عندما تخطو قدماك' قرية القرنة' ستشعر بالفعل أنك بين أحفاد الفراعنة وستشعر ان الفنانين من قدماء المصريين الذي نحتوا أروع الاشكال علي جدران المعابد الخالدة مازالوا ينحتون علي جدران منازلهم فالفن هناك له جذور وكأنها جينات متوارثة منذ سبعة آلاف سنة لم تفارق دم المصريين في تلك المنطقة. تقع قرية القرنة في حضن الجبل غرب مدينة الاقصر وتتميز بالنحت علي احجار الالباستر و الجيري والبازلت و ذلك لانتاج تحف و تماثيل فرعونيه وتحف للديكور و بعض الادوات للاستخدام اليومي كأدوات المائدة وغيرها. الحرارة هناك تزيد علي45 درجة مئوية ورغم ذلك فإن العمل هناك لايهدأ خاصة في مجال الالباستر لأنه من أهم المنتجات التي تعتمد عليه كل الاسواق السياحية في مصر فالقرنة وحدها تضم أكثر من140 مصنعا. في ورشة صغيرة لا تتجاوز مساحتها150 مترا تتبع إحدي الجمعيات الأهلية يجلس ستة شباب من القرية تعلو وجههم ابتسامة صافية تشعر من خلالها بحجم المتعة التي يشعرون بها وهم يتدربون علي صناعة التحف المصنعة من الالباستر بهمة ونشاط. محمد احمد حسن طالب يبلغ من العمر23 عاما يتدرب علي العمل بالجمعية منذ3 أشهر وكان يعمل بمصنع للكهرباء الا ان والده اقترح عليه العمل بالمهنة لما لها من مستقبل نظرا لطبيعة المنطقة وانتشار البزارات بها التي تطلب هذه المنتجات بشكل مستمر ويتقاضي300 جنيه شهريا. أما محمود حسين ويتدرب بالجمعية منذ شهرين ويبلغ من العمر20 عاما ووالده يملك ورشة لصناعة التحف والعمل بنفس المهنة ولديه اربع اخوات وثلاثة اخوة وقرر العمل بالمهنة لمساعدة عائلته نظرا للظروف المادية الصعبة التي تعانيها الأسرة. ومحمود حسن ويعمل بإحدي الورش بالقرية ويبلغ من العمر23 عاما ويروي تجربة تعامله مع الخبراء الاجانب الذين جاءوا لتدريبهم علي تصميمات جديدة وكيفية خروج التصميمات علي أعلي جودة وبدقة كاملة. ثم انتقلنا إلي ورشة سيد محمود ويعمل بالمرمر ولديه7 عمال ولاقت منتجاته رواجا في معرض فيرنكس الذي اقامته وزارة التجارة وكان يعمل بوظيفة حكومية ب3 جنيهات يوميا وكانت بدايته من الجمعية واتقن المهنة من خلالها ثم شارك مع اقاربه لاقامة الورشة وبدأت تجد المنتجات مكانها في التصدير وتلاقي قبولا في الخارج ومن اهم المنتجات التي لاقت رواجا الكريستال وتسويق للمعرض طوال العام. والتقينا هناك بمحمد حمزة امين جمعية تنمية الحرف التراثية الذي اكد ان المهنة تلقي رواجا نظرا لطبيعة البلد السياحية وتوارث الاجيال المهنة وتنفرد القرية بالمهنة الا انها مرت بصعوبات كثيرة مما جعلها توشك علي الانقراض وفي محاولة لاحيائها مرة اخري قامت الجمعية بتدريب العمال والمتسربين من التعليم لان اغلب المصانع لا تقوم بعملية التدريب ويتخوفون من قبول اي عامل غير متدرب نظرا لارتفاع تكلفة انتاج التحف وبعد اجتياز مرحلة التدريب تتهافت عليه المصانع وتصل مدة التدريب3 أشهر وبعد مرور فترة التدريب علي كل مراحل العمل يتخصص الطالب في مرحلة معينة وهناك50 نوعا من التصميمات وتعمل الجمعية علي تدريب6 عمال علي مدار4 أشهر ولا تستطيع زيادة عدد الطلاب نظرا لقلة الامكانات وتقوم الجمعية بالتسويق للمنتجات في البزارات المختلفة. وأضاف أنه باستقدام الخبراء الاجانب الي الجمعية حرصوا علي تعريف الحرفيين علي الوصف التشريحي للانسان وضبط المقاسات حتي يظهربشكل سليم مع التعريف بأنواع الأحجار من نارية ورملية مع عقد ندوات مع اعضاء الجمعيات والالوان اللازم استخدامها حتي لا تتأثر بالاضاءة مع تنمية المشروعات القائمة وكيفية تثبيت الالوان ويشارك مركز تحديث الصناعة بنسبة90% والجمعية تسهم ب10% وشاركت الجمعية بمنتجاتها4 مرات في معرض فيرنكس ويحصل الطالب علي5% من قيمة الانتاج وبالفعل ارسلت الجمعية عينات من المنتجات ولم يصل رد بعد, مشيرا الي ان المواد الخام المستخدمة في التصنيع متنوعة وأهمها حجربودرة التلك واحجار الجير الأصفر والجرانيت الاسود والبازلت والالباستر والرخام والمرمر البلدي وتعد عملية التسويق صعبة جدا في فصل الصيف ولم يشعر هذا العام بجدوي معرض فيرنكس نظرا لان المعرض تزامن مع ماتشات الكورة ولم يشاهد الاجانب في المعرض ويشتري المواد الخام من التجار, مشيرا الي أكثر العقبات التي تواجهه واهمها المعدات المتهالكة وتصل الميزانية الي4 الاف كل عام.