مع بدايات النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عرفت مصر السكك الحديدة، وكان أحد أهدافها الرئيسية هو خدمة التجارة بين الشرق والغرب وتحديدا لنقل البضائع بين مينائي الاسكندرية علي البحر المتوسط والسويس علي البحر الأحمر، ولم تؤد السكك الحديدية هذا الدور كثيرا نظرا لشق قناة السويس، ولكن كانت السكك الحديدية - ولا تزال - أهم وسائل النقل بين المدن المصرية وإليها يرجع الفضل في تسهيل الاتصال بين مختلف المناطق خاصة قبل ظهور السيارات. ويحكي متحف السكك الحديدية في ميدان رمسيس قصة القطارات في مصر. ويعد هذا المتحف هو الأول في الوطن العربي والثاني علي مستوي العالم بعد المتحف البريطاني. وبالرغم من الاهمية التاريخية والعلمية التي يحتلها إلا أن متوسط عدد الزائرين له في الشهر 500 زائر وهذا عدد ضعيف إذا تم مقارنته بغيره من المتاحف وهذا يرجع إلي قلة الدعاية المخصصة للاعلان عنه. هذا وقد اتجهت الفكرة إلي انشاء متحف السكك الحديد ليكون نواة لمتحف علمي فني بمصر وذلك بمناسبة انعقاد المؤتمر الدولي للسكك الحديدية في يناير 1933 وقد تم تشييد البناء في 26 أكتوبر 1932 وتم اعداده وافتتح لاستقبال الزوار في 15 يناير 1933 . ويضم المتحف بين جدرانه مايقرب من سبعمائة نموذج ومعروض، ومجموعة من الوثائق والخرائط والبيانات الاحصائية وجميعها تبين تطور النقل والسكك الحديدية، وهو لذلك يعتبر معهدا علميا فنيا تاريخيا بني علي البحوث والدراسات الخاصة بالسكك الحديدية في مصر وبالمتحف عدة أقسام فنية منها ما يعرض وسائل النقل في فجر التاريخ وفي أقسام السكك الحديدية تعرض مجموعة كبيرة من النماذج تشرح تطورات القاطرات الأولي في العالم ومصر من بينها نموذج لأول فكرة قاطرة ظهرت في العام عام 1783، وأخري لأول قاطرة سارت بمصر عام 1854، وثالثة بالحجم الطبيعي مشطورة إلي شطرين تبين جميع الاجزاء للقاطرة وأيضا نماذج للقاطرات والعربات والصالونات الخاصة المختلفة قديمها وحديثها والتي تبين تطور السكك الحديدية المصرية منذ انشائها سنة 1854 حتي أحدث قاطرات الديزل الكهربائي. وفي قسم آخر مجموعة من أجهزة الاشارات القديمة والحديثة توضح كيف كانت القطارات توجه قديما بواسطة الانسان، وكيف تطورت فأصبحت إشارات آلية توجه القطارات في سيرها إلي مختلف الخطوط وتجنبها الحوادث والاخطار ثم تطورت فأصبحت كهربائية. وأيضا يضم المتحف قسما للمحطات والكباري عبارة عن نماذج وصور لمجموعة من المحطات القديمة والحديثة، وأخري لبعض أنواع كباري السكك الحديدية منها الثابت ومنها المتحرك تبين بناءها وتطورها وتاريخها. ويضم المتحف أيضا مكتبة تحوي عددا كبيرا من المجلدات والكتب التاريخية والفنية والاحصائية عن النقل والسكك الحديدية في مصر والعالم ويمثل المتحف قيمة علمية وتاريخية كبيرة والمفارقة هنا هي أن الغالبية ممن يمرون بمحطة مصر لاعلم لديهم بوجود هذا المتحف في نفس مبني المحطة. وهناك مجموعة متكاملة من المراجع والوثائق المجسمة والمكتوبة ذات القيمة الفنية والتاريخية. وقد ذكرت حكمت إبراهيم «مدير متحف سكك جديد مصر» أن متوسط عدد الزوار إلي المتحف في الشهر يصل إلي 500 أو600 زائر وقد وصلت رسوم الدخول إلي المتحف 500 قرش للأجانب في كل الأيام 100 قرش للمصريين أيام الجمع والعطلات. 50 قرشا للزائر المصري في الأيام العادية. 25 قرشا للمجموعات الطلابية في الايام العادية. 50 قرشا للمجموعات الطلابية في أيام الجمع والعطلات الرسمية علي ألا يقل العدد عن عشرة.