على أبوشادى: المبالغ غير صحيحة.. وتحتاج إلى توثيق من غرفة الصناعة طرحت شركات الإنتاج السينمائى أخيرا خمسة أفلام فى موسم عيد الفطر الماضي، ومنذ اليوم الأول لطرح الأفلام فى دور العرض السينمائى، هناك تنافس من نوع خاص يسير على محورين، الأول هو حجم الإيرادات العام، أما المحور الثانى فيتمثل فى السباق اليومى ومن أحرز أعلى إيراد خلال ليلة العرض الواحدة، هذه الظاهرة رصدتها «الأهرام العربى» وعرضتها على المهتمين بالشأن السينمائى لتعرف ما أسباب هذه الحرب ولصالح من وهل الأرقام المعلنة صحيحة أم تحتاج إلى مراجعة؟ وهل بالفعل كسرنا حاجز ال 95 مليون جنيه إيرادات خلال الشهر الماضى كما قالت شركة «دولار فيلم» المسئولة عن توزيع الأفلام على دور العرض؟
فى البداية سألنا الناقد الكبير على أبو شادى عن رأيه فى هذه الظاهرة، فقال علينا أن نضع الأمور فى نصابها الصحيح بمعنى أن الأرقام المعلنة كبيرة للغاية فهل من المعقول أنه بعد مرور 4 أسابيع يقفز الرقم ليكسر حاجز ال 95 مليون جنيها؟ وأضاف بحسبة بسيطة لو قسمنا هذا الرقم على متوسط سعر التذكرة فى حدود 50 جنيهاً، سوف تصل النتيجة أن هناك نحو 2 مليون شخص شاهدوا العروض، وبحسبة أخرى نقسم الرقم على 30 ليلة عرض نجد المتوسط، أن هناك أكثر من 60 ألف مشاهد دخلوا صالات العرض يومياً، فهل الشارع الفنى والثقافى يستطيع أن يصل إلى هذا الرقم يومياً؟ لذلك أرى أن الرقم يحتاج إلى إعادة نظر خصوصا أنه غير موثق من غرفة صناعة السينما، وهنا علينا أن نتوقف قليلاً بمعنى أن الأرقام الصحيحة هى التى تأتى من وزارة المالية، والتى يتم دفع ضرائب عليها.
أما دون ذلك فهى أرقام قابلة للقسمة والإضافة، والمشكلة تكمن فى أن غرفة صناعة السينما صامتة ولم تتكلم أو تصحح الأرقام، خوفاً من أن تتهم بأنها تقف فى وجه شركات الإنتاج. الأمر الآخر فى رأيى أن هذه الحرب الضروس المشتعلة فى الأرقام ترجع للدور الذى تلعبة السوشيال ميديا فى تنجيم فنان على آخر، بمعنى أن شركات الإنتاج تحاول أن تنجم بطل فيلمها وتقزم البطل المنافس، وهذه الحرب ليست فى صالح الصناعة.
تركنا الناقد الكبير وذهبنا إلى صفوت الهلباوى، نائب مدير توزيع شركة دولار فيلم، المسئولة عن توزيع الأفلام على دور العرض الذى فاجأنا بالقول: إن الإيرادات تأتى يوماً بيوم ولا يوجد رقم غير صحيح، بمعنى أن موسم عيد الفطر ينقسم إلى قسمين، الأول يأتى فى أيام العيد الأربعة والأسبوع الذى يليه، وهنا نجد التدفق الكبير من الجماهير لمشاهدة الأفلام، وهو ما يجعل دور العرض السينمائى تعمل ستة عروض فى اليوم الواحد حتى تستوعب هذا العدد الضخم من الجماهير.
وهنا علينا أن نعرف أن تذاكر الحفلات لا يمكن أن ترحل لحفلة أخرى، بمعنى أن التذكرة مكتوب عليها التاريخ وساعة العرض، فمثلا لو تبقى بعض التذاكر من حفلة الساعة الثالثة، لا أستطيع أن أبيعها لحفلة السادسة لأن الضرائب تحاسبنى حفلة بحفلة هذا هو القانون، ومنذ الثلاثة أيام الأولى لكل موسم نستطيع أن نفرز الفيلم الذى يتفوق ونتوقع له الاستمرار مقابل الفيلم الذى يمكن أن يتوقف بعد أسبوع العيد، وهناك أيضاً نوعيات من الأفلام لا تتماشى مع جمهور العيد فتحقق إيرادات قليلة نسبياً ثم تأخذ فى الصعود بعد زحمة العيد، وهذا الموسم كانت المنافسة شديدة منذ اليوم الأول لنزول الأفلام، وكان واضح تفوق أحمد السقا بفيلمه هروب اضطرارى حتى إنه وصل إلى أكثر خمسة ملايين ونصف المليون فى ثانى أيام العيد، وهذا معناه أن إيراد الأسبوع الأول أحدث نقلة كبيرة للفيلم، فى سبيل أن فيلم تامر حسنى بدأ يحصد الإيرادات بعد الثلاثة أيام الأولى، وكذلك محمد رمضان الذى كان متوقعا له أن ينافس بقوة، لكن الإيرادات أظهرت أنه يحتل المركز الثالث، أيضا علينا أن نعرف أنه بعد مرور أسبوعين من عرض الفيلم.
الذين يشككون فى الأرقام عليهم أن يعرفوا أن مصر تمتلك 100 دار عرض شتوى بالإضافة إلى 20 دار عرض صيفياً لكن علينا أن نوضح أن هناك فارقا بين دار العرض وشاشة العرض بمعنى أن أحد المولات الكبرى بالنسبة لى يعتبر دار عرض واحدة فى سبيل أنه مقسم إلى 23 شاشة عرض.
أما الناقد طارق الشناوى فقال دعنا نقر أن الأرقام كبيرة نعم، وذلك لعدة عوامل أهمها أن سعر التذكرة ارتفع عما كان عليه، وهو ما يجعل الإيرادات تقفز للأمام، لكن من وجهة نظرى أن التفاوت بين إيرادات أفلام العيد حقيقى ولا توجد مبالغة لعدة أسباب، أولها أنه لم يعد هناك قطبان فى الإنتاج كما كان منذ 10 سنوات، والصراع الدائر بين الشركة العربية والثلاثى، أما الآن فأصبح جزءاً من الصراع عبارة عن تفضيل نجم على نجم آخر.
لكن دعنا نتحدث بصراحة، قبل بدء الموسم كنا نتوقع التنافس بين محمد رمضان وأحمد السقا، لكن عندما نزلت الأفلام اكتشفنا ان الكفة تميل لصالح السقا، لعدة أسباب منها مجموعة النجوم المشاركين معه، بالإضافة لضعف المنافس وهو محمد رمضان، الذى يجب أن نعترف أولاً أنه نجم صاحب شعبية كبيرة، لكنه يفتقد حسن الاختيار فى موضوعات أفلامه، والاعتماد على الشعبية فقط لن يصمد فى مواجهة التطور الفنى.