قالت جماعتان حقوقيتان، اليوم الجمعة، إن قوات الأمن السودانية قتلت 50 محتجًا على الأقل بطلقات بالرأس أو الصدر، وذلك في تشكيك لرواية السلطات عن أسوأ اضطرابات تشهدها مناطق وسط السودان منذ سنوات. وبعد قرار رفع الدعم عن الوقود يوم الاثنين خرج آلاف السودانيين إلى الشوارع بالخرطوم ووسط البلاد للاحتجاج على الفساد والمطالبة بتنحي الرئيس عمر حسن البشير الذي يحكم البلاد منذ سنوات طويلة. وذكرت الشرطة السودانية التي اتخذت إجراءات صارمة ضد المحتجين أن المواجهات أسفرت عن مقتل 29 شخصا بينهم ضباط شرطة، ويقول نشطاء المعارضة إن عدد القتلى يزيد عن 100. وقالت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن والمركز الأفريقي لدراسات العدل والسلام ومقره نيويورك نقلا عن شهود وأقارب قتلى وأطباء وصحفيين إن 50 شخصًا على الأقل قتلوا بالرصاص في الصدر أو الرأس. وأضافت المنظمتان، في بيان، أن من بين القتلى فتى عمره 14 عامًا بينما تتراوح أعمار معظم الضحايا الآخرين فيما يبدو بين 19 و26 عامًا، موضحًا أنه جرى اعتقال المئات. وقالت لوسي فريمان، مساعدة مدير منظمة العفو الدولية في أفريقيا: "إطلاق النار بقصد القتل باستهداف صدور المحتجين ورؤوسهم انتهاك سافر لحق الحياة وعلى السودان أن يكف فورًا عن هذا القمع العنيف الذي تمارسه قواته الأمنية". ولم يتسن الاتصال بمسئولين سودانيين للتعقيب لكن وزير الإعلام أحمد بلال عثمان قال في وقت متأخر الليلة الماضية إن أي محصلة للقتلى تزيد عن 29 هي غير دقيقة. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك في بيان منفصل أنها تأكدت من أن محصلة القتلى أعلى من الرقم الرسمي البالغ 29 قتيلًا، لكنها لم تقدم محصلة خاصة بها. وقالت "أطلقت قوات الشرطة وقوات الأمن الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية ووفقا لتقارير موثوقة أطلقت هذه القوات ذخيرة حية على المحتجين." وأظهرت لقطات لرويترز من احتجاج في الخرطوم يوم الأربعاء محتجين يمسكون خراطيش بنادق. وشاهد المراسلون عشرات من رجال الشرطة يرتدون ملابس مدنية ويحملون مسدسات. ودعا النشطاء لمزيد من الاحتجاجات بعد صلاة الجمعة، وفي الطرق الرئيسية وقرب المساجد الكبيرة في أنحاء الخرطوم ومدينة أم درمان تقف شاحنات محملة بالمدافع الرشاشة أو المدافع المضادة للطائرات التي لا تستخدم عادة إلا بمناطق الصراع مثل دارفور بغرب السودان. وحاولت المعارضة السودانية المنقسمة والضعيفة عدة مرات الحاق السودان "بالربيع العربي" الذي أطاح بزعماء بالمنطقة لكنها أخفقت في حشد الجماهير كما حدث بمصر أو ليبيا. ولا يزال البشير يحظى بتأييد الجيش وأجهزة الأمن والحزب الحاكم وطبقة الأغنياء التي تتمتع بمصالح تجارية واسعة.