تقدم "الكلمة" التى تصدر من لندن، ويرأس تحريرها الدكتور صبرى حافظ فى عددها الجديد، عدد 72، محورًا عن الذكرى العاشرة لاحتلال العراق وتدمير بنيته ونشر الدمار والخراب فيه، تبدأه برسالة مفتوحة لمثقف عراقى ملؤها الألم والكشف عن التناقض والكذب، ودراسة للباحثة السودانية التى تعرى دراساتها القناع عن وجه الغرب القبيح وتكشف تخاتلاته، وتعرية لقرار غزو العراق من كل منطق أو شرعية. لكن اهتمام العدد بالجانب الكارثى للغزو وما خلفه، لم يصرفه عن إبراز عقل العراق الإبداعى، فيقدم ملفا عن واحد من أبرز رساميه، وقصة ودراسة عن أحد ألمع قصاصيه الذين كتبوا الخراب بتؤدة وعمق، ودراسات تكشف عن حدة العقل النقدى العراقى، واستمراره فى طرح الإبداع فى وجه التردى والخرب. كما يقدم محرر الكلمة عرضا لأحد وثائق الثورة المضادة، يكشف عما تبطنه لبلدان المنطقة عامة والربيع العربى خاصة. وتواصل مع هذه الوثيقة الكشف عن تحولات الواقع السياسى والثقافى الراهن، وعن مآلات الربيع العربى ووطأة التدخل الأجنبى فيه، وتجلياته فى الفن والإبداع أيضا. وذلك ضمن حرص "الكلمة" على أن تكون منبر التنوع والتجاور الديموقراطى الحر بين كل منجزات العقل العربى، وبالعدد أيضا مواصلة لدراسة منجزات أحد أهم الفلاسفة المعاصرين، جاستون باشلار، وأخرى فى آليات اللغة والمعنى. وفى العدد كالعادة رواية جديدة جاءت هذه المرة لكاتبة مرموقة من لبنان. وقصيدة ديوان من شاعر فلسطين الجديد، تميم البرغوثى، هذا فضلا عن عدد كبير من الدراسات النقدية عن القصة والرواية. كما تقدم بعض أحدث إبداعات العقل العربى فى القصة والشعر والمسرح والفن التشكيلى، فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل "الكلمة" مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربى، كى تظل ضميرا للواقع الثقافى، ونبراسا للعقل العربى. وهكذا تقدم الكلمة ملفا حول الفنان التشكيلى العراقى بشير مهدى، أعده كل من نصير عواد وسلام إبراهيم، التشكيلى المرموق الذى يعيش فى هولندا، ولكنه يواصل إبداع فنه العراقى الخالص، الهولنديون يرون فى لوحته مقابر سومرية وصخور بابلية وكنائس هدأت فيها الأجراس، والعراقيون يتهامسون عن ضياع الفنان وتآكل روحه بالمنفى، فى حين يرى البعض أن لوحته تشبهه، مبهرة ومليئة بالأسئلة. فى باب دراسات يقدم محرر الكلمة، الناقد الدكتور صبرى حافظ، فى دراسته "الثورة المضادة.. ووهم الدولة "الإسلامية" عرضا ضافيا لأحد وثائق الثورة المضادة، التى تكشف عن المخططات التى يدبرها اللوبى الصهيوأمريكى لبلدان الربيع العربى، وعن أن تمكين المتأسلمين من الحكم هو انتصار محقق لمخطط الثورة المضادة على ثورات الربيع العربى، فى سعيها إلى إبقاء المنطقة فى حظيرة الهوان والتخلف والتبعية. وبمناسبة مرور عشر سنوات على احتلال العراق، وتدمير بنيته التحتية الاجتماعية منها والحضارية قبل العمرانية، بالاستبداد والمحاصصات الطائفية، تعود بنا الباحثة السودانية خديجة صفوت فى "احتلال العراق وداروينية تحرير العرب" إلى تناقضات المعلن والمضمر فى خطاب الغرب وعنفه الدموى وأكاذيبه المزوقة، لتكشف لنا عن الخلل العميق الكامن فى بنيته الحضارية. ويقدم الباحث العراقى باقر جاسم محمد فى "اللغة والمعنى من التفاهم إلى سوء التفاهم" دراسة ضافية لمفاهيم لسانية مهمة عن علاقة اللغة بالمعنى، فى حين يكتب رميز نظمى، المثقف العراقى، رسالة مفتوحة حول "جرائم احتلال العراق وأكاذيب تسويغها" وجهها إلى رئيس الوزراء البريطانى الأسبق الذى جر بلاده إلى جريمة احتلال العراق. ويواصل الناقد المغربى سعيد بوخليط ما بدأه فى العدد الماضى من الكلمة، دراسة لبعض كشوف المفكر الفرنسى اللامع جاستون باشلار، وإضاءاته التى رفدت صرامة العلم بحساسية الشعر لكشفت جوانب خصبة وجديدة فى الأدب والفلسفة. وتطرح الباحثة الجزائرية دلال عبابسية فى دراستها "البوح فى الرواية المغاربية وأسرار الذات" إشكالية البوح وتعرية الذات فى الرواية المغربية عامة، والمكتوبة منها باللغة الفرنسية خاصة، أما الناقد المغربى مصطفى الغرافى فيتناول "المثقف والسلطة من خلال الآداب السلطانية" كإحدى القضايا الشائكة بالنسبة للمثقف واستقلاله، لذلك يكتسب رجوع الباحث المغربى لأصول عملية تخلى المثقف عن استقلاله واحتواء السلطة له، فى التاريخ العربى والإسلامى خاصة، أهمية خاصة، ويتناول الباحث المصرى ياسر عبدالحسيب رضوان فى دراسته البعد الثورى فى القصة المصرية القصيرة، أوجه تناول القصة للثورة المصرية النبيلة التى اندلعت فى 25 يناير. فى باب الشعر يكتب الشاعر الفلسطينى المرموق تميم البرغوتى البردة الثالثة، ويستعيد فرانسوا باسيلى صورة مصر الجريحة، فيما تنشر الكلمة ديوانا قصيرا للشاعرة والناشطة الأمريكية أليس ووكر، كما تنشر الكلمة قصائد للشعراء: شريف الشافعى، أحمد مطر، نمر سعدى، محمود عبدو عبدو، جمال الموساوى. باب سرد احتفى بتجربة العراقى إبراهيم أحمد فى "ست وستون قصة قصيرة جدا"، وتنشر الكلمة رواية جديدة "وردة شاه" للروائية اللبنانية رجاء نعمة، ترجع الكاتبة اللبنانية بالقارئ إلى لبنان فى نهاية القرن التاسع عشر بدايات القرن العشرين متتبعة مصير بطلتها وردة المسلمة وعلاقة حبها المجنون ببشارة مدرسها المسيحى الفقير. فى العدد نصوص للمبدعين: لؤى حمزة عباس، سماح تمام، سليم بنحسين، سعيد الشيخ، ومحاسن عبدالقادر.