هذه المبادرة الكريمة التى أطلقها الرئيس السيسى باسم مشروع «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصرى تمثل أصدق تعبير عن فكر ثورة 30 يونيو التى حاول المرجفون نعتها بالانقلاب العسكرى فإذا بالوقائع على الأرض تؤكد أنها ثورة حقيقية بالمفهوم العلمى الصحيح للثورة عندما ترتقى توجهات القيادة السياسية إلى مقربة من أحلام الشعب الثورية! إن هذه المبادرة الكريمة أسقطت كل الأكاذيب حول أن ما جرى فى ثورة 30 يونيو 2013 ابتداء من قرارات 3 يوليو 2013 كان انقلابا عسكريا لأن الانقلاب هو الاستيلاء على السلطة فحسب ولكن مسيرة السبع سنوات الماضية أكدت أن ما وقع كان بالفعل ثورة لأن ألف باء علم الثورات هو تأكيد القدرة على تغيير الأوضاع تغييرا شاملا بحيث تختلف الأوضاع الاجتماعية والمراكز القانونية بعدها اختلافا جذريا عما كانت عليه الأمور قبلها! والحقيقة أنه كان بالإمكان استمرار أحاديث التشكيك فى أن ما يتم تنفيذه من مشروعات إنشائية وتنموية ضخمة على طول وعرض الوادى هى مجرد أعمال اعتيادية تقوم عليها الأنظمة والحكومات لرصف الطرق وإقامة الجسور وتحديث السكك الحديدية وتشييد المساكن وتطهير الترع وأنها لا ترقى إلى مستوى تصنيفها كثورة تؤكد عمق التغيير ولكن المبادرة الكريمة لمشروع «حياة كريمة» لتطوير قرى الريف المصرى جاءت بمثابة ضربة معلم لتخرس كل ألسنة الكذب والتشكيك وتنهى إلى الأبد أكذوبة الانقلاب العسكري. إن مضمون المبادرة الكريمة لمشروع «حياة كريمة» يتجاوز كثيرا حدود الحلم المشروع فى تحسين الأحوال ورفع المظالم عن أهلنا فى ريف مصر ليصل إلى أبعد مما دار فى خيالنا بل إنه فاق أكثر أحلام المصريين جنونا بأن أطلق شرارة ثورة تغيير كبرى لم تعرفها مصر على طول تاريخها وتتوازى فى أثرها الاجتماعى العمل الضخم الكبير الذى أنجزته ثورة يوليو بإعادة توزيع الأرض الزراعية من خلال قانون الإصلاح الزراعى فى 9 سبتمبر 1952. وليس هناك مقياس صحيح لتقويم العمل الثورى أفضل من البدء بالإجابة على سؤال يقول: هل نجحت الثورة فى إحداث التغيير الكبير مع الحفاظ على الأمن والاستقرار وتجنيب الوطن مخاطر أى تمزق اجتماعى يشل فاعليته؟ وجوابى هو: واقع الحال شاهد لا يكذب ويؤكد بأن الثورة تمضى فى طريقها الصحيح! خير الكلام: الثورة ليست بتفاحة تسقط عندما تنضج.. عليك أن تجبرها على السقوط!