البلد دي خسارة فينا

كثيرة هي أحاديث الفساد في بلادنا, وعندما نقول ذلك لا نقدم جديدا, فالفساد عندنا أصبح له ناسه وحراسه, هذه الحقيقة وجدتها في مشهد عبقري في الجزء الأول من مسلسل الجماعة للمبدع وحيد حامد جمع بين الفنان القدير الراحل عبدالله فرغلي والفنانة يسرا اللوزي التي تقوم بدور مذيعة تستضيف المهندس الأحمدي فج النور الذي يجسده فرغلي.
يقول الضيف في الحوار: أقول للناس..البلد إللي انتوا عايشين فيها دي خسارة فيكوا..البلد دي اللي هي مصر خسارة في أهلها لأنهم موش عارفين يحافظوا عليها, بيبعوها جملة وقطاعي..البلد الوقتي عامله زي الدبيحة متعلقة في دكان جزارة, اللي يشتري يقول عايز إيه, مشفي ولا بعضمه, والجزارين ما يصدقوا يقولوا أوامرك يا باشا, أحسن حاجه ليك يا باشا..كورنيش اسكندرية اتعمل في عهد حكومة صدقي باشا,اللي كانوا بيقولوا عليه عدو الشعب, الكورنيش تكلف50 ألف جنيه, والشركة اللي نفذته,شركة طلياني كسبت فيه قرشا واحدا, والكورنيش لسه زي ماهوه, النهارده لو عايزين يغيروا متر واحد في السور أو يحطوا دكة ع الشط بتتكلف خمسين ألف جنيه.
عارف إن قيمة الفلوس اتغيرت وإن الجنيه يساوي قرش,بس أنا هدفي حاجه تانيه, الدقة في التنفيذ والأمانة في التعامل, لا حد غش, ولا حد سرق, ولا حد خد عمولة, ولا كورنيش غطس تحت مية البحر.
نعم الفساد في كل الدنيا بس الفساد اللي عندنا غير اللي في كل الدنيا, الفساد إللي عندنا مدلع, متهني, فيه اللي بيطبطب عليه, الفاسد في بلدنا مهم مع إنه في جميع بلاد العالم كريه ومكروه, الفاسد مجرم, وأي مجرم مصيره السجن, والفضيحة والعار, في الزمن ده زي ما فيه غسيل أموال فيه غسيل بني آدمين, الواحد منهم ممكن يشتري جرنال يقول فيه قصائد شعر, أو يبقي الراعي الرسمي لمطرب يغني له, أو يفتح قناة تليفزيونية, يعرض فيها مبدأه وموش بعيد يعمل جمعية خيرية, ويطلب من الناس إنهم يتبرعوا لها, موش عارف ليه فيه مسئولين كبار بيزعلوا لما نجيب سيرة الفساد. وأنا ما طلعتش فاسد, لأن ما كانشي عندي فرصة إني أكون فاسد, كنا نخاف ربنا والناس, وأولادنا وأهالينا, وكانت الرقابة شديدة والدولة كان أيدها عفية, كنا راضيين بالستر والصحة والشرف, مصر كانت طول عمرها بتأثر في غيرها, دلوقتي هي أكتر بلد بتتأثر بغيرها, المصريين إللي سابوها وسافروا وقعدوا بره سنوات سواء كانت طويلة أو قصيرة رجعوا وجابوا معهم عادات البلاد اللي كانوا فيها, عشان كده حدث للناس حالة انبطاح, يعني ضياع الهوية المصرية والروح المصرية: الخفافة واللطافة والمفهومية..بأزعل أوي لما أشوف الناس في الشوارع ماشيه مكشرة
تقاطعه المذيعة:من اللي فيهم.
لا حاجه غير كده خالص المصريين طول عمرهم عايشين في ضنك, أغلب سنين عمرهم وفوق منهم حاكم ظالم سواء من بلادهم أو من بلاد غريبة, ولكن عمرهم ما كانوا يعرفوا حاجه اسمها الكآبة, الأيام دي زي ما تكون الكآبة اتفرضت علي المصريين بالقوة الجبرية. تقاطعه المذيعة مرة أخري:القوة الجبرية دي من برا مصر ولا من جوا مصر؟.
ما هو اللي بره بقي جوه.
المذيعة:إزاي؟.
عدوك يحط لك في بيتك فئران, وهي تولد وتعيش براحتها, بلدنا الأيام دي مليانه فئران ولما الفئران تكتر في بلد تعرفي إن الطاعون بيدق علي بابها.
حقا مصر خسارة فينا..!!