بعد أن نشرت مجلة "الكلمة" اللندنية، التي يرأس تحريرها الناقد الدكتور صبري حافظ، في العدد الماضي شهادات ثلاثين كاتبا وكاتبة من الجزائر عن الراحلة الجزائرية الكبيرة آسيا جبار، تقدم في عدد هذا الشهر، (أبريل 2015) ملفا ضافيا عن الكاتب المصري الراحل سليمان فياض. وبالإضافة إلى هذا الملف، الذي يضم عددا من نصوص فياض ومجموعة من الدراسات والشهادات عنه، يفتتحها محرر "الكلمة" بشهادة/ دراسة عنه، تقدم المجلة في هذا العدد الجديد محورا عن المغرب يرصد مرحلة من تاريخه الوسيط في سفر ضخم عنه؛ ويتأمل إنجاز أحد أبرز نقاده، اليابوري؛ وأحدث روايات ناقد آخر، برادة؛ وديوان باحث ثالث، الغرافي؛ ومجموعة قاص معروف، الرافعي. غير أن التركيز على المغرب في كل هذه المجالات لم يمنع العدد من الاهتمام بتراثنا العربي القديم فقدم دراسة تونسية عن رمزية الشعر الصوفي، وأخرى مصرية عن البديع في العصر المملوكي. كما اهتم العدد بالإبداع في العراق وإسهامات المرأة فيه نقديا وروائيا من ناحية، وبأحدث إسهاماته الشعرية من ناحية أخرى. ولم تتوقف "الكلمة" عن متابعة ما يجري للربيع العربي، وما تجره تداعيات السياسة على الواقع العربي وقضيته الرئيسية: القضية الفلسطينية. وجاء العدد حافلا كالعادة بالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، فضم آخر لقاء مع ميشيل فوكو ونصا عنه. وقدم رواية جديدة جاءت هذه المرة تجريبية ومن تونس، وديوان شعر من مصر ركز بعنوانه الدال (أخوانيجولا) على متغيراتها السياسية الأخيرة وما جره الإسلامجية عليها من وبال. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي من شعر ورواية ومساراته؛ مع المزيد من القصائد والقصص، وأبواب "الكلمة" المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية. تجمع "الكلمة" في ملف العدد مجموعة من النصوص التي تضيء جوانب مختلفة من حياة وإبداع سليمان فياض الذي رحل في نهاية شهر فبراير 2015، وهو ملف حرصت المجلة على أن يجمع بين بعض كتابات سليمان فياض نفسه، وعدد من الشهادات والدراسات عنه. وقد افتتح الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات بدراسة موسومة ب"سليمان فياض.. وداعا جاري العزيز" حيث يودع محرر "الكلمة" صديقا عزيزا وجارا حميما، وعلما من أعلام الأدب المصري الحديث أغناه بإضافاته الخلاقة واستقصاءاته الإبداعية المتميزة. ويكشف لنا في الوقت نفسه عن مسيرة سليمان فياض الخصبة وعن المحاور الأربعة: الإبداعي والفكري والمعجمي والثقافي العام، التي أغنى عبرها الثقافة العربية. ويطرح الكاتب السوري بدرالدين عرودكي سؤال "الإعادة أم الاستعادة؟" أحد أهم الأسئلة المتعلقة بتعاملنا مع التاريخ والتراث، وتحلل الباحثة السودانية خديجة صفوت بطريقتها نتائج الانتخابات الأخيرة في دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين وذلك في دراستها "الصهيونية القبلية المنظمة وتدمير مجتمعات الغويم"، وبحساسية لجماليات النص ودلالاته العميقة يكتب الكاتب المصري عاطف سليمان عن "ابن عبدالباقي أفندي ودفتر أحواله". ويقدم الباحث المغربي رشيد اليملولي تحليلا لما ورد في سفر "تاريخ المغرب"، وتقدم الباحثة العراقية "ملامح النسوية في الرواية العربية" وقضايا الجنوسة، ويستقصي الباحث المصري محمد علي عزب "البديع وبناء النص الشعري في عصر المماليك" ويتتبع نقديا مساراته في العصر المملوكي، ويخلص الأكاديمي التونسي عمر العويني الى منجز الأدب الصوفي في "اللغة الرمزية في الأدب الصوفي". وتقترح الكلمة في باب شعر ديوانا شعريا لإيهاب خليفة موسوما ب"إخوانيجولا" يحاول أن يستقرئ مرحلة كابوسية لازالت ترخي بظلالها إلى اليوم، كما ينشر العدد قصائد للشعراء: جمال الموساوي، ماجدة غضبان المشلب، عبدالسلام الشبلي، سوران محمد، إيف بونفوا، فتح الله بوعزة. وفي باب السرد يكتب الروائي التونسي محمد خريف روايته "نبت الخرابيش البري" وهو يتأمل الحياة والأشياء واللغة بحس تجريبي لافت، كما نقرأ في العدد قصصا للمبدعين: الفاهم محمد، سليم مطر، وفاء الحكيم، أيمن قشوشي، كرار ناهي، خالد غميرو.