منصور, المحامي الحرامي كما أسماه أيوب, والذي تسبب في سجن الأخير وأقنع سماح بالتخلي عن شقيقها وأمها, ليثبت أنه شخص فاسد لديه الاستعداد لاستغلال الجميع لتحقيق أطماعه, وحمدي, الشاب العاطل الفاشل الذي يلقي بمسئولية فشله علي كل من حوله ويحقد علي الطبقات الأعلي منه, ويغتصب ابنة ندي وصفي في ضد مجهول, وجهان للشر وحديث الجمهور علي مواقع التواصل الاجتماعي وفي البيوت في رمضان الحالي, وهما الشخصيتان اللتان يعود بهما الفنان محمد دياب في رمضان هذا العام بعد النجاح الذي حققه العام الماضي بشخصية زناتي في مسلسل كلبش. وقد أثارت الشخصيتان الكثير من الجدل, وأشاد الكثيرون بأدائه لهما, خاصة المحامي النصاب ذا الحس الكوميدي في أيوب, ويحدثنا دياب في هذا الحوار عن الشخصيتين وأدوار الشر التي تخصص فيها وترك بها بصمة تميزه. منصور في أيوب وحمدي في ضد مجهول شخصيات شريرة فلماذا تقتصر اختياراتك علي أدوار الشر فقط؟ لا أختار الدور, بل العكس, وعندما يكون الدور مغريا ومحركا للأحداث من الصعب علي أي ممثل أن يرفضه, حتي لو كنت قدمت أدوار شر من قبل فالشر لا ينتهي ولا الخير ينتهي. ولكن ألا تخشي أن يحصرك المخرجون في هذه الأدوار فقط؟ لا, لن يحدث, ومن الممكن أن أنتقل لشخصيات أخري متنوعة في المستقبل, ولكن المهم أن يكون فيها نفس الجاذبية. وما الذي جذبك في شخصية منصور المحامي في أيوب؟ منصور شخصية ثرية جدا ومحركة للأحداث, شرير ولكن لديه حسا كوميديا فهو شخص متلون, وكل هذه الأشياء تجعلني أخرج ما لدي من قدرات تمثيلية وأستمتع بالعمل. منصور يمثل نموذج المحامي الفاسد, ألم يقلقك ذلك من انتقادات المحامين وهجومهم عليك؟ إذا فكرت بهذه الطريقة فلن أقدم أي مهنة في العالم إلا بالشكل المثالي, ولا توجد مهنة في العالم كل من يعمل بها مثاليون وملائكة, فكل مهنة فيها الصالح والطالح, ولا أري أي مشكلة في أن نبرز جانبا سيئا في إحدي المهن لعرض مشكلة وتقويم اعوجاج والإشارة للمساوئ, لكن البعض يغضب من ذلك, ولا يعنيني ذلك لأن كل ما يهمني هو التركيز في عملي وعرض القضية. وكيف تستعد لشخصياتك؟ أقرأ السيناريو وأدرسه بشكل جيد, وأعقد جلسات مع المخرج والسينارست للتعرف علي وجهة نظرهما في تقديم الشخصية ونتفق علي نقطة محددة أقدم الشخصية من خلالها. وهل تحتاج أحيانا للبحث عن تفاصيل للشخصية من خارج السيناريو؟ لا أحتاج لذلك إلا إذا كانت الشخصية تنتمي لمهنة غريبة, ولكن المهن العادية المعروفة ولدينا وعي بها ومطلعون عليها لا أحتاج للبحث عن شيء جديد عنها. وما هي النقطة التي تحدد شكل الصراع بين سماح ومنصور؟ كلاهما مبدأه الطمع, وهذه هي النقطة التي يتقابلان فيها, لأن المحرك الأساسي للشخصيتين هو الطمع. ما أصعب مشهد في المسلسل بالنسبة لك؟ لم يعرض بعد, ولهذا لن أتحدث عنه الآن, لكني لا أري أن هناك مشاهد سهلة, كل المشاهد صعبة. وما الذي رأيته في شخصية حمدي في ضد مجهول؟ جذبني إليه القضية الاجتماعية التي يطرحها المسلسل, ثم ما يمثله حمدي الذي يعبر عن الناس الذين يعانون من الجهل والفقر والحرمان ومنهم من هم ضعاف النفوس مثل حمدي يتحولون إلي مجرمين, وهذا ما تناولناه في المسلسل. وما أصعب مشهد في ضد مجهول؟ بالتأكيد مشهد الاغتصاب, فعلي الرغم من أنه لم يكن حقيقيا إلا أن أثره النفسي علي كان قاسيا جدا, فرغم أنني لم ألمس الممثلة التي أمامي ولم أؤذها بشكل حقيقي إلا أنمجرد تمثيلي لهذا المشهد كان قاسيا جدا علي, وتعبت بعده نفسيا لفترة من الزمن. هل تخيلت أحدا قريبا منك في هذا الموقف؟ ليس بالضرورة أن يكون قريبا مني أو أعرفه حتي أشعر بالألم, فحتي عندما نقرأ عن حوادث الاغتصاب في الصحف نتألم بسببها رغم أننا لا نعرف ضحاياها بشكل شخصي, فالإنسانية لا تقتصر علي من نعرفهم فقط. وهل وجدت صعوبة في التعامل مع شخصية حمدي بسبب جريمته؟ حمدي شخص جاهل ونفسه مريضة, وتوجد طبقة معينة من المجتمع جهلة للحد الذي يدفعهم لاستباحة أي شيء ويعتبرون أي امرأة لا ترتدي الحجاب أو تهتم بمظهرها مستباحة بالنسبة لهم, وللأسف هؤلاء موجودون بيننا, وهذه الآفات منتشرة في المجتمع بسبب قلة الثقافة والوعي. ألا تري أن شخصية ابن البلد الجدع اختفت من المجتمع وحل بدلا منها هذه النوعية من الشخصيات المشوهة مما انعكس بدوره علي الدراما؟ لا ليس صحيحا, فكما أن هناك نموذج حمدي يوجد أيضا نموذج أيوب ابن البلد المثقف الجدع, وإذا قارنا بين الشخصيتين سنجد أن الاثنين من نفس البيئة ولكن أيوب مثقف وذكي ولديه وعي وحمدي فاشل ومعقد ويحقد علي الناس, والنموذجان موجودان في المجتمع ولهذا لا يجب التعميم. البعض يري أن شخصياتك لها طبيعة خاصة فعلي الرغم من كره الناس لشرها إلا أنهم أحبوا أداءك لها ولم يكرهوك كما هو الحال عادة مع الممثلين الذين يؤدون أدوار الشر فما رأيك في هذا؟ يرجع ذلك لعدة عوامل, أولها القبول وهو هبة من الله سبحانه وتعالي ليس لي دخل فيه, وعامل آخر وهو أن الناس أصبح لديهم وعي وحس درامي جعلهم يدركون أنه مجرد تمثيل, وأن كل ما فعله الممثل هو أنه أدي الشخصية بشكل جيد, ولهذا لم أجد كرها من الناس سواء بعد أن قدمت شخصية زناتي في كلبش العام الماضي أو مع عرض أيوب وضد مجهول هذا العام, بل علي العكس يقابلني الجميع بحب وترحاب ويحرصون علي تهنئتي والتقاط الصور التذكارية معي. هل تهتم في اختياراتك باسم النجم الذي ستقف أمامه؟ لا, لا يؤثر الاسم علي اختياراتي, فكل ما يهمني هو موضوع العمل والدور الذي سأقدمه, وأيوب هو أول عمل أشارك فيه مع مصطفي شعبان والمؤلف محمد سيد بشير والمخرج أحمد صالح وضد مجهول أول تعاون مع غادة عبد الرازق والمؤلف أيمن سلامة والمخرج طارق رفعت. هل عرضت عليك أعمال أخري ورفضتها؟ عرض علي الكثير من المسلسلات واخترت من بينها أيوب وضد مجهول فقط, لأن باقي الأعمال لم تكن ممتعة بالنسبة لي وبعضها عرض بالفعل في رمضان ولم يحقق النجاح, وهو ما توقعته فلم أكن أري في سيناريوهاتها بشائر تؤهلها للنجاح, لأني أنظر للعمل ككل أولا لكي أحدد إذا كان موضوعه جيدا وأستطيع المشاركة فيه ويضيف إلي أم لا. أكان من بين هذه الأعمال أدوار خارج إطار الشر؟ نعم, أحد الأدوار التي عرضت علي كان شخصية ابن بلد وجدع وشهم ولكن المسلسل نفسه لم يكن جيدا ولهذا رفضته. وما الذي تبحث عنه في اختياراتك للأعمال؟ أن تكون حقيقية, وأشعر فيها أن الشخصيات المكتوبة من دم ولحم وليست مجرد حبر علي ورق. وما هو الدور الذي تتمني تقديمه؟ مازالت في البداية ولهذا أتمني تقديم كل الأدوار وشخصيات مختلفةبشكل عام سواء التي رأيتها في حياتي أو لم أرها, ولا توجد شخصية بعينها. هل أخذك التمثيل من الغناء؟ لا هذا غير صحيح بالمرة, لكن البعض أطلق هذه الشائعات من حولي بعد نجاحي في التمثيل, وحسبي الله ونعم الوكيل في من يطلق هذه الشائعات, ومن جانب آخر أصبح من الصعب جدا إصدار ألبوم غنائي ولهذا قدمت بعض الأغاني الفردية سنجل, فعندما تعرض علي أغنية جيدة أقدمها إلي أن تتحسن الأحوال وأقدم ألبوما غنائيا يضم مجموعة أغاني مناسبة وجميلة, البعض تعجب في البداية من نجاحي في التمثيل كممثل فقط بدون غناء وفي أدوار الشر بعيدا عن نموذج الرومانسي والكوميديان الذي اعتدنا عليه من المطربين الذين يدخلون عالم التمثيل, ومن هنا بدأت تظهر شائعات أني تركت الغناء ولا أفهم السبب فالكثير من الزملاء مستمرون في الغناء والتمثيل, ومنهم تامر حسني وحمادة هلال ومصطفي قمر ومحمد فؤاد. ألم تعرض عليك أدوار تجمع بين الغناء والتمثيل؟ عرضت علي أعمال من هذا النوع لكنها لم تكن جيدة ولم تعجبني ولهذا رفضتها, والأدوار التي قدمتها لا تسمح بوجود أغان لأنها شخصيات بعيدة عن هذا الإطار تماما. وماذا عن السينما؟ لم أقدم سينما حتي الآن, لكني سأظهر كضيف شرف في فيلم حرب كرموز بمشهد واحد مجاملة لأصدقائي أمير كرارة وبيتر ميمي, وعرضت علي الكثير من الأفلام أيضا لكنها ليست جيدة رغم ما يقال عنها من أنها أفلام كبيرة, ولم أجد أنها من الممكن أن تفيدني بشيء أو تضيف إلي. أغلب المطربين الشعبيين يميلون للأفلام الموسمية التي تجمع بين الرومانسية والكوميديا والغناء فهل قررت التمرد علي هذا الإطار واختيار مسار مختلف؟ أنا لا أشبه أحدا ولست مثلهم, وفي البداية كنت متخوفا من دخول مجال التمثيل, وشاركت في تجربة سينمائية منذ عامين مع الفنان محمد لطفي ولم يكتب لها النجاح وكنت أغني وأمثل فيها وهو فيلم بارتي في حارتي, وكانت نتيجة التجربة أنني اتخذت قرارا بعدم تكرارها مرة أخري لأني لم أستمتع بها فنيا علي الإطلاق, أحب التمثيل ودخلته علي سبيل التجربة ولو لم أنجح فيه لما استمررت. وما هي البداية الحقيقية التي جعلتك تفكر في الاستمرار في التمثيل؟ البداية كانت في مسلسل ساحرة الجنوب في2015, ومن بعدها لم يعرض علي الكثير من الأعمال لأن رمضان كان قريبا وأغلب المسلسلات كان يجري تصويرها بالفعل, ثم عرضت علي أعمال لم تعجبني إلي أن عرض علي كلبش في2017 ومن قبله شاركت في الأب الروحي. هل تفكر في البطولة المطلقة؟ لن أتعجلها فهو أمر بيد الله, وهو من سيقرر إذا كنت أصلح لهذه الخطوة أم لا, وكل ما يعنيني الآن هو أن أقدم أدوارا جيدة تترك بصمة في نفوس الناس.