تبدأ اليوم الاجتماعات التحضيرية للدورة الخامسة لوزراء الدفاع بدول تجمع الساحل والصحراء والذي يعقد في مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من22 إلي25 مارس الجاري برئاسة مصر. ويأتي الاجتماع في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الساحل والصحراء اهتماما دوليا وإقليميا متصاعدا لمكافحة الإرهاب, خاصة في ظل تنامي هذه الظاهرة, وانتشار التطرف وحالة الفوضي التي تأتي بالتزامن مع زيادة معدلات الاتجار غير المشروع في الأسلحة التقليدية والصغيرة والخفيفة والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. كما يأتي في مقدمة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء, المبادرات الأمريكية الثنائية متعددة الأطراف للتعاون مع دول فضاء الساحل والصحراء والتواجد للمعاونة في مالي. وبوركينافاسو, والسنغال, والكاميرون, والنيجر, فضلا عن المبادرات الفرنسية الثنائية متعددة الأطراف خاصة العملية بركان في دول تشاد, والنيجر, وبوركينافاسو, ومالي. وإفريقيا الوسطي. كما تتضمن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب الدعم الأمريكي الاتحاد الأوروبي لاستعادة الأمن والاستقرار في الصومال والتواجد في دول القرن الإفريقي. خاصة جيبوتي. وأيضا اتجاه دول الاتحاد الأوروبي لتطوير مجموعة(5+5) لتصبح مجموعة(5+5+5) ليمثل محفلا مشتركا جديدا يجمع بين دول جنوب أوروبا ودول شمال إفريقيا ومجموعة الدول الخمس بالساحل دمج مبادرة(5+5) مع مجموعة5G. وفيما يتعلق بالجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء, تحركت القوي الإقليمية نحو تأسيس تكتلات وتحالفات إقليمية لتحقيق منافعها ومصالحها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية, وفي مقدمتها مسار نواكشوط الذي تأسس بمبادرة من الاتحاد الإفريقي يشارك فيه مفوض السلم والأمن الإفريقي وعضوية(11) دولة إفريقية, وهي الجزائر, النيجر, تشاد, السنغال, غينيا, بوركينا فاسو, كوت ديفوار, ليبيا, نيجيريا, مالي. وموريتانيا, بالإضافة إلي الاتحاد الإفريقي. الأممالمتحدة, الاتحاد الأوروبي. منظمة التعاون الإسلامي. واتحاد المغرب العربي. وانطلق مسار نواكشوط في18 مارس2013 بنواكشوط وعقدت عدة لقاءات وزارية وعدة اجتماعات لرؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات في المنطقة أعقبها عقد أول قمة رئاسة لدول المسار في18 ديسمبر2014 بنواكشوط حيث صدر عنها إعلان نواكشوط. وكان الهدف من إطلاق مسار نواكشوط, وضع إستراتيجية شاملة لتعزيز التعاون الأمني بين كافة دول المسار وتوافقها مع النظم الأمنية المعاصرة والفعالة, ومكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة والجريمة المنظمة والتهريب في المنطقة من خلال ضبط الحدود وتأمينها وتحديد مواقع تلك الجماعات في المنطقة ومحاصرتها وتضييق الخناق عليها, فضلا عن توفير فضاء مناسب لتحقيق التنمية في جو يسوده السلام والأمن والاستقرار لجميع دول المنطقة, وتعزيز التعاون الأمني بين الدول من خلال تنسيق إجراءات السيطرة علي الحدود ومكافحة شبكات الجريمة والأنشطة الإرهابية في شمال مالي ومساندة القوة الإفريقية الدولية المتواجدة في المنطقة. وقامت دول مسار نواكشوط بتبني مجموعة من الآليات لتنمية أهداف المسار أهمها التنسيق الأمني. وتبادل المعلومات الاستخباراتية, وتبادل الخبرات, والدوريات المشتركة, والتعاون الميداني. وتفعيل البنية الإفريقية للسلام والأمن, والتعاون الوثيق مع جميع الشركاء من أجل القضاء علي ظاهرة الإرهاب والتطرف, والجريمة المنظمة, والتفكير في إنشاء قوة التدخل السريع علي مستوي المنطقة. ويقوم وزراء الخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للدول الأعضاء في مسار نواكشوط بالإضافة إلي الشركاء الدوليين بمتابعة المسار من خلال عقد اجتماع دوري علي مستوي الوزراء كل6 شهور, واجتماعات لرؤساء أجهزة الاستخبارات كل شهرين. وتقدمت مصر بطلب رسمي لمفوضية الاتحاد الإفريقي للانضمام كعضو كامل العضوية في مسار نواكشوط. ومن ضمن الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء تأتي أيضا مجموعة الدول الخمس في الساحل(G5) والتي تأسست في16 فبراير2016, حيث أعلنت5 دول من دول الساحل الإفريقي تشاد, النيجر, مالي. بوركينافاسو, وموريتانيا إنشاء تجمع أطلق عليه مجموعة الدول الخمس في الساحل. وتهدف المجموعة إلي التنسيق فيما بينها بمجال التعاون الاقتصادي والأمني. والتركيز علي التعاون بين الأجهزة الأمنية الشرطة, المخابرات العامة, والقوات المسلحة علي مستوي رؤساء الأركان, وتستضيف نواكشوط مقر سكرتارية المجموعة الذي عقد الاجتماع الأول لها في فبراير.2014 وتمتلك الدول الخمس مقومات سياسية واقتصادية ارتباطا بامتداد التجمع من حدود دولة السودان شرقا إلي المحيط الأطلنطي غربا مما يسهم لأن تكون وحدة سياسية واقتصادية متكاملة ويعزز من فرص نجاح التجمع وجود قيادتي نواكشوط التي تطمح لدور قيادي في إفريقيا, ونجامينا التي ترغب في التخلص من حظر الجماعات الجهادية المتطرفة المتواجدة علي حدودها وعلي جانب آخر لديها العديد من التحديات. ويعتبر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وفروعها كحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا, وحركة بوكو حرام, وجماعة أنصار الدين إلي جانب التنظيمات المسلحة المنتشرة في ليبيا, من أبرز التحديات الأمنية التي تواجه هذا التجمع, فضلا عن التحديات الاقتصادية وعلي رأسها ارتفاع معدلات الفقر والأمية والبطالة وضعف الموارد المائية.