يتميز الماراثون الرمضانى هذا العام بأكثر من سمة تميزه عن غيره من الأعوام الماضية، وأهم ما فى تلك السمات هو وجود ثنائيات فنية ناجحة، تظهر بشكل واضح فى دراما هذا العام، وعلى رأس هذه الثنائيات أمير كرارة ودياب فى مسلسل «كلبش» والذى تدور أحداثه فى إطار درامى بوليسى حول ضابط شرطة يُطارد ويتهم فى جرائم قتل لم يرتكبها. أمير كرارة : نُظهر الجانب الإنسانى لضباط الشرطة .. ولم نجامل الداخلية بتكنيك عالِ وأداء متميز، أثنى عليه الكثيرون سلّط الفنان أمير كرارة الضوء على الجانب الإنسانى لضابط الشرطة، الذى يتورط فى العديد من الأمور ويضطره ذلك للهروب لإثبات براءته. يؤمن أن «التكرار» ليس فى مصلحة الفنان، لذا قرر أن يغير جلده هذا العام حيثُ وضع نفسه فى قالب جديد مغاير تماما عمّا قدم فى أعماله الماضية، فقد تحرر من جلباب الخارج عن القانون الذى لطالما اشتهر به فى السنوات السابقة لرجل القانون، الذى أثبت من خلاله أنه يتمتع بقدرات تمثيلية كبيرة. لم يتعجل فى خطواته، إذ إنه بدأ بخطوة سينمائية جادة مع النجم أحمد السقا فى فيلمهما المرتقب «هروب اضطرارى» مع المخرج أحمد خالد موسى. أكد «كرارة» أن «كلبش» عظّم المسئولية المُلقاة على عاتقه، إذ وضع معايير وشروطاً عليه أن يختار على أساسها أعماله الفنية القادمة حتى لا يخيب ظن وآمال الجمهور الذى بات متعطشاً لرؤية أعماله الجديدة. «كلبش» ليس حدوتة من وحى خيال المؤلف، وهو محاكاة لواقع مؤلم نعيشه، فقد نجح وسط الزخم الرمضانى فى جذب الأنظار. التقت «الوفد» الفنان أمير كرارة للحديث عن دوره الجديد فى «كلبش»، ومعرفة خطواته الفنية القادمة ومعايير اختياراته الفنية.. وإلى نص الحوار: بعد «كلبش».. ما المعايير التى وضعها أمير كرارة لاختيار أعماله القادمة؟ - «كلبش» وضعنى فى مأزق كبير جدا، لا أبالغ إذا قلت لكِ إننى لست سعيد بنجاحه بالقدر الكافِ لأن هذا النجاح حملنى مسئولية كبيرة فى اختيار أعمالى الفنية القادمة، فالاختيار أمانة كبيرة وجزء من نجاح الفنان، كل ما أقوله أننى أحاول تجنب التكرار فى أعمالى، والبحث عن عمل غنى وثرى فى التفاصيل والأحداث، والتركيز على القضايا الشائكة التى تعير اهتمام المشاهدين حتى أكون عن حسن ثقة الجمهور. ما الذى وجدته مختلفا فى «كلبش» جعلك تنسحب من «رأس شيطان»؟ - كنت حريصاً أن أقدم عملاً جديداً هذا العام بعيداً عن القالب الذى وضعت نفسى فيه الفترة الماضية، وهذا ما وجدته فى «كلبش»، لأن دور ضابط العمليات الخاصة جديد عليّ ولم أقدمه من قبل بجانب أن السيناريو الذى أبدع فى صياغته باهر دويدار استفزنى حينما قرأته، لهذا اعتذرت عن «رأس شيطان» لأنه ليس بعيد عن الأدوار التى قدمتها. شخصية ضابط الشرطة ليس بالأمر السهل.. كيف استعدادك للدور؟ - بعيداً عن الشارب واللوك الجديد الذى ظهرت بهما فى العمل، قرأت الدور جيداً واقتربت أكثر من شخصية ضباط الشرطة وتقمصت غضبهم وردود فعلهم وإيماءاتهم وتعبيرات وجههم حتى يكون هناك مصداقية فى الأداء، خاصة أن شخصية الضابط «سليم الأنصارى» مركبة فهو ضابط عنيف لكن داخله نقطة بيضاء، تظهر إنسانيته فى مواقفة لا كلامه، بجانب أننى جمعتنى أكثر من جلسة مع الكاتب باهر دويدار والمخرج بيتر ميمى، والاستايلست عبير بدران، واستقرينا على هذا الشكل الجديد. كيف ترد على المنتقدين بأن المسلسل ينحاز للداخلية؟ - إطلاقا، ليس بالضرورة أن أصور الداخلية بلطجية حتى ارتضى ضميرى، كما أن المسلسل قريب جدا من أحداث الشارع المصرى ولم نجامل الداخلية فى شيئا، فأنا أقوم بتجسيد شخصية ضابط يحترم القانون ويحارب الفساد، ورغم ذلك يُطارد ويتهم فى جرائم لم يرتكبها، كما أن العمل يسلّط الضوء على أمناء الشرطة الفاسدين، فى الحقيقة ليس لدى شيء أقوله لهم غير شاهدوا العمل وراعوا ضميركم فيما تقولون. وماذا عن تعاونك لأول مرة مع المخرج بيتر ميمى؟ - ميمى مخرج رائع ومتميز وعمل «شغل جامد» فى «الأب الروحى»، وواصل نجاحه وتميزه فى «كلبش» وخير دليل على قولى نجاح العمل، وأنا على المستوى الشخصى سعيد بالعمل معه واتمنى أن تجمعنا تجربة جديدة. ما رأيك فى أداء «دياب»؟ - أبهرنى، فهو ممثل رائع ونقل صورة نموذج أمين الشرطة الفاسد بمصداقية شديدة، وأرى أنه سوف يكون له مستقبل مشرق فى مجال التمثيل. كيف استقبلت ردود الفعل التى جاءتك عن المسلسل خاصة أن هناك منافسة شرسة هذا العام؟ - كنت سعيد جدا ومتخوف فى ذات الوقت، فأول سؤال سألته لنفسى ما الذى سأقدمه فى الفترة القادمة؟، الحمد لله بذلنا مجهوداً كبيراً فى العمل وربنا لم يرد أن يضيع تعبنا على الفاضى، فنجاح «كلبش» وسط أعمال درامية كثيرة ونجوم كبار أسعدنى وجعلنى أتأنى فى اختياراتى المُقبلة. كيف ترى المنافسة فى رمضان هذا العام؟ - بالتأكيد منافسة شرسة، بعد عودة نجوم كبار للدراما مرة أخرى مثل الفنانة الكبيرة سهير رمزى وبوسى وفاروق الفيشاوى، بجانب عودة نجوم الصف الأول من السينما ياسمين عبد العزيز وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز، بخلاف الحبكات الدرامية المتنوعة وهذا لم نشاهده فى الأعوام الماضية التى كانت دوماً ما تركز على حبكة معينة، ولكن أنا لا أضع نفسى فى منافسة مع أحد لأن العمل الجيد هو الذى يفرض نفسه على الساحة، والنجاح والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى. هل تحرص على متابعة الأعمال الدرامية الجديدة المعروضة حاليا فى الموسم الرمضانى؟ - ضحك وقال، أنا ليس لدى وقت حتى أتابع مسلسلى، بسبب انشغالنا بالتصوير، ولكن من خلال الشواهد المتقطعة أستطيع أن أقول لكِ أننى فخور بالدراما المصرية هذا العام وأرى أنها تسير على خطى جيدة. هل أنت من الفنانين الذى يحرصون على أعمالهم الدرامية فى موسم رمضان؟ - تواجد عمل لك فى موسم هام مثل رمضان الذى ترتفع فيه نسب المشاهدة، أمر جيد، أكذب إذا قلت إن الأمر لا يهمنى، ولكن هذا لا يمنع أننى أنادي بخلق موسم موازِ لشهر رمضان وليس لدى مشكلة فى تقديم عمل خارج الموسم الرمضانى، وهذا ما حدث بالفعل فقد قدمت مسلسل «أنا عشقت» وتم عرضه خارج الموسم وحقق نجاحاً جيداً. ما الخطوات السينمائية الجديدة.. ومتى نرى أمير كرارة نجم شباك؟ - لم أتعجل فى خطواتى الفنية ولا أحب الاستعجال، ولكن هناك خطوات سينمائية جادة فى الفترة القادمة، وعن الجديد لدىّ أشارك فى بطولة فيلم «هروب اضطرارى» مع النجم الجميل الرائع أحمد السقا للمخرج أحمد خالد موسى المقرر عرضه فى موسم عيد الفطر المبارك. «دياب»: الأب الروحى وراء ترشيحى ل«كلبش» بأداء بسيط غير متكلف، وعينان تشع منهما الغضب، نجح دياب فى نقل صورة حقيقية من أرض الواقع لنموذج أمين الشرطة الفاسد الذين يعيس فى الأرض فسادا، يقتل وينهب ويسرق دون رقيب أو حسيب فى مسلسل «كلبش». وأكد، أنه لم يخش من تقديم أدوار الشر التى انحصر فيها مؤخرا، لافتا إلى أن هناك عددا كبيرا من نجوم الشر فى السينما المصرية حظوا بحب كبير من الجمهور رأسهم محمود المليجى وزكى رستم. حول دوره فى «كلبش»، وكواليس ملحمة «الأب الروحى» التقينا بالفنان دياب للتحدث معه عن محطاته الفنية.. وإلى نص الحوار: فى البداية.. ما الذى جذبك لمسلسل «كلبش» بالتحديد؟ - النص مكتوب بشكل جيد، كما أن الدور جديد ومختلف وهذا ما احرص عليه منذ دخولى مجال التمثيل، بجانب أننى أثق فى المخرج بيتر ميمى فهو قادر على إخراج المواهب المدفونة داخل الممثل فى العمل. قدمت نموذج أدوار الشر فى «كلبش» و«الأب الروحى».. ألم تخشى من ردود أفعال الجمهور؟ - إطلاقا، فهناك نجوم كبار لعبوا أدوار الشر ولم يكرهم الجمهور بالعكس، بل حظى بحب كبير من الجمهور الذى بات يتذكر أعمالهم حتى الآن منهم محمود المليجى وزكى رستم. كيف تم ترشيحك للعمل فى «كلبش»؟ - رشحنى مخرج العمل بيتر ميمى بعد أن أعجب بأدائى فى «الأب الروحى». وماذا عن ردود الأفعال التى جاءتك عنه؟ - كانت طيبة للغاية، جميعها فاقت كل توقعاتى، وأنا سعيد بنجاح المسلسل الذى حقق صدى كبيراً عند المشاهدين، وكره الناس لدورى فى المسلسل دليل على نجاحى. ما السر وراء تغيير المخرج أكثر من مرة؟ - لا أدرى، ربما تكون لظروف إنتاجية أو اختلاف فى وجهات نظر، وهذا ليس المسلسل الوحيد الذى يتغير مخرجه، هناك العديد من الأعمال الدرامية التى يتم تغير مخرجهم أكثر من مرة والفنانين المشاركين بالعمل أيضا. كيف ترى موسم رمضان هذا العام؟ - موسم قوى جدا، حيث يشهد منافسة قوية بين نجوم الصف الأول منهم أحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وأمير كرارة وغيرهما من النجوم أخشى أن أنسى اسم أحد، ولكن بعد مشاهدتى للحلقات الأولى راضى جداً عن المسلسل وسعيد بمشاركتى فيه، وفى الأول والآخر النجاح والتوفيق من عند الله، جميع القائمين على العمل بذلوا مجهوداً شاقاً للخروج به فى هذا الشكل المميز وأن شاء الله ربنا هيعوضنا فى تعبنا خير. شاركت فى مسلسل «الأب الروحى» الذى عُرض قبل موسم رمضان.. كيف تقيم تجربة العمل مع النجم الكبير «محمود حميدة»؟ - لا أستطيع أن أصف الشعور الذى انتابنى لحظة وقوفى أمام النجم الكبير محمود حميدة، الذى كان مزيجاً من السعادة والرهبة فى ذات الوقت، فأنا أعتبر نفسى من الفنانين الأوفر حظاً لأننى عملت فى بداياتى مع نجوم كبار بحجم الفنان محمود حميدة الذى اعتبره شرف لكل من يعمل معه، وأتمنى أن يجمعنى به عمل آخر. وما الذى جذبك فى «عبدالله العطار»؟ - الدور استفزنى عندما قرأته، فهى من الشخصيات المركبة التى تبدو فى ظاهرها شريرة، وبداخله إنسان طيب الظلم والقهر حولته لشخص منتقم. حدثنا عن أصعب المشاهد التى جسدتها فى «الأب الروحى»؟ - مشهد قتل أبويا، لأنه ارهقنى نفسياً، كما أن المشهد يحمل كماً كبيراً من الغضب والغل والكره وكان مطلوباً منى أن أظهر كل هذا على ملامحى. بعد الفنان محمود حميدة.. من مِن النجوم الكبار الذى تتمنى العمل معهم؟ - الدكتور يحيى الفخرانى، والزعيم عادل أمام. فشل «بارتى فى حارتى» جعلك تبتعد عن السينما وتتجه للدراما؟ - فيلم «بارتى فى حارتى» تجربة فاشلة، وأعتبرها نقطة سوداء فى تاريخى، فقد قررت بعدها إلا أقدم أدواراً شعبية مرة أخرى، ولكن هذا لم يسبب لى عقدة، فهناك نجوم كبار قدموا أعمالاً فاشلة فى بداية حياتهم الفنية، فهذا لا يعيب الفنان، الأهم أنه لا يكرر غلطته مرة أخرى، ويتأنى فى اختيار أعماله. ولما أنت بعيد عن السينما؟ - أنا لست بعيداً عن السينما، أنا فى انتظار الورق الجيد والفكرة المختلفة فإذا عثرت على الدور المختلف سأقدمه على الفور للجمهور. اشتهرت فى البداية كمطرب، ما الذى دفعك لخوض مجال التمثيل؟ - التمثيل كان حلماً من أحلامى فأنا أعشقه منذ صغرى، ولكنى كنت أخشى من التجربة، لحين ما أسند لى صديقى المخرج أكرم فريد دوراً فى مسلسل «ساحرة الجنوب» الذى أعتبره بداية موفقة لى فى مشوارى الفنى، فهو أول من آمن بموهبتى وراهن عليها. ما طبيعة الأدوار التى تتمنى تقديمها؟ - الأدوار التى تجسد معاناة المواطنين فى الشارع المصرى والطبقة الكادحة، فأنا أبحث عن الدور القريب من الجمهور والذى يلمس مشاعرهم ومشاكلهم. هل التمثيل يمكن أن يشغلك عن الغناء؟ - إطلاقاً، فإذا كان التمثيل حلماً من أحلامى، فالغناء فى دمى فهو عشقى الأول والأخير. وماذا عن مشاريعك الفنية المقبلة على صعيد الغناء والتمثيل؟ - أحضر لألبوم جديد حالياً، سوف يتم عرضه خلال الشهور المُقبلة، وحاليا أقوم بقراءة عدد من السيناريوهات ولم أحسم مشاركتى فيها بعد.
