عقوبات مخالفة مواعيد المحلات الجديدة بعد تطبيق التوقيت الصيفي    خلال 24 ساعة.. ضبط 17191 قضية سرقة تيار كهربائي    خبير: احتجاجات الجامعات الامريكية سيكون مؤثرا في حالة واحدة    تقسيمة فنية قوية بمران الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني في إياب نصف نهائي الكونفدرالية    محمد ثروت ضيف شرف في فيلم "عصابة المكس"    حديد عز يسجل ارتفاعًا جديدًا.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    برلماني: ما يتم في سيناء من تعمير وتنمية هو رد الجميل لتضحيات أبناءها    مزاد علني لبيع عدد من المحال التجارية بالمنصورة الجديدة    غدا.. ضعف المياه في قرى غرب طهطا بسوهاج للقيام بأعمال الصيانة    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    خبير علاقات دولية: مواقف مصر قوية وواضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    نائب رئيس جامعة حلوان يقابل الطالبة سارة هشام لبحث مشكلتها    كلوب: سأكون الأكثر ثراء في العالم إذا تمكنت من حل مشكلة صلاح ونونيز    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    بسبب سوء الأحوال الجوية.. حريق 5 منازل بالكرنك    بالإنفوجراف والفيديو| التضامن الاجتماعي في أسبوع    كانت جنب أمها أثناء غسيل المواعين.. غرق طفلة داخل ترعة الباجورية في المنوفية    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    ملخص فعاليات ماستر كلاس بتكريم سيد رجب في «الإسكندرية للفيلم القصير» | صور    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    حياتى أنت    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحلام عمي الشيخ أمين / 2
نشر في المصريون يوم 31 - 10 - 2010

بذكاء فطري يوصِّل عمي الشيخ أمين لقارئه أو سامعه ما يريد؛ عبر عدة تقنيات (فلاّحية) يبرع فيها أبناء القرى - خصوصًا كبار السن منهم - فتراه أحيانًا يتباله ويتغافل، أو يتجاهل و(ينكش) غيره ليستخرج منه ما يريد قوله، وهي طريقة سقراطية قديمة، يعرفها دارسو الفلسفة، والعالمون بفنون البحث والمناظرة..
وأحيانًا يستنطق شخوص قصائده ما يريد البوح به، فإذا ليم جعل العهدة على سلامة بن إبراهيم، ذلك الفتى الغيور، اليقظ، الذي لا يعجبه الحال (المايل)! أو نسبه لمحمود الكيلانى ذلك المتوقد الذي يريد الإنجاز، أو مرسي الإمعة الذي يتبع كل أحد، ويقبل كل قول، ويتذبذب بين هؤلاء وهؤلاء، وأحيانًا لا يكون إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء! أو لأحد من شخوصه الذين يوظفهم (بحرفنة) لتوصيل ما يريد، بلطف، وفنية، وجمال!
ورغم تسميته نفسه شيخ الفلاحين؛ فهو لا يتردد - ككل ساخر - أن يسخر من نفسه، ويصفها بصفات كثيرة سلبية تصبها عليه الحاجّة، ليوصل من خلال ذلك رسائله المتتالية المنهمرة كالرصاص المصبوب، مع فارق أن رسائله المصبوبة بناءة، أما الرصاص المصبوب (بتاع الإرهابية ليفني) ومَن حولها وأعوانها من الصهاينة المجرمين والخونة المتمرسين، فهو إرهاب حقير منزوع القلب والآدمية بجدارة!
وأوضح من ذلك أنه (يتحلَّم) فيروي لنا قصصًا طويلة عريضة، يقيم فيها الدنيا ولا يقعدها، ثم يفاجئك أن القصة المحبوكة الدقيقة الجذابة المغرية التي استغرقتك تفاصيلها لم تعْدُ أن تكون حلمًا أو كابوسًا، نشبت إثره مشاجرة بينه وبين الحاجّة، أو حطم خلالها شيئًا أثناء نومه، ليعتذر في النهاية بأن ذلك كان حلم نائم، والنائم لا يلام إذا لعن جدود الذين (جابوا) بوش، أو طعن في النظام، أو هاجم الحكومة، أو أقذع في نقد الأوضاع المقذعة بحد ذاتها!
انظر إلى حلمه الدنيوي الأخروي، وكيف رأى الناس بعد أن خرجت روحه، وكيف تعامل معه الملكان، وكيف وبخاه على تضييعه فرصة الشهادة في سبيل الله في الدنيا، فلم ينل منزلة الشهيد عند الله تبارك وتعالى، وكيف انتبه من حلمه البرزخي هذا:
قال حلمت كأني مُت/ والحبايب غسلوني/ بعد منها كفنوني/ والحبايب والقرايب خرّجُوني/ والصوات في الخَرْجة واجب/ كله بينوح عليّ، بالخصوص كل الحبايب/ اللي يزعق آه يا أبويا/ والصُغَيَّر قال يا جدي/ آه يا جدي/ كان بودي تبقي عايش لما تحضر يوم جوازي.. أما زوجتي تقول يا جوزي آه يا جوزي/ كنت طيب.. بالسلامة الله يسامحك/ كنا طبعًا زعلانين..
أما جاري علي ابن عيطة/ جه عمل له ألف زيطة/ قال يا أخويا بأعلى صوته/ واترمي ع النعش يبكي/ واللي شَدُّه من إيديه/ واللي بيطبطب عليه/ واللي قال ترحَّمّ عليه/ واللي قال له الصبر واجب/ قال له أصبر!؟ أصبر إيه؟! انت فاكر إن موته مش خسارة!؟ آه يا أخويا يا ميت خسارة/ بس سامعه يقول في سرّه روح في داهية وألف غارة!
والبنات نازلين صوات/ والشباب فردوا الكراسي والكنًب والتكايات/ واللي نادى ع المآذن/ واللي قال قولوا لصحابُه في البلاد النائية أو بالمكروفون/ واللي قال مات الكبير/ أصله طيب كان أمير/ واللي بيعدد محاسني/ واللي بيفتش عيوبي/ واللي بيقَطَّع في توبي/ واللي قال راجل وشهم/ والعيوب صبحت سهام.. كل واحد خد له سهم/ والسهام فيها اللي صابت/ السهام فيها اللي خابت..
أما شاعر جه يعزي.. قال أمين!؟ ألف رحمة ونور عليه/ عنده مبدأ حَب مصر/ حَب أهله وحب ناسه/ والكلام كان هو فاسه/ حتي غيطه كان عقول الفلاحين/ كل واحد كان بيحصد من زراعته/ كان فلاحته فكر راقي/ كان بيزرع من كلامه فكر في العقل الشراقي/ كان خزين خبرة سنين/ ألف رحمة ونور عليه..
كل واحد قال أمين.. واللي قال كان زهرة حلوة وانقطف قبل الأوان..
كنت سامع كل كلمة بس من غير الودان/ كنت شايف كل حاجة بس من غير العيون/ كنت حاسس كل حاجة بس من غير الحواس/ كنت مخلوق شكل تاني بس مش رجلين وراس/ كنت همسة كنت نسمة كنت طيف/ كنت باسبح في الهوا والكون لطيف/ كنت اشوف نفسي الحقيقة/ مرة تانية ألقى نفسي كنت زيف/ كنت أشوف الناس ورايَا زي أوراق الخريف..
باختصار الشيخ دفنّي/ والجميع بيودعوني بالأنين/ واللي قاعد جنب قبري يقرا من سورة تبارك بعدما خلصت ياسين/ واللي قال ثَبت سؤاله يا إله العالمين..
لما مِشيم الملايكة قوموني للحساب/ يسألوني والسؤال قد الجواب/ قال لي: ربك؟ قلت واحد. هوّ رب العالمين/ من رسولك؟ قلت أحمد. ابن عبد الله محمد/ قال لي دينك؟ قلت مسلم زي كل المسلمين/ قال لي أرقد والحساب وقت الحساب.. هات جليسه/ هوّ عمله يكون ونيسه/ قال لي شوف!/ لو كان ونيسك جه كويس يبقي عملك كان كويس..
راح سايبني وتنه ماشي أو تلاشي ما شفتهوش/ جه ونيسي في أبهى صورة قلت بسم الله تعالى
انت مين!؟ قال لي: عملك/ قلت: أهلا/ قال لي: أهلا؛ مش فاكرني!؟/ قلت فاكرك
قال لي أيوه اللي يزرع خير حيحصد/ وانت زارع خير ح تحصد/ اطمئن القبر واسع/ وانت جيتنا ف دنيا تانية/ دنيا واسعة وفيها جنة/ والمطيع لله ح يلقي فيها أجر العاملين..
بص شوف؟ بص شوف الأرض كورة زي حبة رمل في صحراء فسيحة/ بص شوف الشمس زي نقطة ف بحر من غير لون وريحة/ بص شوف الدنيا فانية واللي فيها كله فاني/ أصله محسوب بالثواني/ وانت فيها كنت فاني وانتهيت من دنيا فانية/ وابتديت في اللانهائي:
لا نهائي للزمان/ لا نهائي للمكان/ لا نهائي للحدود/ لا نهائي للخلود/
بص شوف!؟/ أحلى حاجة في الوجود: قصر لؤلؤ لسه متشيد جديد
قلت قل لي حد فيه؟/ قال لي أيوه فيه شهيد/ قلت مين؟
قال لي محمود اللي فجر سوق ناتانيا/ جنبه مظهر/ واللي فجر ملهي ليلي جنبه شهداء الانتفاضة/ جنبهم شهداء حماس/
قلت قل لي: والقصور النورانية الثلاثة دول لمين؟/ رد قال لي: اللي في الأول وفاء/ بعدها مسكن دارين/ بعدها جنة آيات.. قلت نفسي أكون شهيد/ قال خلاص الوقت فات/ كان يجوز قبل الممات.. لو تموت من أجل دينك تبقى زيه/ لو تموت من أجل أرضك تبقى زيه/ لو تموت من أجل عرضك تبقى زيه
قلت آآآه كنت نفسي أموت شهيد/ رد قال لي: حد حاشك؟ كنت فين؟ / كنت فين لما اليهود قيدوكم بالقيود؟!/ عشموكم بالوعود/ فرقوكم من سنين!؟ كنت فين؟
كنت فين لما اليهود اشتروكم بالخيانة/ عيشوكم في المهانة/ علموكم الاستكانة وانت غرقان من سنين!؟/ كنت فين؟
كنت فين وانت شايف إن أخوك مطرود شريد/ كنت فين والقدس بتضيع من إيديكم؟/ ليه ما ثرتش وارتضيت عيشة العبيد؟!/ ليه ما شلتش قنبلة تنسف وجودهم/ أو تفرق شملهم وتموت شهيد؟!/ كنت فين؟!
كنت ميت ولاّ عايش!؟ قلت عايش! واللا باحلم اني عايش! قال لي: لأ! اوعي تنطق/ اوعي تنطق تاني انك كنت عايش/ كنت ميت! ولاّ اقولك:؟ لما يأخدوا كل أرضك تبقي عايش؟! والكلاب تنهش في عرضك؟ تبقي عايش؟! لما يبقوا مكممينك تبقي عايش؟!/ واليهود بتسب دينك/ تبقي عايش؟!/ انت يا ابني كنت خايف!
قلت فعلا كنت خايف/ علَّمونا ازاي نخاف!
لسه ح يكمل كلامه/ العيال شدوا اللحاف/ والمفاجأة أذهلتني! جت مراتي وقومتني/ فوقتني وقعدتني/ بحلقت وقالت لي: مالك؟!/ إيه جرى لك؟ ساعة بنخبط عليك/ والعيال تنده عليك/ كل ده ما سمعتناش؟/ انت ميت؟!
قلت أيوه كنت باحلم إني ميت قالوا: شيء ما يهمناش/ قال بيحلم!/ ياما لسه تعيش وتحلم/ قوم وشوف الشعب ماله/ كل واحد خد عياله/ كله ماشي لأرض سينا/ واللي جاي من صنعا والإمارات ومكة/ واللي من بغداد وسوريا/ واللي من لبنان وليبيا/ واللي م المغرب وتونس والجزاير والسودان/ الشعوب جمعت شبابها/ الشعوب فكت قيودها/ والقيادة بإيد جنودها/ ناوية تطرد إسرائيل/ ناوية تطرد الامريكان/ يعني ثورة!
قلت نفسي أسمعها تاني/ قالوا تاني يعني إيه؟ قالوا ثورة/ يعني كل الشعب ثائر/ قلت ثوره ضد مين؟! قالوا ضد المفسدين/ ضد كل الأمريكان/ والصهاينة وإسرائيل/
التفت لقيت عيالي/ فيه سؤال راح جاي في بالي/ عقل بالي قال دا حلم/ قلت دا مش زي حلمي/ عقل بالي قال لي فعلا حد علمي إن حلمك قد سنك/ أما ده حلم الشباب/ والشباب مليان طموح/ بس مكتوف بالسلاسل/ وانفجر رغم الجروح/ انفجرت بأعلى صوتي قلت باحلم/ صدقوني لسه باحلم/ حتي برضه الناس بتحلم/ صاحية تحلم/ نايمة تحلم/ ولا يمكن عقلي شت..
التفت لقيت عيالي/ كلهم بيبحلقوا لي/ قلت ليه بتقوموني/ ما تسيبوني/ ما تسيبوني ما كنت نايم/ ما تسيبوني يا ريتني مت/ ماتسيبوني يا ريتني مت/ ما تسيبوني يا ريتني مت!
وفي حلم آخر عنوانه (زلة لسان) من ديوانه: بكره حتبان الحقيقة، يقابل الإرهابي جورج جونيور بوش الذي أماط أمامه اللثام عن نيته في تدمير الإسلام والمنطقة يقول عمي الشيخ أمين:
حلمت ان انا قاعد جنب بوش/ قربت منه وقلت له: أهلا يا بوش/ قام قال لي: مين؟ انا قلت له: فلاح وشيخ الفلاحين/ قام رد وقال لي: اسمك ايه؟ أنا قلت له: الشيخ أمين/ قال لي: بصراحة يا شيخ أمين: الفلاحين دول ناس متعبين/ قمت اتعدلت ف قعدتي/ وعدلت شالي وعمتي وقلت له: الفلاحين ناس طيبين/ عايشين على فيض الكريم/ واللى يجود بيه ربنا/ ورغيف نباتى فى زرعنا بنأكله عيالنا لقم/ بعرق وطين/ ناس شغالين وكلامنا دغرى لا فيه شمال ولا فيه يمين/ والكلمة فوق طرف اللسان من قلبنا/ والحب ساكن قلبنا/ وبعقلنا ناس مؤمنين/ والكلمة واحدة عندنا/ ولا عندنا شىء م الخباثة ولا كلمة للناس كلها/ ولا كلمة لبتوع السياسة..
اسمع يا بوش/ أصل الحكاية كلها الكيل طفح/ والناس بتسأل انتو فين؟/ وازاى تكيلوا بمكيالين؟/ وأخوك شارون ساق فى الجنون/ ماتآخذونيش يقتل عيال ؟!/ هما العيال يعنى الصغار مش أبرياء ؟!/ واللا العجايز والنساء مش أبرياء ؟!/ ويغشكم ويقول لكم: الارهاب بتاعهم عالمى/ ويروح يدمر عندكم مركز تجارى عالمى/ ويروح يهد البنتاجون!؟/ أقسم يمين له دخل فيه/ بقى مش جنون؟!/ يضربكوا ليه ؟! طب قصده ايه ؟!/ وتقولوا بن لادن ضربنا وهزنا/ أحلف بكل الأنبيا وبربنا الضربة دى من عندكم وبعلمكم/ وبالخصوص السى آى ايه/ معرفش ليه للمسلمين تنسبها ليه ؟!/ ماتقولوا عايزين منا ايه ؟/ ان كان على البترول خدوه/ هوه احنا حشناه عنِّكم ؟!/ ولا احنا عارفين خدتوا ايه وحسابنا ايه/ واللا المشايخ يعرفوا أصل الحساب/ حتى اسألوا شيخ العرب/ قام قال (آراب)/ أنا قلت له: آراب آراب/ حتى اسألوا شيخ الآراب/ مابيقبضوش غير اللى بيفيض منكم/ دفتر شيكات يعنى بورق/ وبتبلعوا كل الحساب/ يبقى بصراحة نعملو قعدة عرب ونحققوا/ وانا مطرحه/ ان كان فعلها اتشنق/ قال لي: اتفلق/ بقى دولة عظمى زينا تقعد معاك ع المصطبة/ عمركش شفت الفيل يصالح أرنبة؟!/ ده حتى تبقى معيبة!/ لا بد ِبن لادن يجينا لحدنا/ واللى ف دماغنا نعمله/ أنا قلت له:
مش مكسوفين ؟/ بقى دولة عظمى زيكم تحشد جيوش على فرد واحد هزكم والبنتاجون يطلع فشوش؟!/ وتقسموا العالم معاكو وضدكم مش مكسوفين؟!
وان فرضنا هو لازم تداروا عجزكم/ أو تختشوا على دمكم واكفوا على الأخبار ماجور/ وبلاش تثور
وتضحك العالم عليك/ ان كان صحيح المسألة خالت عليك/ ولو انه مش بيت القصيد/ وبلاش كمان نسرح بعيد/ اسمع يا بوش: بقى دولة عظمى زيكم/ ماتجيبش واحد من قفاه؟!/ ولا انتو يعنى خيال مآتة؟/ ولا انت بتفكر فى مين؟/ تكونش ناوى تدبحوا فى المسلمين؟/ قوللى بصحيح ولا تختشيش/ أنا اخوك أمين/ قاللى بصراحة يا شيخ أمين/ أسامة عارفين مطرحه/ لكن هافتش كل بيت فى كل دولة ضدنا/ انا قلت له أحلف يمين مش عندنا!
قام رد قال من غير يمين/ أسامة ساكن عندكم/ وف سوريا والسودان/ وليبيا ولبنان/ ولازم أفتش عندكم كل المساجد والبيوت/ أنا قلت له ربك كبير/ ربك نصرنا من زمان بالعنكبوت/ ليه الافترا
قادر يشتت شملكم/ ويهدكم/ ويرد كيدكو ف نحركم/ اسمع يا بوش: ان كنت بتجيش جيوش احنا بصراحة مابنخافوش/ ان عشنا لازم ننتصر/ وان متنا هانول الشهادة/ واللى انت برضه ماتعرفوش/ أقصى الأمانى عندنا هيه الشهادة/ ويا بخت من يلقى الشهادة/ اقرا التاريخ/ وشوف تاريخ طرد الرومان/ واعرف كمان يا ألعبان/ يا أبرهة هذا الزمان..
ولسه قاعد بافتكر فى اللى جرى ولا اللى كان/ صحيت على صوت الأدان/ رددت وياه الأدان/ الله أكبر.. الله أكبر/ هرب الشيطان الألعبان/ والفجر بان/ والغدر بان/ والفرق بان/ بين أبرهة ملك اليمن وأبرهة حاكم بلاد الأمريكان/ الأولانى الطير رماه/ والتانى قال: زلة لسان
وفي ديوانه آخر كلام، لا يقدم الحلم، ولكن يذكر أنهم أيقظوه عندما بدأ يحلم، وبدلاً من أن ينطق عن طريق الحلم يستنطق من أيقظوه بما يريد، والناطق هنا الحاجّة زوجته.. وهي أيضًا مثقفة، تعرف القضية، وتحس بالفساد، وتدرك حجم الاستسلام للصهاينة ومدى جبروتهم، لكنها – كزوجة ذات رأي - لها نظرتها المشاكسة التي تواجه بها عمي الشيخ أمين:
بعد ما بقلع هدومى قبل نومى/ لازم أقرا كام مقالة/ نرفزوني سخنوني حفزونى إنى أكتب عن ولاد الكلب والسفاح شارون/ قول سهرت/ نمت بعد الفجر ما ادن/ والعيال بيقومونى صحصحونى قمت مفزوع من منامى/ هجت فيهم/ جت مراتى قالت لي مالك/ إيه جرالك؟ ليه بتشخط فى العيال؟/ قلت باحلم / كنت باحلم إنى ميت وانفزعت / انبسطتى؟ كشرت وبسرعة قالت: إيه دا أصله؟ طب وماله؟ يستحق الموت وأكثر اللى يهرب من عياله كنت فين م المغربية؟ / تيجى بعد الفجر مادّن؟ / إنت فاكر إن دا ح يخيل عليه؟/ شعر إيه؟ واللا إيه بتهببه وتقول قضية؟ هى فين هى القضية؟ هم يعنى كلمتينك اللى حى يحلوا القضية؟ هيه ناقصة؟ وإحنا مالنا/ ما انت شايف كله خايف/ والمدافع همسة حايرة عالشفايف/ وانت عارف: الصهاينة ناس قويه ومفترية/ واللى أدهى من دا كله/ لما يبقى الكل نايم وانت قال تكتب قصيده عن ولاد الكلب والسفاح شارون/ أبقى نايمه أسمعك بتقول شارون؟ من غير سلام ولا يحزنون/ انت فاهم إنه ح يهمه الكلام؟ واللا دول عايزين سلام؟ واللا ح يخاف من كلام؟ هو همه من كلينتون واللابوش ؟!/ واللا همه من باراك واللاهمه من.... واللا عايز تبقى شاعر؟ واللا من أبنود جنابك؟واللا عايز تقديرية؟ قلت طبعًا أى شاعر يستحق التقديرية يستاهلها عن جدارة/ مش خسارة!
ليه يا خويا هو طلع إسرائيل؟ واللا عمر فى الصحارى حاجه تانية؟/ والقطاع العام بيخسر كان منع عنه الخساره؟ / واللا سكان المقابر كان بنى لهم كام عماره؟ واللا شغل ألف عامل أو منعهم من الدواره؟ واللا وزع عالغلابة ألف طن من الدقيق واللا حتى كام شيكاره؟
فوق لروحك / هو خدها عن وهيبه والأغانى لعبحليم مش عشان حل القضيه / القضية هى هى واحنا فى الخيبه القوية!
قلت جاهله/ إنتى جاهله / انتى فاكره الشعر ساهل؟ دا اللى ينكر فضل شاعر يبقى جاهل!
قلبك ابيض / مش حترجع الا لما يحبسوك عالكبر ويبهدلوك/ انت بتقول يا سادتنا يا قادتنا ارفضوا تهديد أميركا والتحيز لليهود؟ طب ولو زعلت أميركا طب منين حيأكلونا؟ والحكومة نفسها بتمد إيدها ويقولوا لهم شحتونا! انت عايز يحبسونا؟
لوعايزنا نقب اكتب حط همك فى الأغانى/ فطر الشعب بأغانى / نيم الشعب باغانى / دا الأغانى بيبعوها بالدولار الأمريكانى/ واللا يعنى جت علينا واشتهينا الفقر تانى؟
عيش وهيص/ شجع الأبطال ولادنا اللى رفعوا راس بلدنا/ مسخروا أولاد ناميبيا
واللا ليبيا/
عيش وهيص / انت يعنى كنت غاندى؟ واللا حافظ واللا شوقى؟/ واللا بيرم أو جاهين؟ مانتا طول عمرك بتكتب حد سمعك؟/ قول لى مين؟ والا كام واحد بيحضر فى النداوى ف أى حته ؟ حتلاقيهم خمسه سته!
أما لو تكتب أغانى تبقى نجم ولك سماك/ واللى جاى يطلب لقاك / واللى يتصور معاك / والصحافة والإذاعه والبرامج كله ح يسجل معاك / زى شعبان عبدالرحيم/ واللا شوف جمهور حكيم!
تبقى شاعر زى صاحبك/ كل واحد يرضى عنك/ الحكومه والصهاينه والخلايجه والتوانسه والاجانب والذوات/ بالخصوص صنف البنات!
هو دا آخر كلامى/ تمشى بيه أو تفارق من سكات/ ميت يمين ما قول قصيده لاملا كل الدار صوات/ واللى يسأل تانى عنك راح اقول له غار ومات!
وفي قصيدته: احنا أصحاب القرار يدور حوار بينه وبين ديك تشيني، ذلك الرجل الغامض الذي ملأ العالم دمًا – من وراء الستار – يكشف دور تشيني وصناعة العملاء وشراء والخونة:
قال لقيت خنزير وواقع/ شكله مقرف دمه ساقع / شهرته مصاص دماء/ تكرهه أهل البسيطة وتكرهه أهل السماء/ هو واقع والعيال نازلين عليه/ التفت لي ديك تشيني قال لي: هات لى حبة ماء/ قلت: ليه؟! قال:علشان ح نفوقوه/ واحنا ممكن ننقذوه/ قلت: سيبه مالكش دعوة/ العيال ح يفوقوه/ قال لى: أطفال الحجارة؟ قلت: لأ مابقاش حجارة/ فيه حزام ناسف بينسف اللي ممكن يسندوه/ رد قال لى: انتَ مين؟/ قلت: عربي شهرتي الشيخ أمين/ من كبار الفلاحين/ قال لى: يعني المحكومين؟ رحت شاخط: وانت مالك/ انتو ليه بتفرقونا؟ عن قادتنا تعزلونا؟ باختصار: احنا أصحاب القرار/ واحنا أصحاب الأراضي/ محكومين مش محكومين احنا فيها الفلاحين/ قال: سكت.. فكر شوية/ قال شهدت انك مفتح وانت شيخ الفلاحين/ هاعملك حاكم عليهم والعرب لك محكومين/ قلت له: ما بلاش هزار/ قال: خلاص خدت القرار/ قال سرحت وعقل بالى قال لي وافق/ انت متفلحس لمين؟ دا اللي قاعدين عالكراسى ودن طارشة وودن طين/ قوم ووافق/ اتنطرت وقمت واقف قلت له: طب ليّ حارس؟ قال لى: لك أورطة حراسة بس تفهم في السياسة والكلام اللي بكياسة/ قلت: ماشي ياللا بينا.. هو فين قصر الرياسة؟
قال كأني في أرض واسعة/ قال وحتة دبن جزيرة/ والتقيلك قصر عااالى والحرس أعداد كتيرة/ كلهم بيعظمونى/ والسكرتير الخصوصي رهن نظرة من عيوني/ والسفير الإسرائيلي بيناديلي قال لي: مبروك الرياسة/ انت لازم تاخد قرار.. انتو ما تخدوش بتار/ للي ماتوا فى الشوارع واللي ماتوا جوه دار/ والا تجريف المزارع اللي كان مليان ثمار/ خلى شعبك كله يرقص أو يغني زى مايكل أو يكون مشغول بكورة والجوايز والقمار/ والبنات الفلاحات يلزمه حبة موضات/هو مش يلبس عباية.. هو مش يلبس نقاب/ هو يلبس بنطلون.. هو يمشى بطنه عاري نص جسمه بدون حجاب/ زى كل الرقاصات خلف عمرو بتاع دياب/ هو مش يحلب جاموسة هو ما يربيش طيور/ هو ما يجمعش كوسة هو يتسبسب ويقعد ولا يسرح بره دور!
التفت لديك تشيني قلت له: ده يبقى مين؟ قال لى: ده مبعوث شارون
قلت: من ريحة الحبايب! فين سكرتيري الخصوصى؟ قال: أفندم/ قلت: نادى في المدينة للي حاضر واللي غايب/ قل لهم: شُغل الأونطة والمقاومة والانتفاضة كلها أفعال جنون/ واسمعوا أحدث أغاني شجعوا أطماع شارون
قال لى: أمرك. أمر تاني؟ قلت له: عندك كباب؟ قال لي: جاهز/ قلت: هات.. هات لي حاجة م اللي هي صنف غالى والجِوَز والكبّايات/ واجرى هات لى الواد سلامة هاعمله النائب بتاعى!
والتقيلك مسيو تشيني راح شاددني من دراعى/ قال لي: لأ؛ كله إلا الواد سلامة.. واد لئيم قلت: ليه؟. الواد كويس واد بيفهم فى المكن زى المهندس.. بالخصوص لو كان قديم
قال لى: مش عاوزين قديم؛ بالخصوص كل العقائد والعادات/ واوعى تحلم بالحضارة! واللا تحلم باللي فات: انت احلم باللى جاي/ انت خليك عولماني/ اوعى تبقى مسلماني
قلت: ماشي عولماني عولماني!/ احنا ماحنا دخلنا جات/ قال لقيتك لك عبد من جملة عبيدي جاي يقول الأكل جاهز/ ياللا واتفضل يا سيدي
قال يا دوب وهامِدّ إيدي قال كإن الواد سلامة شد إيدي قال لي: يابا الشيخ أمين إنت تاكل من تشيني؟ من عدو المسلمين؟ انت عارف جاي ليه؟
قلت: قل لى: يا بن زاهية جاى ليه؟
رد قال لي: جاي عشان يحمى الصهاينة يحمي أطماع الليكود/ يطفي نار الانتفاضة بالمراوغة والوعود/ وبصراحة جاي يوزع كام مبادرة مركونين من عهد كارتر واللا من بوش الكبير/ والا م الننوس كلينتون والجراب مليان أونطة/ حتى زيني ف إيده شنطة مليانين بحاجات كتير، جاي يشتت في الآراء/ جاي علشان ضرب العراق/ جاي يقول لك انصرونا والا حتى تزودونا وبالجنود والا الوقود/ جاي علشان ينقذ شارون/ جاي يوفي بالوعود/ قلت: آآه جيّ قبل القمة يعنى؟ قال لي: أيوه جاي يابا الشيخ أمين يشتريني م اللى باعني/ يدي للحكام بتوعنا كل واحد مام مبادرة/ يحكى عنها هو صاحب كل كلمة من كلامها أصله حاوي كله طالع من جرابه/ يفتن الحكام بتوعنا لَجل يتخانقوا لجنابه/ يبقى قاعد جوه داره/ والقرار يصبح قراره/ شفت يابا الشيخ أمين فعل شيني؟!/ طب وديني صلح مش ممكن نصالح عالأقل فى عهد بوش/ أو شارون الكلب راخر مهما ح تكون النتيجة/ واللي لسه ما شفتهوش الشعوب دي الوقت فاقت/ والصدور الواسعة ضاقت / والحَجَر هيقول: يا مسلم اللى ضاع الحق عنده واللى ساعده واللى سانده إقتله ولا ترحموش/ خدها مني كلمة حكمة/ قل لي معنى الصلح إيه؟ لما جاي يقطع لي راسي/ وافترضنا هيصالحني قل لي يبقى يبوس لي ليه؟
قلت: ياللا امشي بره امشي ياللا يابن زاهية انتو ناس مش وش نعمة..
قال وجاى أهجم عليه/ قمت مفزوع من منامي والتقيلك ابني جنبي..
قال لي: يابا انت نايم بالفانلة؟!/ كسوفي رحت واخده بضهر إيدي قلت: منكو هاموت بعلَّه/ قال لى: قوم كلم سلامة
قلت له: النائب بتاعى؟! حد راح له؟! جاي ليه؟ همّا مش راضيين عليه؟!
قال لييابا: إنت بتهلوس فى إيه؟
قلت: بحلم.. كنت بحلم إني والى/ والحرس مرصوص قبالى/ والطعام واللا الشراب كله جاي من صنف غالى/ كنت لسه حامدّ ايدي/ والعبيد بتقول يا سيدي ألقى زفت الطين سلامة ابن زاهية يشد إيدى؟ نفسي أعرف جاي ليه؟ قال لي: جاي ياخد الوصية/ قلت: اجري روح وقل له غور فى داهية يابن زاهية/ هى ناقصة؟ هى ناقصة كمان وصية؟/ ما انتو عارفين القضية/ من تمانية وأربعين والقضية هي هي/ لما جيت خدْت الرئاسة كله يستخسرها فيّه؟/ حتى برضه الواد سلامة جاي فى توقيت ابن هرمه/ قال عشان ياخد الوصية! قال خلاص وقفت علي! صدقونى أصلي فقرى .. هى دي كل القضية!
ويستمر في ادعاء العمالة، ليكشف أجواء الخيانة، والانتماء لغير الوطن، وزوار الليل الذين يطاردون الأحلام، فيقول في قصيدته: يعني تمشي ع العجين ما تلخبطوش:
‫‫ قال: حلمت واحد كان عميل للأمريكان/‬ جندوني‬ ‫علموني ازاي أفيدهم/‬ والعرب ازاي أكيدهم‬ ‫وابقى زي الألعبان‬/ ‫قال لي: عايز تبقى منا تبقى شايف زي عينا/‬ تبقى فوق كل الخلايق؟/‬ ‫تبقى ريس ع اللي زيك لك هلُمّة وصولجان‬ /‫‪‬‬ ‫يعني تفهم في السياسة/‬ ‫والكلام اللي بكياسة‫ واللي مش عاوزين تقوله‬ ‫ما تقولوش/ وبصراحة عاوز أقول لك‬ ‫يعني تمشي ع العجين ما تلخبطوش/‬ ‫هي دي سنة بلادنا‬ ‫‪‬‬عن كلام سيدنا بوش/‬ ‫واوعى تسأل‬ ‫أو تقول إزاي وليه
‫قلت إيه؟‬ ‫قبل ما تجاوب تحاذر/‬ ‫اوعى يوم تعصى الأوامر/‬ ‫إنت جندي م الجنود/‬ ‫واوعى تسأل عمَّ نفعل أو تجيب سيرة اليهود‬/ ‫قلت إيه؟‬ ‫قلت: أفكر
‫قال لي: مش عاوزين تفكر في الأوامر/‬ ‫إنت مأمور واللا آمر؟‬ ‫اوعى يوم تعصى الأوامر‬/ ‫والا تعمل زي ياسر؟‬‬ ‫إنت عارف إيه مصيره؟‬ احنا بنفكر في غيره‬! أو يسلم ... باللي يؤمر به شارون‬ ‫ِ‪‬‬ ‫وإن ما سلم يبقى تتلفق له تهمة‬ ‫إنه هد البنتاجون/‬ ‫‪‬‬ ‫إنت فاهم؟‬ ‫واللا أقول لك ع اللي صاب صدام حسين؟‬ ‫واللي صاب أمثال أسامة ابن لادن؟‬ ‫واللا أقول لك عن جنودنا مين ومين؟‬ ‫اللي بيخالفوا الأوامر ‫م العرب والمسلمين/ ‫اللي بكرة الدور عليهم/ ‫واللي حنقطع إيديهم الشمال بعد اليمين‬/ ‫باختصار: احنا نؤمر وانت بس عليك تطيع‬/ ‫إنت راعي‬ ‫والرعاه يرعوا القطيع!‬ ‫‪‬‬
واوعى تنطق نص كلمه‬ ‪‬‬ احنا مش عاوزين كلام/‬ ‫احنا نؤمر وانت بس تقول تمام‬/ ‫واوعى يوم تشرط علينا‬ ‫واللا حتى تقول بكام/ احنا هنقدّر ولاءك ‫بالمعونة والدولار/‬ ‫واللي يتفلسف علينا‬ ‫يبقى طور أو قول حمار/‬ ‫يبقى جاهل ... أو يكون ضمن الحصار/ ‫هي ديّ حدود وظيفتك ‫واحنا أصحاب القرار
‬ ‫قلت إيه؟!‬ ‫قلت: أنا خدام جنابك‬/ ‫بس تعمل لي اعتبار‬/ ‫قال لي: هس‬/ ‫قال لي: هس اوعاك تكمل/ اتنطرت وقمت واقف قلت: كله تمام يافندم انت مولانا العليم‬/ ‫إنت تضرب ... واحنا نسكت‬ ‫خلّي ضربك في الصميم/‬ ‫قال كإن الواد سلامة...!
‫قال سلامة بن ابراهيم؟ ‫كان لا بد لي في ركن ضلمة‬/ ‫ِ‬ ‫كان شايفنا وكان سامعنا من بعيد‬/ ‫التفت لي وقال : يا خاين/‬ ‫انت خاين‬ ‫بعت أهلك بعت ناسك‬ ‫وارتضيت عيشة العبيد؟!‬ ‫رحت واخده بضهر إيدي‬ ‫راح طاير له ناب وسنة‬/ ‫باختصار قل سنتين/ ‫قال لقيت حواليه لمَّه.. ‫قلت: االله ... جُم منين؟!
التفت لقيت عساكر‬كلهم متسلحين/‬ ‫اللي شايل بندقية‬ ‫واللي شايل ربع مدفع‬/ ‫واللي شالني وراح هابدني/‬ ‫قمت مفزوع من منامي‬ ‫والتقيت الأمن جنبي/‬ ‫قال لي: قوم ... فز قوم/‬ ‫قلت: االله إنتو مين؟‬ ‫قال لي: ليه ما انتش شايفنا؟!‬ ‫أمن دولة مسلحين!‬ ‫مش عارفنا احنا مين؟! والتقيت لك رتبة جامدة‬ ‫راح شاددني من السرير/ ‫قال: تعالى ... قوم تعالى‬ /‫قلت: أنا مظلوم يا بيه/ ‫قال : يا مجرمم قل يا باشا/‬ ‫قلت: أنا مظلوم يا باشا/ كنت بحلم.. صدقوني كنت بحلم/ ‫قال لي: عارف/ احنا عارفينك تمام/ ‫ما احنا عارفينك بتحلم ‫واللي يحلم يبقى نايم!‬ احنا علمناك تنام؟!‬ ‫إنتو ناس زي البهايم!‬ ‫ليه ما تسمعش الكلام؟‬ ‫إنت عارف ...‬ ‫احنا ليه قالقين منامكم؟‬ ‫كله يا بني لمصلحتكم‬/ ‫كل حلم وله نهاية/‬ ‫انت عارف كان في حلمك كم جناية؟
عد يا بني نمرة واحد:! ‫كنت جندي أو عميل للأمريكان/ تاني حاجة: ليه ضربت الواد سلامة؟‬ ‫ليه تفرط له السنان؟‬ ‫واللي أدهى من دا كله التخابر والتآمر ع الجيران‬/ ‫بس برضه يكون في علمك‬ ‫لما هنفتش في حلمك‬ هنلاقيلك تهمة رابعة اسمها قلب النظام‬/ ‫شفت آخر الحلم إيه؟‬ ‫ليه بتحلم يابني ليه؟‬ ‫جرجروه...‬ جرجروه ويغور في داهية/‬ ‫له محاكمة عسكرية‬ ‫والجناية هي هي/‬ ‫‪ ‫قال بيحلك!‬ ‫بالقليل تاخد مؤبد ‫واللا يمكن يعدموك!
‬ ‫قلت أستعطف سيادته‬ قلت: آه لو تسمعوني‬ ‫كان كابوس وحياة أبوك حتى شوف شكل السرير‬/ ‫جيب بابص على السرير‬ ‫التقيت لك ابني جنبي/‬ ‫قال لي: يا با ... إنت سُخن؟‬ ‫‪‬‬ إنت بتهلوس كتير/‬ ‫إنت عاوز كمادات؟‬ ‫رحت شاخط قلت: هات/‬ ‫وابتديت اسمع صوات/‬ ‫قلت: قل لي: حد مات؟‬ ‫قال: سلامة بن إبراهيم‬!
‫اتنطرت وقمت واقف‬ ‫قلت: بركة... ألف بركة‬ ‫غار ومات/ كان حيبقى في النيابة من شهود الإثباتات!
‫رد ابني وقال لي: يابا‬ إيه شهود الإثباتات؟‬ ‫قلت: لأ ما تاخدش بالك/‬ ‫إنت بس تكون في حالك‬/ ‫فزّ هات الكمادات/ ‫قال لي: يابا انت مالك؟‬ ‫انت حالك مش عاجبني .. حد يفرح في اللي مات؟‬ ‫بالخصوص الواد سلامة‬ ‫شاب طيب‬ ‫انت مش زعلان عليه؟‬
‫قلت: ليه؟‬ ‫مات في حادثة؟‬ ‫والا مات باللي اسمه إيه؟‬
‫قال لي: مسكين طق مات‬ ‫دمه فار/ ‫لما شاف حجم الدمار‬ ‫‪‬‬ ‫للغلابة في قندهار‬ ‫واللا إحكام الحصار/ والعرب زي الأرانب‬ ‫والأجانب زي غول/‬ ‫كان ولد شيال حمول/‬ ‫‪‬‬ ‫والحمول زادت عليه/‫ كان بطل مضغوط عليه/‬ ‫مات يا ناري ابن الأصول!
‬ ‫قلت ياللا كان بيسمع نشرة ليه؟‬ ‫نشرة الأخبار مصيبة! ‫والعجيبة كنت بسمع جتني حمى/‬ ‫‪‬‬ ‫أما هو كان بيسمع طق مات/‬ ‫‪‬‬ ‫شاب ثاير دمه فاير‬ ‫أصله داق مر السكات
يبقى مات باللي اسمه إيه/‬ ‫ألف رحمة ونور عليه‬/ ‫هات لي يا بني الكمادات/‬ ‫وإنت صحصح فوق لروحك/‬ ‫لما أودع خلي بالك/ خلي بالك من صلاتك/ خلي بالك من خواتك/ ‫واوعى تسمع أي نشرة‬ خلي بالك م البنات/ ‫اللي جاي أيام عصيبة‬/ ‫والمصيبة‬ من حديث سيدنا بوش‬/ ‫اللي عاوز أكل ياكل.. ‫يبقى يمشي عالعجين ما يلخبطوش‬!
مضطر أنا - رغمًا عني - أن أضع قلمي قبل أن أكتب عن بقية الأحلام، وعن شخصيات عم الشيخ أمين، وعن رؤاه السياسية، وعن صوره البلاغية ومفرداته الإبداعية، وعن خواتيم قصائده، وعن صنعته الدرامية في قصائده القصصية، وعن روح الدعابة والمواقف المضحكة المبثوثة في أثناء القصائد، وعن روحه الإسلامية والوطنية الجلية، وعن ذلك الشيخ الذي يثبت دومًا أن عقله يقظ شاب نبيه لكل ما يدور..
تحياتي واحتراماتي يا عمي الشيخ أمين!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.