حالة من الترقب أصابت الجميع حول العالم لمعرفة ما الذي سينشره موقع ويكيليكس, ما هي الوثائق القادمة, ما نوع الأسرار التي سيكشفها, أو يفضحها كما يعتقد البعض, فالعالم الدبلوماسي الذي ظل مغلقا طوال السنوات الماضية, والغرف المغلقة التي لا أحد يعرف أو يسمع ما يدور بها فتحها موقع ويكي ليكس للجميع ليدخلوا ليعرفوا أو هكذا هيئ للناس هذه الحالة التي أصابت بعض الدول بالغضب وبعضها بالغيظ هي التي جعلت الموقع يتعرض لعملية قرصنة خلال الأيام الماضية, وجعلت البعض يدعو أوباما إلي توقيف صاحب الموقع. يعتبر موقع ويكي ليكس- كما يقول القائمون عليه- موقعا للخدمة العامة مخصصا لحماية الأشخاص الذي يكشفون الفضائح والأسرار التي تنال من المؤسسات أو الحكومات, الاسم جاء من دمج كلمة ويكي والتي تعني الباص المتنقل مثل المكوك من وإلي مكان معين, وكلمة ليكي وتعني بالإنجليزية التسريبات, الموقع تم تأسيسه منذ ثلاث سنوات في يوليو2007 وبدأ منذ ذلك الحين بالعمل علي نشر المعلومات, وخوض الصراعات والمعارك القضائية والسياسية من أجل حماية المبادئ التي قام عليها, وأولها صدقية وشفافية المعلومات والوثائق التاريخية وحق الناس في خلق تاريخ جديد, وانطلق الموقع بداية من خلال حوار بين مجموعة من الناشطين علي الإنترنت من أنحاء متفرقة من العالم, وتعود أهمية الموقع في كشف الأسرار بالعديد من القضايا ذات البعد الإنساني, منها علي سبيل المثال الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا الذي يقتل في إفريقيا علي سبيل المثال مائة شخص كل ساعة والانتهاكات الأمريكية في العراق. لا يمكن أخذ كل ما ينشره موقع ويكي ليكس علي مأخذ الجد, فمعظمها قد يبدو مثل دردشات مسئولين تفتقد فكرة التوثيق الحقيقي, وربما لا يبدو غريبا ما ينشره موقع ويكي ليكس للكثيرين, وربما يبدو معتادا في العالم السياسي والدبلوماسي, لكن يظل هناك سؤال هل من الممكن أن يصبح هذا العادي السري عندما تنزع عنه السرية سببا في الوقيعة بين الدول, هل من الممكن أن يبدو دليلا علي تفكك الإدارة الأمريكية, وإلا كيف تم تسريب كل هذا الكم من الوثائق ربع مليون وثيقة دفعة واحدة في المرة الأخيرة هل يضع أمريكا في مأزق أم يضع الدول الأخري في مأزق. لا تمثل هذه الوثائق خطرا كبيرا في ظني, لكن لا أحد يعرف ما هو القادم, ولا ما هي ضربة ويكي ليكس القادمة. [email protected]