أكد خبراء الإعلام العربي والأجانب المشاركون في ندوة "تسريبات ويكيليكس. قرصنة إرهاب أم قرصنة إلكترونية؟" المقامة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة للإعلام العربي، في دورته السادسة عشرة، أن وثائق ويكيليكس تعد درسا مفيدا وممتعا للإعلاميين والسياسيين على حد السواء. وقال يسري فودة الإعلامي العربي، في الندوة التي أدارها، الإعلامي عبد اللطيف المناوي، أمين لجنة الإعلام والصحافة والندوات بالمهرجان: "نحن بصدد شيء جديد، وهو حجم الوثائق المعلنة، التي تم نشرها، مؤكدا أن المعلومة الأكثر أهمية هي التي يقولها المصدر للصحفي، ويشترط عليه عدم النشر، في حين أنه يقصد من ذلك نشر هذه المعلومة". وأضاف أنه لا يوجد وقت مثالي لنشر المعلومة، بل يجب نشرها عند ظهورها. مشيرا إلى أن ظاهرة ويكيليكس كشفت عن انخفاض مستوى الشفافية في مجتمعنا العربي، فهناك ربط بين مستوى الشفافية ونشر الوثائق، فكلما انخفض مستوى الشفافية ازداد شغف المتلقي والصحفي لمعرفة المعلومات. وأوضح فودة أنه ضد نظرية المؤامرة التي أطلقها البعض على موقع ويكيليكس، لأنها فكرة تدعو إلى الكسل ولا تحفز للعمل والوصول إلى الحقيقة، مؤكدا أننا لا نعيش في عالم متآمر، وأضاف أنه لا يوجد جديد سوى حجم الوثائق التي نشرها. وطالب الإعلامي عبد اللطيف المناوي، رئيس مركز أخبار مصر، بإصدار قوانين منظمة وميسرة وليست معقدة، للوصول إلى المعلومات وإتاحتها أمام أي إعلامي. وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمني والإستراتيجي: إن الصحافة العالمية ظلمت بشكل شديد، لأنه ليس المطلوب منها أن تذهب داخل المخازن السرية للحصول على المعلومات المحجوبة، حيث إن دورها الحصول على المعلومة ونشرها بشكل حيادي في التوقيت المناسب. وأكد أن الرأي العام من حقه معرفة أي معلومات، لكن مع مراعاة درجة سرية الوثيقة المسربة والتوقيت المناسب لنشر معلومات قد تكون محرجة لبعض الدول، في الوقت الذي لا تمثل فيه أهمية كبيرة في العالم، وشدد على وجود انتقائية في نشر الوثائق، موضحا أن جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، والعاملين معه يحجبون وينشرون ما يريدون، حتى إن النشر لم يكن حياديا وحرفيا بالشكل المطلوب. ودلل على فكرة غياب الحيادية في عدم نشر وثائق عن القوات الأمريكية وتواجدها في الخليج والبحر المتوسط، فيما ركزت الوثائق على عملها في أفغانستان والعراق، في حين لم تنشر شيئا عن إسرائيل يذكر. في حين لفت إبراهيم بلال، مدير التطوير التحريري لشبكة "الجزيرة"، إلى أن هناك نوايا خفية غير معروفة حول الوثائق، حيث إن هناك حاجز اللغة والسياق الذي دار فيه الحديث الذي نستطيع من خلاله فهم مضمون الوثيقة، كما أن الترجمة الصحفية ربما تختلف عن واقع الوثيقة. وتعقيبا على مداخلات الجماهير، اعتبر الإعلامي الروسي، يوسيكينى سدوروف، أن تسريبات ويكيليكس ستدفع الدول إلى استحداث طرق تكنولوجية أخرى للحفاظ على سرية وثائقها، موضحا أن المستقبل القريب سيكون ويكيليكس مجرد لعبة بالنسبة لوسائل أخرى لكشف ما هو سري مثل تقنية النقل المباشر.