد ذلك عندما قرروا احياءها من جديد وافقت عليها لأني من البداية تحمست بشدة للدور خاصة أنه يحمل ' رمزية ' للوضع في العالم العربي . البعض تحدث عن أن مسرحية بلقيس تنبأت بأحداث ثورة 25 يناير .. صحيح؟ قررت ادارة المسرح القومي اعادة عرض المسرحية في أواخر العام الماضي وبالفعل استعددنا لها وعندما حدثت الثورة أوقفنا العرض ثم عدنا الي المسرح مرة أخري بعد أن استقرت الأحوال نسبيا وللعلم المسرحية لم تتغير بها كلمة قبل الثورة أو بعدها ولكن النص جريء ويطرح فكرة خوف الزعماء من الدول الكبري بدون سبب أو مبرر وأنا عموما ضد من يقول بأن مسرحية أو مسلسلا أو فيلما تنبأ بالثورة .. فكل الأفلام من 10 سنوات كانت ضد الفقر والظلم وتؤكد أن استمرار هذه الحالة سوف يؤدي إلي الانفجار في يوم من الأيام لأن هذا هو التطور الطبيعي للكبت والظلم فمثلا أفلام عاطف الطيب كان تستشرف هذه الاحتجاجات ونص محفوظ عبدالرحمن ' ليلة سقوط غرناطة ' الذي كتبه 1981 والممنوع من العرض هو يمثل ما يحدث اليوم في الساحة العربية الفنان بطبعه يكون لديه استشراف لما سوف يحدث لأنه يقارن الأحداث بالتاريخ ويقيس ويتوقع وهذا طبيعي جدا بدليل أن هذه الأفلام والروايات كانت تعرض بدون أي تعليق من الأنظمة لأنهم يتعاملون مع الفنانين بمنطق سيبوهم يتكلموا ومفيش حاجه هتتغير ! وكيف كنت تتابعين الأحداث في مصر وسوريا؟ مثل أي مواطن عادي كنت أتابع الأحداث من خلال القنوات الفضائية وكنت موجودة في اللجان الشعبية لأني أعيش بمفردي مع أولادي وبالتالي كان كتفي بكتف جيراني وذهبت الي ميدان التحرير مرة واحدة لأري علي أرض الواقع ما كنت أشاهده عبر الفضائيات وابني طول أيام الثورة في الميدان للتعبير عن رأيه والمطالبة بالحرية ولكن بصراحة لم أكن أتوقع أن تتطور الأمور الي هذا الحد وبهذه السرعة أنا كنت متخيلة أنها مجموعة من المظاهرات الكبيرة تنتهي بتغيير الحكومة كغيرها من المظاهرات .. ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه أحد أما بالنسبة لسوريا فأنا حريصة علي الاطمئنان علي أهلي باستمرار ولكن عموما أنا لدي قناعة أن الوضع في سوريا يختلف عنه في مصر أو في تونس أو الحرب في ليبيا ..فلكل بلد ظروفه وقياساته ولكن عموما هناك عدوي للشعوب في الثورات والمظاهرات وهذا شيء طبيعي ويجب أن يتخلي العرب عن مراهقتهم السياسية ويعرفوا أن مصلحة الغرب لا تتحقق في انتشار الديمقراطية في العالم العربي . وما رأيك في وضع الفنانين الذين وقفوا بجانب الرئيس بشار الأسد في قوائم سوداء أو قوائم العار؟ أنا ضد هذه النظرية تماما سواء في مصر أو تونس أو سوريا لأنه لابد أن تتفرغ كل الشعوب العربية لتصفية أوضاعها الداخلية والوقوف علي قدميها , الرؤية مازالت ضبابية في معظم الدول العربية والأوضاع غير مستقرة والآن ليس وقت انتقام أو تشف أو محاكمات بدون جرائم والدين الاسلامي ضد كل هذه المهاترات وكما نؤمن بالديمقراطية ونطالب بها لابد أن نسمح بتعدد وجهات النظر .. والفنان انسان وله وجهة نظر يمكن أن تكون ضد نظام سياسي أو معه ومن الممكن أن يقول الفنان تصريحا في لحظة من اللحظات بناء علي انفعال عاطفي ولايجب أن يظل العمر كله يحاسب علي هذه اللحظة فأنا دفعت سنوات من عمري لأني اتخذت قرارات بناء علي انفعال عاطفي ولكن الآن أصبحت أكثر تأن وأكثر قراءة للأمور . ( تابع بقية الحوار على صفحات مجلة الشباب )