لم يستبقا الباب, وهاما معا.. يحتويها وتلفحها أنفاسه الحارة.. راودته بفتنتها وقناعة العيش علي البقاء, إلا أنها عجزت عن استبقائه بجوارها سنويا أو كثر إلا بضعة أسابيع وبضعة أيام إضافية وضعت سقايتها في رحله. علهما يفوزان بملامح فرحة.. تتشكل باحشائها, يباغتهما دم كاذب لها.. فلن يجود بها الزمن المراق بغربته الطويلة والمتقطعة عنها, لاكتناز أموال لاتضمن فرحتهما بعد تقاعده البعيد عن السفر بعدما سولت له نفسه جمع الحسنيين. كل الأشياء الجميلة بعد رحيله.. ترحل, كل شئ منه يتحول ثقيلا لا حياة فيه, وهي بدونه ما بين نهار طويل تشغله بزيارات متوالية تلقي الترحاب المجدول بالضجر, وتفاهات بابتسامات زائفة وكلمات بلاستيكية.. وليل طويل بارد بأضغاث أحلام وفواجع كوابيس تتناساها.. تلقي في غيابات جب وحدة يعود فيه الصوت خاويا من صداه بقسوة شتائية المسافات مع جسده اللحد المتلاشي من المكان.. تتشبث بذكرياته وكلماته, وأثمن دقائقها التي كانت معه, وتتناثر روحها العارية/ المصلوبة في صمت القبور من وجع الرحيل المتواصل.. يئن الحنين داخلها, تعثر علي عيونه بين جدران البيت, وباقي اجزائه في دخان تنفثه من صدرها.. تخشي من نفسها من مغناطيس يد رجل في سلام عابر او بالترصد, تستكين فيها الا انها تقهرها علي النزع خشية لواحظ العيون.. او حرارة جسد ملاصق بكرسي المواصلات لجسدها البارد/ المتلهف.. تستكين مستلذة حتي تنزعه من التصاقه حين يهم ويدلي بدلوه في الجسد المعذب بفراقه ليشتريه بلحظات بخسة من المتعة العابرة.. فسرعان ما تزهد ذنب النفس الأمارة بالسوء وتعرض عنه وتستغفر, فلن تخونه بالغيب او دونه. تضيع الملامح بالنزف مع انتفاضاتها بين جمادات.. تنام وتصحو علي أمنية ان تعود طفلة ترتع وتلعب.. تطارد الفراشات في الحقول, لا يشغلها نظرات لا تتعبها أشواق.. بعيدا عن لعنة الجسد والأموال.. لتبقي كلمات ثلاث باردة خاوية في ومضته الهاتفية الدولية الغالية القصيرة: وحشتيني.. أخبارك.. الحوالة. ويبقي لها الانتظار وشبابها يولي وله هجر الجسد. السيد سعيد علام العمار الكبري القليوبية