بدا التفكير في انشاء اول خط سكة حديد بمصر قبل حفر قناة السويس بهدف إيجاد وسيلة حديثة لربط البحرين الأحمر والمتوسط مما دعا الخديوي عباس الأول الي التفكير في إقامة خطوط سكك حديدية تربط بين الأسكندرية والسويس وفي عام1851 دخل في مفاوضات مع المهندس الانجليزي روبرت ستفنسون لإقامة المشروع علي أن يبدأ بمد خط من القاهرة الي الأسكندرية كاول خط حديدي بافريقيا والشرق الاوسط والثاني علي مستوي العالم بعد بريطانيا وبدأ العمل في هذا المشروع عام1852 وانتهت المرحلة الأولي منه حتي مدينة كفر الزيات في منتصف المسافة بين القاهرة والأسكندرية تقريبا عام1854 حيث كانت الرحلة تبدأ من القاهرة بالقطار وتنتهي في كفر الزيات لتستكمل الرحلة بعدها بالجمال والعربات التي تجرها الخيول وبعد ذلك استكمل بناء الخط حتي الأسكندرية ثم من القاهرة إلي السويس. وفي عهد الخديوي إسماعيل(1863 1879 م) تم إصلاح أحوال السكة الحديدة وبذل مجهود كبير لمدها في جميع أنحاء البلاد وذلك لنشر العمران ولتسهيل حركة التجارة والانتقال بين المناطق المختلفة وقد كان مجموع مسافات السكة الحديد في بداية عهده245 ميلاد وبلغت في نهاية عهده1200 ميل وقد امتدت من أقصي جنوب مصر الي أقصي شمالها فضلا عن مدن الدلتا والفيوم. والان وبعد مرور اكثر من قرن ونصف القرن علي انشائها وصل طول الخطوط الحديدية إلي حوالي6700 كم ويبلغ عدد المحطات820 محطة منها عشرون محطة رئيسية في عواصم المحافظات وتربط الخطوط الحديدية بين معظم المراكز العمرانية والاقتصادية في البلاد مثل المواني علي البحرين الاحمر والأبيض المتوسط ومراكز الشحن والمصانع فضلا عن جميع المدن والمراكز الأخري لكن هيئة السكة الحديد الان اصبحت تعاني من عدة مشاكل منها وجود قطاع كبير من خطوط السكك الحديدية مازال يعمل بنظام الإشارات الميكانيكية وهو نظام غير آمن بعكس نظام الإشارات الكهربائية التي تعمل به بعض الخطوط وارتفاع قيمة مصاريف الصيانة بسبب وجود عدد كبير جدا من المزلقانات علي طول خط السكك الحديدية وهو مايؤثر في اقتصاديات التشغيل كما يؤدي لانشاء المزيد من الطرق والكباري والتي وصل عددها الي802 كوبري كما يؤدي التوقف المستمر الي المزيد من الاستهلاك للقضبان والعجل والجرارات وغيرها من الأدوات كما تعاني من تهالك الجرارات والعربات التي اصبحت بدون اضاءات كافية وتهوية جيدة وتعطل اغلاق ابوابها ونوافذها التي اصبح معظم زجاحها مهشما. كما اهملت هيئة سكة حديد مصر نقل البضائع فالدولة لاتستطيع توفير جميع الاستثمارات اللازمة للتوسع في شبكة الطرق السريعة فضلا عن ان الزيادة في عدد السيارات بالمعدلات السائدة يلقي بأعباء ضخمة علي الاقتصاد القومي فيما يتعلق باستهلاك الوقود ويمثل نقل البضائع عن طريق السكة الحديد حوالي2% من إجمالي المنقول في حين يمثل نقلها عبر الطرق البرية حوالي92% وهذا يعكس انخفاض مساهمة السكك الحديد في مجال نقل البضائع في مواجهة النقل البري بالمقارنة ببدايات عمل السكك الحديدية في مصر فقد سحبت السوق من تحت أقدام وسائل النقل الأخري وحققت نجاحات هائلة لكن أبرز مشاكل سكة حديد مصر اليوم هو العنصر البشري والذي يمثل أحد العوامل المهمة في وقوع الحوادث لأنه العنصر الأساسي في عملية النقل وإذا كانت الجرارات موجودة والسكة أيضا فعلينا تطوير البشر وإعادة تأهيلهم للتمكن من التعامل مع الجرارات الجديدة ومايحافظ علي مستوي أداء الهيئة وتطويرها