فى أمل جديد صار حلا لمشاكل عدد كبير من الأطفال وذويهم كانوا قد وصلوا إلى مرحلة اليأس تمثل فى إعادة تشغيل وحدة زراعة النخاع بمستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة لتستقبل أولى الحالات وهى الطفلة » سلمى « ذات السبعة أعوام والتى أصيبت منذ عامين بسرطان الغدد الليمفاوية لتعيش أسرتها البسيطة حياة يائسة و صعبة خاصة مع قلة الإمكانيات . وتروى » أم سلمى « قصة ابنتها قائلة نقيم بكفر الشيخ وزوجى محدود الدخل و سلمى هى ابنتى الكبرى ولدى طفلان أصغر منها ، وقد أصيبت ابنتى بهذا المرض اللعين منذ عامين وكانت صدمتنا الكبيرة عندما توجهنا للطبيب لإصابتها بارتفاع مستمر بالحرارة والقيء فقام بتوجيهنا إلى أحد المستشفيات الذى حولنا إلى مستشفى الأورام بالمنصورة المتخصص لاستقبال تلك الحالات . وأضافت بعد تطبيق 3 بروتوكولات للعلاج الكيماوى والإشعاعي بدأ شعر سلمى فى التساقط أصبنا بحالة من اليأس والإحباط وللأسف عقب كل ذلك العذاب الذى تعرضت له ابنتى فإن النتيجة جاءت سلبية فلم تستجب للعلاج وثبت عدم فاعلية العلاج الكيماوى لكون هذا النوع من السرطان شرسا وكان من الضرورى زراعة النخاع وتقرر بالفعل زراعة النخاع ذاتيا وكان من حظنا أن وحدة زراعة النخاع بمستشفى الأطفال قد بدأت عملها فدخلت سلمى الوحدة 20 يناير لتستمر فى المستشفى حتى نهاية فبراير . ويقول الدكتور أحمد منصور رئيس وحدة زراعة النخاع بمستشفى الأطفال الجامعى إن سلمى مصابة بنوع من الورم الليمفاوى يسمى »هودجكن « يصيب الغدد الليمفاوية وهو ورم شرس يهاجم جميع أجهزة الجسم ، وأن الفريق الطبى قرر البدء فورا فى خطوات الزراعة ، حيث تم الزرع نهاية فبراير الماضى وتمت متابعة الحالة على مدار شهرين بعد الزرع للتأكد من نجاح العملية و الذى جاء فى صورة تحسن ملحوظ للحالة الإكلينيكية للطفلة وتحسن صور الدم الخاصة بها ، و نأمل أن يكون تعافى سلمى نهائيا وسيتأكد ذلك بالمتابعة الدورية لحالتها وأضاف أن المستشفى يقوم حاليا بالزراعة للطفل « يوسف « الذى يبلغ من العمر 15 عاما ونتمنى ان نراه معافى قريبا . وأضاف أن المستشفى به بنك » الحبل السرى « وهو الأول فى تاريخ الجامعات المصرية و تم حتى الآن الاحتفاظ ب 20 مشيمة به للحفاظ على الخلايا الجذعية واستخدامها لاحقا لأى مريض شريطة موافقة ذويه على ذلك و فى حالة رغبة الأسرة حفظ الخلايا باسم ابنهم فانه يتم حفظها ببنك الدم بمقابل مادى لكن حتى الآن لم يقم أحد من الأهالى بذلك وهذا بنك عام و ليس خاصا وتلك الخلايا يتم استخدامها فى علاج نقص المناعة ومشكلة الميتابوليزم وضمور خلايا المخ وعلاج الحالات المستعصية وأمراض التمثيل الغذائى والتغذية . وأوضح أن الزراعة تتكلف 250 ألف جنيه وتقوم الجهات المعنية أو التأمين الصحى بدفع 150 ألفا ويتحمل الأهالى باقى التكلفة ، ويتم حاليا إنشاء وحدة زرع النخاع بمركز الأورام والتى ستقوم بحل مشاكل الكثير من المرضى الكبار والأطفال . وأكد الدكتور أحمد الرفاعى مدير مستشفى الأطفال أنه تمت إعادة افتتاح وحدة زرع النخاع وافتتاح بنك الخلايا الجذعية بدعم من وزارة التعليم العالى ، بالإضافة إلى دعم الموازنة العامة ولكن التجهيز تم من خلال صندوق العلوم والتكنولوجيا و الدعم الذاتى يؤدى دائما الى تقليل قائمة الانتظار، مشيرا إلى أن مستشفى الاطفال يتبع المستشفيات الجامعية بالمنصورة وكان هناك دعم جيد للمستشفى من رئيس الوزراء فى زيارته الأخيرة وعدد من البنوك. فالمستشفى يحتاج أيضا إلى إضافة أربع كبسولات لوحدة زرع النخاع خلاف الأربع التى قمنا بإنشائها حتى يستمر المستشفى فى تقديم الخدمات بالمجان للمرضى من الأطفال ، حيث أن الوحدات الجديدة تتعامل مع طفل مصاب بفشل فى النخاع العظمى أو طفل مصاب بالسرطان ، أن وحدة زراعة النخاع تم إنشاؤها فى عام 2000 ولأسباب فنية توقفت فى عام 2008 و كانت قد تمت زراعة النخاع ل 48 حالة ثم توقفت الوحدة وجهزنا 4 كبسولات لإقامة المرضى المصابين بالسرطان والذين يحتاجون إلى زرع نخاع طبقا للمعايير العالمية و تكلفتهما تصل إلى 50 مليون جنيه، ولكننا استطعنا إنشاءها بتكلفة 7 ملايين جنيه وتم الاتفاق مع إحدى الشركات لقياس الميكروبات بالكبسولة التى يقيم فيها المريض على مدار شهر كامل. وأوضح أنه تمت مراعاة المعايير الطبية داخل الكبسولة وهذا ما تسبب فى تأخر افتتاحها ، حيث يحتاج كل مريض إلى 125 ألف جنيه لاستكمال علاجه خلاف ما تصرفه الدولة من مبلغ يصل إلى 150 ألف جنيه للمريض . وقال الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة المنصورة إن افتتاح الوحدات الجديدة يأتى فى إطار اهتمام إدارة جامعة المنصورة ومستشفى الأطفال بتقديم خدمات طبية وعلاجية بمستوى متميز لخدمة وعلاج الأطفال بمحافظة الدقهلية وتمتد الخدمات الطبية الى محافظات الدلتا ، كما تشكل الوحدات الجديدة نقلة نوعية كبيرة وطفرة فى العلاج الطبى بالخلايا الجذعية وعلاج العديد من الأمراض المزمنة ومنها السرطان ، وفشل النخاع العظمى ، السكر ، الكلى المزمنة. مشيرا إلى أنه كان لابد من وجود وحدة الحبل السرى بجانب وحدة زرع النخاع حتى يسهل التعامل مع المرضي، وتلك الوحدة مهمة جدا حتى لا نقف عاجزين أمام الأمراض الوراثية ، حيث شاركت 6 كليات مع مستشفى الأطفال لإنشاء بنك دم الخلايا الجذعية فهو مشروع قومى لخدمة الإنسان البسيط .