تحت عنوان اعتقال بديع ضربة قاضية للإخوان نشرت صحيفة جلوبال بوست الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن اعتقال السلطات المصرية لمحمد بديع المرشد العام والزعيم الروحي للإخوان المسلمين في مصر بتهمة التحريض علي أعمال العنف, يعد ضربة قوية للتنظيم في مصر والذي بات في موقف صعب أمام الحكومة الجديدة التي تعهدت بالتعامل بحزم وشدة في مواجهة أعمال العنف والإرهاب التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة. وعن سياسة تبديل الأماكن يري المحللون أن اعتقال بديع في وقت يستعد فيه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك سماع خبر الإفراج عنه, قد يثير نوعا من البلبلة في الشارع المصري الذي يعاني الكثير من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية, وهو الأمر الذي قد يزيد من عنفوان جماعة الإخوان التي لاتزال تحرض شبابها بكل ما تملك من إمكانات لارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب المصري بل والتطاول علي ضباط الشرطة والجيش أيضا, مؤكدين أن الافراج عن مبارك في تلك الفترة الحساسة قد يكون له عواقب وخيمة. ومن جانبها, قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: إن تلويح الولاياتالمتحدة الدائم بقطع المساعدات العسكرية عن مصر بات محل انتقاد خاصة أن واشنطن لم يعد أمامها خيارات كثيرة, مشيرة إلي أنها فشلت في استخدام ورقة المساعدات العسكرية للضغط علي الجيش المصري أو حتي الرؤساء السابقين كالرئيس مبارك الذي تلقي تهديدات أمريكية بقطع المساعدات لإصلاح العملية الانتخابية وهو ما قوبل باستهتار من الجانب المصري وتخاذل من الجانب الأمريكي. وهو ما أثار غضب المسئولين الأمريكيين الذين لمسوا فشل الإدارة الأمريكية الحالية في الضغط علي الجيش المصري ملوحة بورقة المساعدات, علما بأن الدور الكبير الذي لعبته الدول العربية وفي مقدمتها السعودية والإمارات والذي ارتكز علي تقديم كل المساعدات الاقتصاية التي كانت تقدمها الدول الغربية لمصر قد يكون عاملا للضغط علي واشنطن التي يجب أن تعلم جيدا أن تلك المساعدات تدفعها لحماية إنجازات واتفاقيات تخدم مصالحها في المنطقة وليس للتدخل في الشئون الداخلية للجانب المصري. ومن جانبها, قالت صحيفة الخليج تايمز: إن اعتقال بديع قد يكون انتصارا ميدانيا كبيرا يبرز براعة النخبة الحاكمة وقد يقلل من حجم التحديات الأمنية والانفلات الأمني والفوضي التي تشهدها البلاد في تلك الفترة لما سيمثله من إرباك في صفوف تلك الجماعة إلا أن ذلك ينذر بأن الجماعة قد تعود إلي فكر الستينيات والسبعينيات أي الجحور مرة أخري والعمل السري, مشيرة إلي أن كل تلك الأزمات والإخفاقات التي شهدتها الجماعة التي تترنح قد تجعلها أكثر انتقاما في التعامل مع النظام الحالي. وأضافت أنه ليس بالأمر الغريب عن تلك الجماعة التي قد تكون تسببت بشكل أو بآخر في إثارة العنف والفوضي في البلاد التي شهدت أبشع هجوم إرهابي أسفر عن مقتل25 مجندا قتلوا بدم بارد في وضح النهار بصحراء سيناء, ورغم عدم إعلان أي جهة عن مسئوليتها إلا أن تلك العمليات الإرهابية تقود البلاد نحو الهاوية وهو ما لا يقبله الجيش المصري العظيم الذي أسقط القناع عن تلك الجماعة التي لاتزال تمثل دور الضحية. وأكدت الصحيفة أن اعتقال بديع لن يردع الإخوان ولن يثنيهم عن تنفيذ أفكارهم السامة ومخططاتهم الإرهابية التي تعتمد علي الهجوم علي المنشآت العامة ومؤسسات الدولة وأقسام الشرطة ودور العبادة فضلا عن سياسة الاغتيالات التي اشتهروا بها.