الشاعر: 1410 منشأة سياحية غير مرخصة.. ولجنة مشتركة لمواجهة الكيانات غير الشرعية    حسام بدراوي: أرفع القبعة لوزير المالية على شجاعته.. المنظومة تعاني من بيروقراطية مرعبة    اقتراب الأسهم الأمريكية من أعلى مستوياتها وتراجع أسعار النفط    عماد الدين حسين: الهدنة الإيرانية الإسرائيلية لم تُنهِ المعركة.. بل تُمهِّد لجولة أخرى    "ملف اليوم" يرصد كواليس المشهد الإيراني الإسرائيلي.. نيران مشتعلة ووسيط يرتدي عباءة السلام    مندوب إسرائيل في مجلس الأمن: وافقنا على مقترح ترامب وإيران تسعى لصنع قنبلة نووية    تقرير استخباراتي أمريكي أولي: الضربات الأمريكية أخرت البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط    وزير الخارجية الإيراني: برنامج النووي مستمر    بعد استئناف المباراة.. بوكا يتعادل مع أوكلاند ويودعان مونديال الأندية سويا    طارق سليمان: نرجسية اللاعبين وإهدار الفرص وراء معاناة الأهلي في مونديال الأندية    دعم نفسي من جهاز منتخب مصر للاعب الأهلي بعد انتقادات الجماهير    ميسي يعلق على تأهل فريقه للدور الثاني من مونديال الأندية    كان بيعوم.. مصرع طالب ثانوي غرقا بنهر النيل في حلوان    سفارتنا في بوليفيا تشارك في عدد من المعارض للترويج للمتحف المصري الكبير    البابا تواضروس في اتصال هاتفي لبطريرك أنطاكية: نصلي من أجل ضحايا الهجوم على كنيسة سوريا    «يعقوب» و«أبوالسعد» و«المراغي» يقتنصون مقاعد الأوراق المالية بانتخابات البورصة    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. نتنياهو: إذا حاولت إيران إعادة بناء النووى فسندمره.. المخابرات الأمريكية: الهجمات على إيران لم تدمر المواقع النووية.. الهباش: لا استقرار فى الشرق الأوسط دون فلسطين    جوتيريش يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل    الأردن: أولويتنا هي غزة وفلسطين بعد حماية المملكة والأردنيين    عيار 21 الآن يسجل رقمًا جديدًا.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 25 يونيو بعد الانخفاض في الصاغة (تفاصيل)    محافظ كفر الشيخ: مشروع دليل أملاك الدولة خطوة نحو التحول الرقمى الشامل    سعي وبركة.. فرحة مزارعي كفر الشيخ ببدء موسم زراعة الأرز (صور)    «القومي للبحوث» يكرم العلماء المدرجين ضمن أفضل 2% من الباحثين بتصنيف «ستانفورد»    عندما صعد ميسي ليدق أجراس ميلاده ال38.. من أحدب نوتردام إلى أسطورة الكرة    خسارة شباب اليد من ألمانيا 29 - 25 فى بطولة العالم ببولندا    حسام بدراوي: الانتخابات كانت تُزور في عهد الرئيس الأسبق مبارك    الأرصاد تكشف حالة الطقس فى القاهرة والمحافظات وتُحذر من انخفاض الرؤية : «ترقبوا الطرق»    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى حلوان دون إصابات    أسوار المصالح والمنشآت الحكومية بكفر الشيخ تتحول للوحات فنية على يد طالبات تربية نوعية (صور)    مينا مسعود يفاجئ الجمهور فى سينمات القاهرة للترويج لفيلمه "في عز الضهر"    حفل على نفس المسرح.. إليسا وآدام يجتمعان في لبنان ب12 يوليو (تفاصيل)    رفضوها 22 مرة بسبب طولها وتزوجت مدنيًا بدون خطوبة.. 28 معلومة عن سلمى أبو ضيف    قمة الناتو فى لاهاى.. اختبار لوحدة الحلف وسط تهديدات الشرق الأوسط وأوكرانيا    منة فضالي: شبهونى بسعاد حسنى.. وهى سبب دخولى الفن    «رحلة إلى الحياة الأخرى».. برنامج تعليمي صيفي للأطفال بمتحف شرم الشيخ    رسالة أم لابنها فى الحرب    "إسرائيل وإيران أرادتا وقف الحرب بنفس القدر".. أخر تصريحات ترامب (فيديو)    ما سبب تسمية التقويم الهجري بهذا الاسم؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: الإشباع العاطفي حق أصيل للزوجة.. والحياة الزوجية لا تُبنى على الأمور المادية فقط    وزير الصحة يبحث مع نظيره الموريتاني سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي    المنوفية تجهز مذكرة لبحث تحويل أشمون العام إلى مستشفى أطفال تخصصي وتأمين صحي شامل    القبض على سيدة القروض الوهمية بالمحلة بعد استيلائها على 3 ملايين جنيه من 40 ضحية    عملية نادرة تنقذ مريضة من كيس مائي بالمخ بمستشفى 15 مايو التخصصى    العرض الأفريقي الأول لعائشة لا تستطيع الطيران بمهرجان ديربان السينمائي الدولي    «القومي للمرأة» يهنئ إيمان أنيس لتنصيبها نائباً للأمين العام للاتحاد الأفروآسيوي    وقف مؤقت للغوص بجزر الأخوين لتنفيذ برنامج تتبّع لأسماك القرش    جريمة لهو الأطفال تنتهي بمأساة في الحجيرات.. السجن ل7 متهمين بعد مقتل 3 أشخاص    محافظ المنوفية يفتتح مركز الثقافة الإسلامية في شبين الكوم| صور    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لعملية القيد التاريخية لشركة ڤاليو في البورصة المصرية    مجلس جامعة الإسكندرية يعتمد الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد    «متى سنتخطى التمثيل المشرف؟».. خالد بيومي يفتح النار على إدارة الأهلي    «صحافة القاهرة» تناقش مستقبل التعليم الإعلامي في العصر الرقمي    الإدارة العامة للمرور: ضبط (56) ألف مخالفة خلال 24 ساعة    تحرير (153) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه    قافلة طبية مجانية بحى الصفا فى العريش تشمل تخصصات متعددة وخدمات تثقيفية    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    شاهد وصول لاعبى الأهلى إلى استاد ميتلايف لمواجهة بورتو البرتغالى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكك حديد مصر.. بعد 156 عاما على تشغيلها.. "قطار أسيوط" يغتال أحلام الملائكة
نشر في بوابة الأهرام يوم 17 - 11 - 2012

"س. أو ح أو م" هي أحرف مستعارة لاسم أحد أطفال محافظة أسيوط الذي لقي حتفه اليوم في حادثة مروعة عرفت إعلاميا ب"قطار الصعيد".. بنظرة حب القي هذا الطفل نظرته إلى قطاره "اللعبة المحببة له وأودعه بجانب بمحطته التي تخيلها له بجانب سرير نومه"، قبل أن يلبي نداء أمه و يسرع ليلحق بأتوبيس المدرسة.
يعيد "س أو ح أو م" نظرته إلى قطاره اللعبة ويعده برحلة يطوف – بخياله- راكبا إحدي عرباته جميع المدن التي يتطلع إليها.. ربما كان دور السائق هو الدور المحبب إليه دائما.. فهو يعشق دور القائد.
يلقي "س. أو ح أو م" نظرته الباسمة إلى أمه ويلوح مودعا.. ليهلل فرحا بعد دقائق لقطار قادم مسرعا باتجاهه..يلصق وجهه البرئ بزجاج أتوبيس مدرسته ليرى بدقة ملامح القطار القادم، يسترجع "القطار اللعبة" الذي تركه بمفرده بجانب سرير نومه ويبتسم ممنيا نفسه برحلة اليوم.. دون أن يعلم أن الزمن سيتوقف به ليطيح القطار بحلمه تاركا إبتسامة مرتسمة على وجه نحو 50 طفلا راحوا ضحيته صباح اليوم، وهي تحاول رغم الدماء التي أغرقتها لتظهر بوضوح أمام عدسات وسائل الإعلام.
"س. أو ح أو م" ليست مجرد أحرف مستعارة لأطفال أسيوط.. لكنه اختصار لاسم القصة التى ربما كان أحد الآباء أو الأمهات قد بدأوا حكايتها لأطفالهم حول سكك حديد مصر..
تبدأ القصة بنشأة أول خط لسكك حديد مصر، والذي مدته شركة إنجليزية ليربط بين القاهرة والإسكندرية، في عهد عباس الأول حفيد محمد علي، الذي تولي حكم مصر سنة 1848 م واستمر ست سنوات حتي عام 1854.
وذلك بعد أن ألحت الحكومة الإنجليزية، وقتها، علي الباب العالي العثماني للموافقة علي مد هذا الخط في مصر لتسهيل و تسريع نقل البريد و المسافرين بين أوروبا و خاصة إنجلترا و بين الهند، كبري مستعمرات إنجلترا في المشرق. فكانت المواصلات بين أوروبا و الهند تمر عن طريق مصر. فالسفن تأتي من أوروبا إلي ميناء الإسكندرية، ثم تنقل براً إلي القاهرة، و منها إلي ميناء السويس لتسير بحراً في البحر الأحمر ثم المحيط الهندي لتصل إلي الهند.
وقع الخديوي عباس الأول عام 1851 مع البريطانى روبرت ستيفنسن، نجل جورج ستيفنسن مخترع القاطرة الحديدية - عقدا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي لإنشاء خط حديدي يربط بين القاهرة والإسكندرية بطول 209 كيلومترات.
ونص العقد على دفع المبلغ على أقساط، قيمة كل قسط 8 آلاف جنيه إنجليزي، وأن يتم التنفيذ في غضون ثلاث سنوات بشرط أن توفر مصر العمال والأطباء والأدوية والخيام للمشروع.
كان عباس الأول، متحمسا لإنهاء الخط في أقصر مدة ممكنة، فأصدر التكليفات بأن يبذل كل جهد ممكن في العمل على الانتهاء من إنشاء الخط في فترة سنتين بدلا من ثلاث، حتى لو تكلفت الحكومة المصرية ضعف المبلغ المقرر.
وفي أول سبتمبر 1851 وقف ستيفنسن، ومعه طائفة من المهندسين الإنجليز تحيط بهم جموع العمال والفلاحين ليعلن بدء العمل في الخط الحديدي، فيما جندت الحكومة نحو أربعة وعشرين ألف عامل بخلاف الجنود والبحارة الذين كانوا يعرفون باسم الجنود الإمدادية، وقد استخدم الجانب الأكبر منهم في إقامة الجسور وحمل الأخشاب والآلات، وكانوا مقسمين إلى فرق تشرف عليها قوات عسكرية مؤلفة من الخيال المسلحين، بحيث تحول بين من تحدثه نفسه منهم بالهرب.
استغرق إنشاء الخط خمس سنوات بدلا من ثلاث سنوات كما نص العقد، نظرا للمصاعب والعقبات التي لاقاها المهندسون والمقاولون، وبلغت نفقاته نحو مليون جنيه ونصف، أي نحو أحد عشر ألف جنيه للميل الواحد، بما في ذلك ثمن العربات والمهمات الثابتة والمتحركة، وتكاليف إنشاء كوبري بنها وبركة السبع، وهو مبلغ باهظ لم تكن موارد الحكومة تتحمله، فعقدت مصر أول قرض من البيوت المالية الأجنبية لتسديد النفقات الباهظة التي استلزمها تنفيذ المشروع.
وأخيراً احتفل بافتتاح الخط في يناير 1856 في احتفال رسمي شهده كبار رجال الدولة والقناصل الأوروبيين، وبذلك تم اختزال الرحلة من الإسكندرية إلى القاهرة في سبع ساعات بعد أن كانت تقطع فيما يقرب من 42 ساعة بالزوارق في ترعة المحمودية أو بالبواخر في النيل، وقسمت المسافة إلى اثني عشر محطة وهي: الإسكندرية، كفر الدوار، أبو حمص، دمنهور، إيتاي البارود، كفر الزيات، طنطا، بركة السبع، بنها، طوخ، قليوب، ومصر، ليكون هو الخط الأول من نوعه في المشرق العربي وإفريقيا وهي الثانية على مستوي العالم بعد خطوط سكك حديد بريطانيا.
يبلغ إجمالي طول شبكة سكك حديد مصر، بحسب موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت 9570 كيلومترا، ويبلغ إجمالي عدد المحطات 705 محطات رئيسية وفرعية ومتوسطة منها 22 محظة رئيسية و59 محطة مركزية و60 محطة متوسطة و564 محطة صغيرة.
ويبلغ أسطول نقل عربات الركاب 3500 منها 850 عربة مكيفة لخدمة النقل على شبكة خطوط سكك حديد مصر بنوعيات مختلفة من القطارات، تتراوح سرعتها من 90 إلى 120 كيلومترا في الساعة.
يعمل بسكك حديد مصر نحو 86000 عامل، بحسب ما ذكره موقع "ويكبيديا" من جميع التخصصات ينتظمون في عدة إدارات فنية مركزية، وتنقسم الهيئة العامة للسكك الحديد إداريا إلى سبع مناطق جغرافيى تمتد شمالا وجنوبا وغربا بامتداد شبكة الخطوط الحديدية، وتضم عدد من الورش الإنتاجية الكبيرة للوفاء باحتياجات ومتطلبات التشغيل مثل الصيانة والتجديد للوحدات المتحركة والمبانى والأثاثات وغيرها، كما يتبعها سنترال خاص بها بسعة ألف خط يربط بين جميع مراكز النشاط بها مباشرة، كما أن لدى الهيئة مطبعتها التي تمدها باحتياجاتها من المطبوعات كما تعمل أحيانا تجاريا لحساب الغير.
يسترجع الأب، وهو في طريقه للعمل بعد أن ودع طفله الذاهب إلى المدرسة، بعضا من المعلومات استعدادا لأن يكمل قصته اليوم، ومنها عدد الركاب، إذ توفر السكة الحديد لجمهورها، والذي يبلغ نحو 104 راكبا يوميا من مختلف المحافظات، خدمة النقل بشقيها نقل الاشخاص ونقل البضائع. وفيما يخص نقل الركاب تقوم الهيئة بتسيير قطارات سريعة فاخرة بالدرجتين الأولى والثانية مكيفة الهواء، وقطارات توربينية فاحرة ، وقطارات نوم فاخرة طوال العام للوجة القبلى وصيفية من القاهرة إلى مرسى مطروح.
و فيما يختص بنقل البضائع توفر الهيئة نوعين من الخدمة هما خدمة نقل البضائع بالمستعجل على قطارات الركاب نفسها لبعض أنواع السلع ومنها العفش، الطرود، وسائل النقل الخفيف، الاطعمة، وخدمة النقل غير المستعجل على قطارات نقل البضائع.
وتعد الهيئة القومية لسكك حديد مصر هي إحدى القطاعات الخدمية بوزارة النقل والمواصلات وهى عضو عامل في الاتحاد العربى للسكك الحديدية وفي لجنته الدائمة وكذا في اتحاد سكك حديد آسيا والشرقين الأوسط والادنى، كما أنها عضو عامل في الاتحاد الغربي للسكك الحديدية، وتتابع المؤتمرات الدولية الدورية لهذه الاتحادات وتشارك بأبحاثها واقتراحاتها بصفة مستمرة فيها وفي التجمعات الدولية المشابهة سعيا إلى الاحتكاكات المفيدة مع غيرها من القطاعات المماثلة.
صرخة مدوية.. تفصل الأب عن استرجاع باقي المعلومات التى يعرفها حول السكة الحديد.. لتعيده إلى واقع شديد القسوة يودع فيها طفله ضمن نحو 50 طفلا راحوا ضحية حادث "قطار أسيوط" يلمم الأب جسد طفله قبل أن يعيده غارقا في دمائه إلى حضن أمه.. دون أن يكمل له القصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.