فريق من خمسة أفراد يكشف عن أسرار, وينشر وثائق مثيرة للجدل, موقع' الويكيليس' هل هو شكل من أشكال الدفاع عن المظلومين في العالم كما يقول أصحابه, ام ارهاب وقرصنة الكترونية, هذا ماناقشته الندوة الأولي في اليوم الأخير لمهرجان الاعلام العربي والتي أدارهاالاعلامي' عبداللطيف المناوي' أمين لجنة الاعلام والصحافة والندوات بالمهرجان. بدأ الحديث اللواء' سامح سيف اليزل' الخبير الامني والاستراتيجي بقوله إن الصحافة العالمية مظلومة لان ليس المطلوب منها ان تذهب داخل المخازن السرية للحصول علي المعلومات المحجوبة حيث ان دورها الحصول علي المعلومة ونشرها بشكل حيادي في التوقيت المناسب. واكد ان الرأي العام من حقه معرفة اي معلومة لكن مع مراعاة درجة سرية الوثيقة المسربة والتوقيت المناسب لنشر ها لانها قد تكون محرجة لبعض الدول في الوقت الذي لا تمثل فيه أهمية كبيرة في العالم, وشدد علي وجود انتقائية في نشر الوثائق موضحا ان' جوليان اسانج' مؤسس موقع ويكيليكس, والعاملين معه يحجبون وينشرون ما يريدون حتي ان النشر لم يكن حياديا وحرفيا بالشكل المطلوب, مضيفا أن الاعلام لم يكن طرفا في الموضوع, وتم اقحامة بعد نشر الوثائق, مؤكدا أنه مع نشر الوثائق ولكن في الوقت المناسب. ودلل علي فكرة غياب الحيادية في عدم نشر وثائق عن القوات الامريكية ووجودها في الخليج والبحرالمتوسط فيما ركزت الوثائق علي عملها في افغانستان والعراق, في حين لم تنشر شيئا عن اسرائيل يذكر. في حين اختلف' ابراهيم هلال' مدير التطوير التحريري لشبكة الجزيرة حول حجب الموقع اي وثائق عن اسرائيل حيث ان الدبلوماسي الامريكي سواء كان صغيرا او كبيرا يعي تماما ان ترقيته ترتبط برضاء رؤسائه فضلا عن ضغط اللوبي الصهيوني الذي يجعله يفكر اكثر من مرة في ارسال الوثيقة السلبية عن اسرائيل. واعتبر' هلال' ان ظاهرة ويكليكس تأخرت بسبب تأخر التكنولوجيا حيث ان فكرة الحصول علي وثائق سرية معروفة للصحفي سواء كانت الطريقة التي يحصل بها علي الوثيقة شرعية او غير شرعية, وشدد علي انه من حق الرأي العام الحصول علي اي معلومة لانها في النهاية تنسب اليه. وطالب الاعلاميين العرب بعدم الاستغراق في تفاصيل الوثائق او وجود مؤامرة دفعت مؤسس ويكيليكس الي نشر معلومات, وحجب اخري لان الصحفي في النهاية يتعامل مع الموقع باعتباره وكالة اخبارية تنشر له معلومات دون معرفة من اين جاءت, موضحاأن كل دبلوماسي في النهاية يعرف ان كل ما يقوله في غرف مغلقة سيعرف بشكل او باخر. وقال: هناك حاجز اللغة والسياق الذي دار فيه الحديث الذي نستطيع من خلاله فهم مضمون الوثيقة, كما ان الترجمة الصحفية ربماتختلف عن واقع الوثيقة. كمادعا الي ويكيلكس عربي يسعي لاخراجه المسئولين والصحفيين العرب انطلاقا من الهدف ذاته الذي يسعي اليه مؤسسو ويكيليكس الاصليين وهو مصلحة البشرية., ولكن يتناسب مع الشأن الأخلاقي, موضحا خوفة من تحول الويكيليكس بديلا للصحافة. أما الاعلامي الروسي' يوسيكيني اسديروف' فقال إن روسيا اختارت الحل الثالث في مواجهة تسريبات' ويكيليكس' بين أن تنفي ماورد في الوثائق المتسربة أو أن تنتقل الي الهجوم علي الولاياتالمتحدة وتسعي الي نشر تسريبات تكشف سلبيات السياسة الأمريكية. وأوضح' اسديروف' أن روسيا التزمت بأقصي درجات الحذر في التعامل مع هذه الوثائق أو التسريبات مشيرا الي أن بعض المعلومات لم تكن سرا مثل الاشارة إلي الشعبية الجارفة للرئيس السابق, فهذه الشعبية سبق أن أكدتها استطلاعات الرأي الروسية وبعض التسريبات لم تتضمن جديدا يؤثر علي مستقبل روسيا. واثار نقطة اخري تتعلق بحساسية التعامل الاعلامي مع هذه الوقائع في ظل غياب امكانية التحقق مما ورد بهذه التسريبات وهل تعتمد علي مجرد انطباعات أم بعض آراء الدبلوماسيين وهنا يتحايل بعض الاعلاميين علي مسألة عدم التحقق بذكر عبارة' يري بعض المراقبين أو الدبلوماسيين' في حين أن هؤلاء الأشخاص يكونون غير موجودين بالفعل وبالتالي يضع الاعلامي نفسه في موقف صعب لعدم امتلاكه مصادر التحقق من صحة ودقة التغطية الاعلامية, وهذا ما قد تكشف عنه يوما ما تصريحات ترد علي لسان القيادة الروسية. ونبه الاعلامي الروسي إلي نقطة في غاية الاهمية تتعلق بأن بعض المشاكل الروسية مازالت عالقة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام1991 مثل أزمة القوقاز والعمالة الوافدة من جمهوريات اخري وبالتالي اذا لم يحسن الاعلامي التعامل مع هذه التسريبات قد يثير النعرات الطائفية في ظل الاشتباكات بين القوميين المتشددين والاقليات العرقية. كما قال الخبير الاعلامي' يسري فودة' إن وثائق ويكليكس تعد درسا مفيدا وممتعا للاعلاميين والسياسيين, فنحن بصدد شئ جديد وهو حجم الوثائق المعلنة, التي تم نشرها, مؤكد ان المعلومة الاكثر اهمية هي التي يقولها المصدر للصحفي ويشترط عليه عدم النشر في حين انه يقصد من ذلك نشر هذه المعلومة. واضاف انه لا يوجد وقت مثالي لنشر المعلومة بل يجب نشرها عند ظهورها, وان ظاهرة ويكيليكس كشفت عن انخفاض مستوي الشفافية في مجتمعنا العربي فهناك ربط بين مستوي الشفافية ونشر الوثائق فكلما انخفض مستوي الشفافية ازداد شغف المتلقي والصحفي لمعرفة المعلومات. واضاف فودة انه ضد نظرية المؤامرة التي اطلقها البعض علي موقع ويكيليكس لانها فكرة تدعو الي الكسل ولا تحفز للعمل والوصول الي الحقيقة, مؤكدا اننا لا نعيش في عالم مثالي واعتقد ان من اكثر الاصوات التي اعترضت علي نشر هذه الوثائق هي الولاياتالمتحدة في حين انها اكثر المستفيدين من نشرها. واكد ان الاعلامي يستفيد من نشر الوثائق في التعرف علي الطريقة التي يفكر بها الدبلوماسيون والسياسيون, واضاف انه لا يوجد جديد سوي حجم الوثائق التي نشرها, كما اختلف مع' إبراهيم هلال' حول كون الوثائق المسربة وثائق ام اراء وانطبعات, لانها طالما صدرت من طرفين, في حدث محدد, فهي وثيقة حقيقية. ليفتح بعد ذلك باب المناقشة للحضور والتي دارت تساؤلتهم حول اندهاش الاعلاميين, والسياسيين من وجود موقع' الويكيليكس', وتسريب الوثائق, وامكانية وجود' ويكيليكس عربي', وكيف يستفيد القادة, والسياسيون العرب مما حدث4, وهل ستعيد الدول الغربية النظر في سياستها الخارجية, وأخلاقيات وميثاق الشرف الصحفي هل يتعارض مع المناخ السياسي؟ ليرد الأعلامي الروسي'يوسيكيني اسديروف', أن الدول الغربية لن تغير نظرتها, لكنها ستعمل علي وجود مضاد لهذة الظاهرة, من خلال اجهزتها الامنية, وانه ليس بالضرورة أن نحاول فهم ماسيحدث مستقبلا, فقد يكون الويكيليكس في الايام القادمة مجرد' لعبة اطفال' لما سيحدث ويظهر جديد. كذلك قال الاعلامي' إبراهيم هلال': إمكانية وجود ويكيليكس عربي موجودة, فالاخطاء التي يرتكبها المسئولون في أي منطقة, قد تتسرب عن طريق مسئول آخر له مصلحه في تسريبها, مثلا ماحدث ونشر في قضية' العلاج علي نفقة الدولة, اما عن ميثاق الشرف الصحفي والضرورات تبيح المحظورات فهناك شروط لأدبيات المهنة, حتي نصل لمرحلة تصوير المعلومات السرية خلسة. أما الاعلامي' يسري فودة' فقال: القاعدة العامة ان يعمل الصحفي, والاعلامي في أطار القانون,وعن طريقة التعامل مع الوثيقة المسربة هناك وثائق لم نفصح عنها حتي الان فمثلا رغم مرور43 عاما علي حادث26 اغسطس حين دعي الرئيس الراحل' جمال عبد الناصر' صديقه عبد الحكيم عامر للعشاء في منشية البكري,فهناك تسجيلات صوتية لمن حضروا هذا الاجتماع, ورغم ذلك لم ننشرها حتي الان. كذلك قال اللواء' سامح سيف اليزل' إن بعض الوثائق لها مصداقيتها, وليس كل ورقة يطلق عليها وثيقة, أما عن التوقيت فهو مهم جدا في النشر, وكل صحفي يبحث عن سبق يجب ان يضع في أولوياته مصلحة الوطن.