قدم أمس ضيوف الجزائر من الشعراء المصريين المشاركين في فعاليات مهرجان تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية الذي تنظمه الجزائر، أول أمسية شعرية مصرية في الجزائر بعد ثورة 25 يناير، والتي جاءت لتؤكد عودة العلاقات الجزائرية المصرية إلى مسارها الصحيح. وأكد الشاعر المصري زين العابدين فؤاد في تصريحات ل"بوابة الأهرام "على هامش الأمسية الشعرية أن الثورة المصرية صنعت لمصر وجدانا جديدا، وأن شهداء ميدان التحرير هم رسالة المستقبل لمصر على أن كرامة المصري ستظل محفوظة مادام شبابها مستعدا لأن يفديها بروحه، كما أكد فؤاد أن توجيه الدعوة له من وزارة الثقافة المصرية لتمثيل مصر بالأمسية، ما كانت لتتم لولا ثورة ميدان التحرير التي استطاعت تحرير وزارة الثقافة المصرية من رموز النظام السابق الذين قال عنهم فؤاد إنهم حاربوه منذ خروجه من السجون المصرية التي قضى فيها خمس سنوات منذ ثلاثين عاما. وأضاف فؤاد أن مصر تحررت فكريا بشكل كبير، مشيرا إلى أن الثورة المصرية غيرت دم التمثيل المصري في التظاهرات العالمية والعربية، وحتى مهرجان قرطاج التونسي الذي طالما اتسمت المشاركة المصرية فيه بفنانين بعيدين عن الحس الوطني ستعرف طبعته هذه السنة حضور فرقة إسكندرية المصرية التي تقدم فنا راقيا يشمل أغاني الشيخ إمام والشيخ سيد درويش ". ومن جهته أعرب الشاعر المصري سامح محجوب في تصريحات ل"بوابة الأهرام "عن تفاؤله الشديد بمصر ما بعد الثورة وأبى محجوب إلا أن تكون أول أمسية شعرية يقدمها هي رثاء شهداء مصر والعالم العربي، وقال: " لقد أحسست بشبه كبير بين الشعبين الجزائري والمصري، ولا شك أن الكفاح المشترك بين الجزائر ومصر سيظل شمعة تنير درب العلاقات الأخوية المصرية الجزائرية"، وأضاف محجوب:" أن أسافر اليوم بدعوة من وزارة الثقافة المصرية بديواني الذي كتبت فيه قصائد ضد نظام مبارك في عهده، أمر لم أكن أتخيله". وتطرقت الأمسية لشهداء مصر من حرب أكتوبر، مرورا بمن ماتوا في حادثة العبارة السلام، وحتى الذين راحوا ضحية الطائرة التي سقطت في المحيط الاطلنطي، كما تخللت الأمسية التي تابعها جمهور من مختلف شرائح المجتمع الجزائري ، وصلة موسيقية غنائية كتب كلماتها مسئول الإعلام في السفارة المصرية بالجزائر وقدمتها فرقة صابر عبد الستار.