منذ اللحظات الأولى لمشاركة «الأهرام المسائي» أسر وأهالى شهداء الواجب يأسرك قدرهم بمحافظات سوهاجوالدقهليةوالقليوبيةوالمنوفية، فهناك عشرات النساء المتشحات بالسواد وسط العديد من الأقارب والشباب والفتيات من القرى المختلفة. الدقهليه: منذ اللحظات الأولى لمشاركة «الأهرام المسائي» أسر وأهالى شهداء الواجب يأسرك قدرهم بمحافظات سوهاجوالدقهليةوالقليوبيةوالمنوفية، فهناك عشرات النساء المتشحات بالسواد وسط العديد من الأقارب والشباب والفتيات من القرى المختلفة. ورسم الشموخ والجلد والصبر والإيمان ملامح الجميع وخطها فى عقوبة أجبرت الزائرين والمشاركين فى المصاب الأليم على رفع تحية الاحترام والتقدير لذوى شهداء الواجب الذين لبوا نداء القدر. كانت النظرات مشوشة حالات التعازى والرتب على الأكتاف والأحضان المواسية تكررت فى عواطف جياشة يعجز القلم عن وصفها. التماسك والتخفيف من المصاب الجلل كانت محاولات حكماء والكبار فى بلدة كل شهيد لاحتواء المكلومين الذين لم يهدأ لسانهم من ترديد: «حسبنا الله ونعم الوكيل». - عم الشهيد: عبدالرحمن زار جميع أقاربه قبل سفره. «وربنا يحرق قلب اللى يتموا نجله أدهم» خيم الحزن على قرية بتمدة القابعة بأطراف محافظة القليوبية عقب تلقى نبأ استشهاد أحد أبنائها الملازم أول عبدالرحمن شكرى عبدالرحمن ذو السبع وعشرين عاما الضابط بقطاع الأمن المركزى الذى لبى نداء الواجب و5 من زملائه وأصيب 5 آخرين من رجال القوات المسلحة والشرطة بشمال سيناء فى حادث إرهابى وقع بمدينة العريش أمس الأول أثناء مرور المدرعتين المكلفتين بمهام التأمين بمنطقة السيل على الطريق الدائرى بالعريش حيث انفجرت عبوة ناسفة. «الأهرام المسائي» شاركت الأهالى مصابهم ويقول عم الشهيد الحاج عاطف عبدالرحمن الأربعينى موظف بجامعة بنها والدموع تنهمر من عينيه غير قادر على الكلام تلقينا نبأ استشهاد المرحوم عبدالرحمن من أحد زملائه فى الوحدة يخبرنا باستشهاده و5 من زملائه فى الساعة الثالثة عصر يوم الأحد. صمت عم عاطف قليلا محاولا صد دموعه بيديه واستجمع قواه من جديد وقال لم نصدق الخبر المشئوم الذى وقع على مسامعنا كالصاعقة المدوية خاصة وأنه كان قدوة حسنة لكل شباب القرية وأشار إلى أنه كان بصحبتنا قبل الحادث بأربعة أيام يتبادل الضحكات معنا بصوت مرتفع على غير عادته الهادئة. وأضاف الرجل الأربعينى بصوت مبحوح تأكدنا من الخبر الأليم بعد أن تلقينا اتصالا هاتفيا اخر من الوحدة التى يخدم بها يؤكد أن الشهيد بين الضحايا الذين سقطوا فى الحادث الإرهابى الغاشم وبعد ذلك توجهنا لاستقبال جثمان الشهيد بالمطار غير مصدقين ما حل بنا من كارثة. ويقول عم أنور الثلاثينى أحد أقارب الشهيد إن عبدالرحمن متزوج منذ ثلاث سنوات ولديه طفل يدعى أدهم قارب على العام ونصف العام وربنا يحرق قلب الكفرة والإرهابيين، كما أن شقيقه الأصغر محمد يعمل ضابطا بالقوات المسلحة برتبة ملازم أول. واسترسل فى كلامه بعبارات من الحزن ونبرات من الأسى قائلا إن الشهيد نزل إجازة ثانى أيام العيد وقام بزيارة جميع الأهل والجيران ثم غادر قبل أربعة أيام من الحادث المشئوم بعد أن قضى آخر عشرة أيام من حياته بين أحضان أمه المكلومة قعيدة الفراش بسبب إصابتها بمرض السكر وبتر إحدى قدميها. - «أجا» و«كفر عوض» ودعا شهيدى الواجب بالدقهلية وسط دموع وآهات أهالى شهيدى الواجب بالعريش شيعت عقب صلاة الظهر جنازة الملازم أحمد أبوبكر امين 24 عاما من قرية كفر عوض السنيطة التابعه لمركز أجا والمجند أحمد محمد أحمد المدمق 22 عاما من قرية أبو فودة التابعة لمركز شربين من مسجد النصر بالمنصورة واللذين استشهدا إثر التفجير الإرهابى بشمال سيناء. وكان جثماناهما الطاهران قد وصلا مبكرا إلى مسجد النصر بمدينة المنصورة، وصلى عليهم الجموع صلاة الظهر وأعقبها صلاة الجنازة بحضور اللواء عمر الشوافى محافظ الدقهلية واللواء محمد الشرقاوى مدير الامن واللواء سمير الغريب نائب مدير امن الدقهلية وقيادات الجيش والقوى السياسية والشعبية والمستشار العسكرى والقيادات العسكرية بالمحافظة، وتحولت مراسم تشييع جنازة الشهيد إلى مظاهرة منددة بالإرهاب الأسود ومطالبة بالقصاص لدماء الشهداء والقضاء على البؤر التكفيرية فى سيناء ومحو الإرهاب. وعقب خروج الجثمانين من المسجد تعالت الهتافات وردد الأهالى "لا اله الا الله الشهيد حبيب الله، الشعب يريد اعدام الاخوان، صرخة ام شهيد بتنادى عايزة حقى وحق ولادى والشعب يريد إعدام الإخوان". وفى مشهد يقشعر له الأبدان التف أهالى الشهيدين حول الجثمانين داخل المسجد بدموع حارة وكلمات تصدرتها حسبى الله ونعم الوكيل. - «رشايدة سوهاج» ودعت شهيد الواجب فى موكب جنائزى مهيب ودع اهالى قرية الرشايدة بمركز العسيرات بسوهاج جثمان الشهيد مدحت أبو بكر نصار شهيد تفجير مدرعتين فى العريش الى مثواه الأخير عقب خروج أنفاسه فى الحادث الإرهابى الذى وقع امس الأول فى العريش. شارك فى تشييع الجثمان الآلاف من مواطنى القرية والقرى المجاورة وتعالت هتافات المشيعين والمطالبة بضرورة القصاص من القتلة والإرهابيين أعداء الوطن وتحولت الجنازة الى مظاهرة تندد بالإرهاب، وقد اتشحت النسوة السواد، وتعالت صرخاتهن حزنا على اغتيال زهرة شباب قريتهم، وتوافد الآلاف من أهالى القرية والقرى المجاورة على منزل اسرة الشهيد لتقديم واجب العزاء فى مصابهم الاليم وتخفيف احزانهم. وأكد والد الشهيد ان نجله كان محبوبا من الجميع ومنعته دموعه من الاسترسال فى الحديث وبعد فترة خرج صوته مبحوحا قائلا: حسبى الله ونعمه الوكيل وان الشهيد له ثلاثة اشقاء علاء، عماد، ممدوح وثلاثة شقيقات. وأشار والده إلى أن نجله الشهيد خريج كلية الحقوق وكان يحلم بأن يكون محاميا والدفاع عن الحق وان الشهيد كان قد اتفق مع أحد المحامين ان يقوم بتدريبه بعد اداء خدمته العسكرية. وبصوت عال صرخت الأم مرددة مع باقى السيدات: حسبى الله ونعم الوكيل يارب الصبر على كد غلاوتك يارب اللى عايز يدمر جشنا قلبه يتحرق، وقالت بقى كل بيت فيكى يا بلد فيه شهيد حرام بقى كفانا دم ياناس، وطالبت والدة الشهيد بالقصاص العاجل. وقال شقيقه عماد: إن الأسرة تحاول استيعاب ما حدث لمدحت الذى لم تفارق الابتسامة وجهه ويشهد له الجميع بالأخلاق الكريمة وحسن المعاملة والصدق. وقال شقيقه ممدوح: «كان شقيقى الشهيد مدحت يتمتع بحسن الخلق والطيبة ويؤدى الصلاة بانتظام، وكان عاشقا لمصر وترابها وكان بارا بأمه وحريصا على إرضائها». - جنازة عسكرية مهيبة لشهيد تفجير مدرعة العريش. بالمنوفية شيع الآلاف من أهالى قرية «فيشا الكبري» التابعة لمركز منوف جثمان شهيد الواجب عماد العادلى إسماعيل الذى لقى مصرعه فى تفجير مدرعة بالعريش فى جنازة عسكرية. حيث أقيمت جنازة عسكرية للشهيد أمس الاثنين بالساحة الشعبية بالقرية حضرها الدكتور أحمد شيرين فوزى محافظ المنوفية، والمستشار العسكرى للمحافظة، والعديد من قيادات القوات المسلحة وأصدقاء الفقيد. وتحولت جنازة الشهيد إلى مظاهرة من أهالى القرية وسيداتها وسط ترديد هتافات «لا اله الا الله الشهيد حبيب الله، لا اله الا الله الاخوان اعداء الله، وحياة دمك يا شهيد لنجيب حقك من جديد». ودخلت زوجة الشهيد وشقيقاته فى حالة من البكاء والصراخ مرددين «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتلوك يا عماد». يذكر أن الشهيد لقى مصرعه فى تفجير مدرعة للقوات المسلحة بالعريش أمس الاحد اثناء تمشيط منطقة السبيل الجنوبى للعريش ضمن 6 شهداء آخرين.