عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روزاليوسف داخل بيوت نجوم التلاوة

الشيخ محمد محمود الطبلاوي: لجنة الاختبار في الإذاعة رفضتني 9 مرات
الشيخ الطبلاوي من أبرز قراء القرآن الكريم علي مستوي الوطن العربي.. جاب العالم الإسلامي بصوته القوي، وكان أول من زار المسجد الأقصي عن طريق الأردن رافضا أن تكون الزيارة بتأشيرة إسرائيلية، وقرأ القرآن هناك وملأ صوته أرجاء القدس وهو يقول: «سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله»، مما ترك أثرا كبيرا في نفوس الفلسطينيين هناك..
نشأ الشيخ الطبلاوي وتربي في قرية ميت عقبة مركز إمبابة تلك القرية التي كانت تتميز بانتشار الكتاتيب والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم.
ولأنه وحيد أبويه ليس له إلا أخت واحدة فقد وهبه والده «الحاج محمود» رحمه الله لقراءة القرآن، وذهب به وهو في الرابعة من عمره إلي الكُتّاب ليحفظ القرآن، وظل يتابعه إلي أن أتم الحفظ وهو في العاشرة من عمره، وكان شيخه في الكتاب الذي علمه فن التجويد أيضا الشيخ غنيم الزاوي قد تنبأ له بمستقبل كبير في عالم القراءة.
ورغم أن الشيخ غنيم كان يبلغ الخامسة والثمانين من العمر إلا أنه كان يستطيع أن يختبر القارئ ويصف صوته وصفا دقيقا بالفطرة، وقد وصف صوت الشيخ الطبلاوي بأنه يشبه صوت الشيخ رفعت وهو الصوت الرخيم الهادئ الذي يجذب الناس إليه وكان يقول له دائما: الصوت نعمة من نعم الله وأنت تقرأ بالسهل الممتنع.
وفي بداية الخمسينيات بدأ الشيخ الطبلاوي حياته كأي قارئ مبتدئ صغير غير معروف، وشق طريقه يجوب البلاد التي تتبع مركز إمبابة، وعمره آنذاك أحد عشر عاما، وبدأ القراءة في الموالد والليالي والحفلات البسيطة، وكان يتقاضي خمسين قرشا في الليلة تكفيه لمدة شهر، لكنه يحرص علي شراء الشاي والسكر ب «نكلة»، إلي أن أنعم عليه الله ونال شهرة واسعة وهو في الثانية عشرة من عمره، وانفرد بسهرات كثيرة ودعي لإحياء مآتم كبار الشخصيات، واحتل مكانة مرموقة بين صفوف القراء لأدائه المميز وقوة صوته التي كانت تملأ أرجاء المكان بدون وجود ميكروفونات.
لذلك نصحه شيخه بالالتحاق بمعهد القراءات بالأزهر، وفعلا التحق به وأتم دراسته فيه بعد ستة أعوام وتخرج فيه ليقرأ القرآن عن علم ومعرفة بجانب الموهبة، وساعده ذلك علي أن يصبح صاحب مدرسة مستقلة في عالم القراءة.
تزوج الشيخ الطبلاوي وعمره 16 عاما من قريبته الحاجة «هادية» وكان عمرها آنذاك 13 عاما، وأنجب منها عشرة أولاد، خمسة من الذكور وخمس إناث، تزوجوا جميعا، وأصبح لدي الشيخ الطبلاوي 28 حفيدا.
أما أولاده فلم يرغب أحد منهم في العمل في مجال قراءة القرآن الكريم سوي عمر الابن قبل الأخير الذي رفض العمل بالمحاماة رغم حصوله علي ليسانس الحقوق، وفضل لبس العمة والكاكولا ومصاحبة والده في الحفلات، وأصبح كما يصفه الشيخ الطبلاوي يعمل بمجال القراءة كهواية وليس احترافا، مما جعلني أسأله:
ما الفرق بين الهواية والاحتراف في مجال قراءة القرآن؟
الهواية يمارسها القارئ غير الملم بأحكام التلاوة، لكنها لا تؤثر علي عضويته في النقابة فعمل وشغل الليالي لا علاقة له بالنقابة أو الإذاعة، فكل منهما له طريق، والهاوي هو المقلد، والمقلد فاشل ولا يعترف به لأنه يعطي شقاه وتعبه لغيره، أما المحترف فله شخصية وبصمة خاصة به ولا يوجد الآن سوي عدد قليل جدا من القراء المحترفين منهم محمود الخشت ورجب غلوش وحلمي الجمل، هؤلاء كل منهم له طريقته الخاصة به في القراءة، أما الآخرون فأصواتهم تتداخل بعضها البعض، وحينما يقرأ الواحد منهم لا نعرفه إلا عندما يذاع اسمه، أما المشايخ قديما فكانت لهم بصمة تسمي «بصمة الصوت»، عندما يقرأ الشيخ بدون أن نري وجهه أو يذاع اسمه نعرفه فورا من صوته مثل الشيخ رفعت والشيخ عبدالباسط وغيرهما.
أما ابني عمر فهو يقرأ منذ ثلاث سنوات فقط، وعندما يتجرأ وأشعر أنه أصبح راسخا في مجال القراءة سوف أجعله ينفرد بطريقة خاصة به، وتكون له بصمته الخاصة، لكن هذا يحتاج إلي ما لا يقل عن عشر سنوات في مجال القراءة.
ولماذا لم يعمل أولادك الكبار في مجال قراءة القرآن رغم حرصك علي تحفيظه لهم واصطحابهم معك في الليالي؟
لم يرغب أحد منهم بالعمل في مهنتي، فلم أجد لديهم قبولا في ارتداء العمامة، وقد قلت لهم إن العمامة هي تاج الإسلام، والإنسان من غير عمامة لا يكون مقرئا، لأن كل شخص يمكن أن نتعرف علي عمله من الزي الذي يرتديه، لكنهم فضلوا أعمالا أخري، وأنا أنجبت عشرة أبناء، خمس من الإناث وهن برنسة الابنة الكبري، وتعمل مستشارة لغة عربية بأكاديمية سوزان مبارك وسناء موجهة لغة إنجليزية، ووفاء تعمل بوزارة الشباب، وهند حاصلة علي ليسانس آداب، وهيام تعمل في مجال البترول، أما الأولاد فأكبرهم إبراهيم وهو رجل أعمال، ومحمود خريج الأكاديمية البحرية، وكان يعمل قبطانا بحريا واهتم بحفظ القرآن الكريم وختمه أكثر من مرة، لكن رغم ذلك لم يرغب في العمل في مجال القراءة، وخالد خريج تجارة ويعمل في مجال البيزنيس، وعمر قد نهج نهجي، أما أصغرهم أيمن فيعمل ضابط شرطة بنجدة أكتوبر، أما أحفادي فعددهم ثمانية وعشرون.
تزوجت الحاجة هادية ولم تبلغ بعد الثالثة عشرة من عمرها هل صغر سنها لم يجعلها تتفهم طبيعة عملك وأنت تجوب أرجاء البلاد ليلا ونهارا؟
- الشهرة لها ثمن، والضريبة التي كنت أدفعها أن البعض كان يذهب إلي زوجتي ويقول لها الشيخ الطبلاوي متزوج عليك، ويصفون لها المكان مستغلين سفري الكثير، وكانت تصدق لصغر سنها، وينشأ بيننا بعض النكد وتعكير الصفو، لكني بالسياسة واللباقة استطعت إقناعها أنهم حاقدون، ومع مرور الوقت كبرت وتفهمت ظروف وطبيعة عملي.
رفضتك لجنة الاختبار في الإذاعة تسع مرات متتالية منذ أوائل الستينيات قبل اعتمادك في المرة العاشرة مع أنك كنت تتمتع بشهرة واسعة في ذلك الوقت؟!
- قديما كان لا يقبل في الإذاعة سوي القارئ الذي يجيد 100% وليس 99% من الشروط من حفظ وقراءة وأحكام التلاوة والصوت والانتقال النغمي، وكان الشيخ عبدالفتاح القاضي رحمه الله هو شيخ اللجنة وشيخ القراء ومعه آخرون، وفي كل مرة كنت أتقدم كانوا يقولون يتم التأجيل سنة لكي يتدرب علي الطبقات العليا والانتقال النغمي، هذه كانت حجتهم، لكن في حقيقة الأمر أن المجموعة التي كانت موجودة بالإذاعة في ذلك الوقت كانت مهيمنة عليها تماما وتقيم حصارا شديدا لعدم قبول أصوات جديدة، فهم لا يريدون مواهب تنافس الآخرين، وكانت حجتهم بالنسبة لي هي عدم تعلمي ومعرفتي بالموسيقي والانتقال النغمي، لكني لم أيأس وكنت مصرا علي أن أكون قارئا للقرآن الكريم وأن يرتبط مستقبلي به فقلت لهم أنا لا أعترف بالموسيقي ولا أعترف بالمقامات الموسيقية، أنا أقرأ القراءة العادية التي يتجلي بها الله علي الإنسان، وهذا توفيق من عنده، فالقرآن نفسه منغم ولا يجب أن يتدخل فيه الإنسان بالموسيقي والرسول - صلي الله عليه وسلم - قال: زينوا القرآن بأصواتكم وزينوا أصواتكم بالقرآن، ومن يقول أنه ينتقل بالقراءة من البياتي إلي الصبا والسيكا والنهاوند هذا انتقال نغمي وموسيقي لا علاقة لي به، والشيخ عبدالباسط والشيخ الحصري كانا مثلي لا علاقة لهما بالموسيقي، ومع ذلك نالا شهرة عالمية حتي عبدالوهاب حاول إعطائي بعض المقامات وقال لي: لكي تطلع بها عند القراءة، لكني رفضت.
وفي كل مرة كنت أتقدم فيها للإذاعة كنت أصر علي موقفي إلي أن جاءت المرة العاشرة كان الشيخ محمد الغزالي رحمه الله هو والشيخ حبه من أعضاء اللجنة فقالا للجنة: الشيخ الطبلاوي مكسب للإذاعة، وهي لن تضيف له شيئا لأنه مشهور ومعروف بدونها فوافقوا والتحقت بالإذاعة عام ,1970 ثم فتح الله علي ودخلت الإذاعة كل بيت والشهرة أصبحت أوسع وأكبر، فالإذاعة صاحبة الفضل بعد الله سبحانه وتعالي علي كل مشاهير المقرئين أو المطربين أو غيرهم.
وكيف تري الإذاعة الآن؟ هل هي أفضل في إجراء الاختبارات وقبول المقرئين عن الزمن الماضي؟
- لا، قديما كانت الإذاعة أفضل بكثير علي الأقل لم تكن تقبل بأي قارئ مقلد، كانت تقول لا عندنا الأصل، أما الإذاعة اليوم فغير منظمة علي الإطلاق، وأصبحت تقبل القارئ حتي لو كان صورة مشوهة لقارئ قديم، فالذي يعمل علي تقليد الشيخ مصطفي إسماعيل مثلا هو صورة مشوهة له، فكيف يستطيع تقليده وهو شيخ له وزنه وثقله، كذلك الحال مع من يحاول تقليد الشيخ رفعت.. وهكذا.
وقد تحدثت مع وزير الإعلام في هذا الشأن، وأكد علي أنه سوف يعمل علي تغيير لجنة الاختبار وضبط القواعد اللازمة للاختيار الجيد للقراء.
إذن ما السر في عدم ظهور أصوات جديدة مميزة في عالم التلاوة؟
- السر هو عدم وجود الكتاتيب.. فالكُتّاب هو «الحصانة» بالنسبة للقارئ مثل الدبلوماسي الذي يحمل «الحصانة الدبلوماسية»، والقارئ كان يتخرج في الكتاب وهو يحفظ القرآن الكريم حفظا تاما وكاملا، أما قارئ اليوم فنجده يحفظ خمسة أو ستة أجزاء فقط، ويظل يقرأ بها في المآتم.. وفي الكتاب كان الشيخ الذي يقوم بتحفيظ القرآن يعمل بروح الجدية والحب والمثابرة، ويعطي كل وقته وروحه وقلبه لتحفيظ القرآن وكانت «الغلطة» بعشر عصي و«اللحنة» - أي قراءة المفتوح مكسورا والعكس - بعشر عصي، وهكذا إلي أن يجيد الجميع القراءة.. وأنا ناديت أكثر من مرة بضرورة إعادة الكتاتيب مرة أخري والعمل علي تحفيز العاملين علي تحفيظ القرآن الكريم بزيادة الأجور، عندها قال لي وزير تربية وتعليم سابق: يا شيخ طبلاوي نحن في عصر الإنترنت فقلت له: لا أنادي بمنع الإنترنت لكن الكُتّاب أساس لحفظ وتعليم القرآن الكريم، فالقرآن له أحكام وفروع وفروض لا يستطيع أن يعلمها أحد سوي المتخصصين.
يري البعض أنك صاحب مدرسة مستقلة في القراءة.. هل جاءت بالفطرة وماذا قدمت من خلالها للمستمعين؟
- بداية لا أحد يولد ومعه طريقة معينة يقرأ بها، ومدرستي القديمة كانت تقوم علي القراء المغمورين الذين كانوا يقرأون في ميت عقبة والبلاد المجاورة لها، كنت أستمع إليهم وأقرأ معهم في الليالي، وأختار من كل واحد منهم ما يميزه ويدخل إلي قلبي، ثم أجمع كل تلك الأشياء وأضيف لها من داخلي، إلي أن أصبح لي صوتي المميز المستقل، وأصبحت صاحب مدرسة مستقلة عنهم جميعا، وقد قمت بتسجيل القرآن الكريم كاملا ليذاع عبر أثير دول الخليج التي طلبته مني، كما قمت بتسجيله كاملا مجودا علاوة علي مجموعة كبيرة من التلاوات النادرة والحفلات الخارجية التي سجلتها في السبعينيات بالمساجد الكبري في مصر وفي بعض الدول العربية والإسلامية، وأيضا كان المسلمون وغير المسلمين يتأثرون بصوتي في الدول الغربية، وأتذكر عندما قرأت القرآن بالمركز الإسلامي في منهاتن فوجئت بوجود بعض الأمريكان الذين جذبهم صوتي يتساءلون: ماذا يقرأ؟.. فقيل لهم يقرأ القرآن وهو كتاب الله الذي يتعبد به المسلمون، فظلوا يستمعون إلي وقد ظهر عليهم الإعجاب والتأثر الشديد، لأنني أقرأ القرآن من القلب وما خرج من القلب يصل إلي القلب والآن يطلقون علي قارئ مصر الأول لأن الساحة فرغت ولم يتبق أحد من القراء المؤثرين أصحاب المدارس المستقلة.
قرأت في مآتم المشاهير والساسة ونجوم المجتمع حدثنا عن ذلك.
- لقد جبت جميع البلاد في مصر شرقها وغربها، وزرت جميع أنحاء العالم، ولا توجد دولة أفريقية أو عربية إلا قمت بالقراءة فيها وأنا كنت أحب الشيخ زايد آل نهيان والشيخ خليفة بن حمد وجلالة الملك عبدالله والملك حسين الذي دعاني لإحياء مأتم والدته الملكة «زين الشرف» وأقمت وقتها بقصر رغدان بعجمان سبعة أيام أقرأ فيها القرآن كل يوم لمدة ساعتين في الصباح وفي المساء، كما أني أول من قرأ القرآن أمام جموع المسلمين في اليونان بدعوة من مستر جون لاتسيس وكانت هي المرة الأولي التي يقرأ القرآن فيها هناك، كذلك كنت أول من قرأ في مدينة روما أمام أبناء الجاليات العربية والإسلامية هناك بعد أن وجه لي المسئولون بإيطاليا الدعوة عن طريق السفارة المصرية.
ويتذكر الشيخ الطبلاوي عندما كان يقرأ القرآن في الحرم المكي ودعاه الملك خالد إلي قصره وقال له: «إن القرآن نزل في مكة وطبع في إسطنبول وقريء في مصر»، وسأله الشيخ الطبلاوي: «لماذا قريء في مصر يا جلالة الملك ولديكم قراء أجلاء مشهورون»؟ فقال له: «إن أحسن مقرئي القرآن في مصر»، ويتذكر أيضا الشيخ الطبلاوي ذلك الوسام الذي حصل عليه في لبنان بعد أن أحيا الاحتفال بليلة القدر في رمضان هناك تقديرا لجهوده في خدمة القرآن الكريم.
ماذا يفعل الشيخ الطبلاوي في رمضان؟
- حاليا وزارة الأوقاف تقوم بعمل مسابقة لقراء السورة وهي عبارة عن حلقات قرآن تضم عشرة قراء، وقد اختارتني الوزارة ضمن مجموعة للقيام بعمل اختبارات للمتقدمين للمسابقة، حيث تقدم حتي الآن ما يقارب الثلاثين ألف قارئ قمت باختبار 7 آلاف منهم، ورغم أنه لم ينجح سوي القليل إلا أنه توجد أصوات تبشر بالخير، وبعد ذلك سأسافر أسبوعا في البحرين وأسبوعا في دبي للقراءة هناك سعيا للرزق، وأنا دائما كنت أقسم رمضان علي ثلاث دول كل عشرة أيام دولة لقراءة القرآن فيها إما بدعوة خاصة أو مبعوثا من قبل وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، محكما لكثير من المسابقات الدولية التي تقام بين حفظة القرآن في رمضان.
هل لك هوايات أخري تحب أن تمارسها بجانب قراءة القرآن الكريم؟
- أهم هواية لي هي قراءة القرآن، فأنا أعشق هذا الكتاب وأقرأ به ليلا ونهارا، وقد كانت هوايتي المفضلة أن أقوم بدراسة هذا القرآن وأتدبر ما فيه من معجزات، فتميز القراء لا يكون بصوت قارئ عن آخر فقط، وإنما بمدي علم كل قارئ ومعرفته بالكتاب الذي يقرأه، فكلما ازداد القارئ علما للآيات كلما كان ذلك إضافة حقيقية له، ويشعر بها المستمع من خلال معاني آيات القرآن الكريم التي تصل من خلال القراءة، ونحن نجد ذلك واضحا في قراءة الآيات التي تتحدث عن النعيم وآيات الوعيد.
يبقي لي بعض الهوايات الأخري وهي قراءة الجرائد اليومية في فترات الراحة خاصة تلك الفترات التي تسبق وقت النوم ومشاهدة المسلسلات الدينية والنشرات الإخبارية في التليفزيون.
تفاصيل حوار الشيخ أبو العينين شعيشع
تفاصيل حوار أبناء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
تفاصيل حوار الشيخ المنشاوي
تفاصيل حوار حفيد الشيخ محمد رفعت
تفاصيل الحوار مع ابن الشيخ مصطفي اسماعيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.