أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي علي متانة العلاقات بين مصر والإمارات التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, واستمرت من خلال مواقف إماراتية مشرفة لن ينساها الشعب المصري. وأشاد سيادته بمبادرات الإمارات ودعمها لمصر سياسيا واقتصاديا, فضلا عن مساهمتها في دفع عملية التنمية الشاملة الجارية في مصر من خلال تنفيذ مشاريع في العديد من المجالات, بالإضافة إلي جهودها البناءة في التحضير للمؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في شهر مارس.2015 وأعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديره لحفاوة الاستقبال في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة, مثمنا المواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لمساندة مصر. وصرح السفير علاء يوسف, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن الرئيس السيسي عقد لقاء موسعا مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي, والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي, أعربا خلاله عن تمنياتهما بأن تسهم زيارة سيادته في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين. وأكدا حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة علي تعزيز أواصر هذه العلاقات وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الإستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين, مشيرين إلي أن موقف دولة الإمارات المساند والداعم لمصر وشعبها موقف تاريخي ثابت وليس وليد مرحلة معينة, في ضوء الدور المحوري لمصر في محيطها الإقليمي والدولي, وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة, وأعربا عن ثقتهما الكاملة في قدرة الشعب المصري وقيادته علي مواجهة كل التحديات والمضي قدما في طريق النجاح والوصول للأمن والاستقرار والتقدم. وقال المتحدث, إن الرئيس السيسي حرص خلال الزيارة علي الاطمئنان علي صحة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات, معربا عن خالص التمنيات له بالشفاء العاجل. وقد بحث الجانبان- خلال جلسة المحادثات- العلاقات المتميزة التي تربط البلدين في مختلف المجالات خاصة السياسية والاقتصادية والتنموية, وما تشهده هذه العلاقات من تطور سريع ونمو متواصل. وشدد الجانبان علي أن العلاقات بين البلدين تتميز بالخصوصية, ما يجعلها نموذجا للعلاقات الأخوية القائمة علي الاحترام والثقة المتبادلة والحرص المشترك علي مصالح البلدين والمنطقة, لا سيما أن أمنهما مشترك. كما جري خلال اللقاء تناول مجمل الأحداث والتطورات علي الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك, وأشار الجانبان إلي أهمية تعزيز وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية, وأن تتضافر الجهود الدولية للقضاء علي كافة التحديات التي تؤثر علي السلم والأمن العالمي خاصة انتشار العنف والتطرف والإرهاب, وأن تعزز تلك الجهود التعايش السلمي علي نحو يسهم في تعزيز المناخ الملائم لدفع عجلة التنمية والخروج بالمنطقة من الصراعات إلي آفاق التقدم والازدهار. وعقب انتهاء المباحثات, حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي مأدبة الغداء التي أقيمت تكريما لسيادته والوفد المرافق له, ثم توجه بعد ذلك برفقة الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي إلي مسجد وضريح المغفور له الشيخ زايد آل نهيان, حيث قام بجولة في المسجد وقرأ الفاتحة علي روح المغفور له, الذي لن ينسي الشعب المصري مواقفه التاريخية تجاه مصر وشعبها, والتي كانت تنم عن حكمة وإيمان عميق بضرورة التضامن العربي وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للمساهمة في إعلاء شأنهما علي المستوي الدولي. وأوضح السفير علاء يوسف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد استهل نشاطه أمس بعقد لقاءين منفصلين مع رجال الأعمال الإماراتيين والمصريين, بالإضافة إلي تفقد معرض شركة الجرافات البحرية لعرض النشاط الذي تقوم به في إطار مشروع قناة السويس الجديدة. وقد شهد اللقاء الأول الذي ضم مجموعة من كبري الشركات الإماراتية بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر, حيث استعرض السيد الرئيس الخطوات والإجراءات الجارية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتذليل العقبات البيروقراطية, وذلك قبل انطلاق المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في شهر مارس القادم, وأكد الرئيس التزام مصر بتعهداتها وحرصها علي تسوية كافة المشكلات التي تواجه الاستثمارات الأجنبية في مصر. وشهد اللقاء حوارا بين الرئيس وممثلي مجتمع الأعمال الإماراتي, بمشاركة السادة الوزراء أعضاء الوفد المرافق, حول عدد من الموضوعات الخاصة بالاقتصاد المصري والمشروعات التي يتم تنفيذها, حيث عرض عدد من الحضور بعض المشاكل التي تواجه الاستثمارات الإماراتية في مصر, وأعرب رجال الأعمال الإماراتيون عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم في مصر خلال الفترة المقبلة, لا سيما وأن هناك فرصا واعدة لتطوير هذه الاستثمارات. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس شدد خلال الاجتماع الثاني, الذي ضم مجموعة من رجال الأعمال المصريين العاملين بالإمارات, علي أن مصر تحتاج في المرحلة الحالية إلي جهود جميع أبنائها من المستثمرين المصريين, من خلال تنفيذ مشروعات تتيح فرص عمل جديدة للشباب وتساعد علي دعم الاقتصاد المصري من خلال ضخ استثمارات جديدة من الخارج للمشروعات التي سيتم طرحها. وقد عرض الحضور خلال الاجتماع مجالات أنشطتهم المختلفة, وأعربوا عن حرصهم علي زيادة استثماراتهم في مصر في المرحلة المقبلة, كما أثير موضوع إنشاء مراكز تدريب للعمالة وكيفية الارتقاء بمستوي العامل المصري بحيث يمكن إيفاده للعمل بالخارج, وهو ما أكد السيد الرئيس علي أهميته, مشيرا إلي ضرورة مواصلة الحكومة سياستها نحو تدريب العمالة المصرية وإعدادها للعمل بالخارج, كما وجه السيد الرئيس في نهاية الاجتماع الدعوة للحضور للمشاركة في فعاليات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في شهر مارس المقبل.