في عام1882 بدأت أول موجات الهجرة اليهودية إلي فلسطين.. و في نفس هذا العام توجه "هرتزل" إلي لندن..وعرض علي الحكومة البريطانية إجراء مفاوضات للحصول علي أرض يمكن أن يتجمع فيها من أسماهم ب"اليهود المضطهدون".. و كانت هذه الأرض هي سيناء المصرية.. و بدأ(( هرتزل)) إتصالاته مع الحكومة البريطانية من خلال صحفي بريطاني يدعي(( جاكون جرينبرج)) و هذا الصحفي عرض علي وزير المستعمرات البريطاني(( جوزيف تشمبرلين)) امال يهود أوروبا في الحصول علي العريش أو سيناء كلها و بعد مناقشات طويلة بين(( هرتزل)) و الوزير البريطاني.. تبنت الحكومة البريطانية مشروع منح سيناء لليهود.. و في المؤتمر الصهيوني السادس الذي عقد في مدينة(( زوريك)) خلال شهر أغسطس عام1902.. أعلن(( هرتزل)) أن الحكومة البريطانية قد عرضت عليه إقتراح بإيفاد بعثه إلي مصر لدراسة المنطقة الواقعة شرق قناة السويسسيناء لدراسة و تقدير مدي صلاحيتها لإنشاء مستعمرات سكانية كخطوة أولي.. و في نفس الوقت بادرت لندن بتزويد ممثل(( هرتزل)) في مصر بالتوصيات اللازمة.. و كتبت وزارة الخارجية البريطانية إلي اللورد(( كرومر)) تطلب منه إستقبال البعثة اليهودية و مساعدتها علي القيام بمهمتها في مصر.. و ذلك بتمهيد الطريق أمامها في إتصالها بالسلطات الإنجليزية و بحكومة الخديوي عباس حلمي الثاني.. و في إستراحة خاصة بشركة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية كتبت البعثة الصهيونية تقريرها و الذي نص علي تقسيم سيناء إلي خمسة أقسام و هي: وادي الفرما جنوب بحيرة البردويل العريش و صحراء التيه شرق السويس.. وادعي التقرير أن معظم هذه المناطق خالية من الزراعات لقلة المياه.. و لتوفير هذه المياه أقترح الصهاينة مساهمة اليهود في حفر الابار و توصيل مياه النيل من خلال سحارات تمر أسفل قناة السويس.. و طالبت اللجنة الصهيونية في نهاية تقريرها بأن تكون حدود المناطق التي يتجمع فيها اليهودي من شاطيء البحر المتوسط شمالا و الحدود الفلسطينية شرقا و الحدود الجنوبية مساقط(( مخرات)) وادي العريش و مرتفعات التيه عند خط العرض29 تقريبا بينما تكون الحدود الغربية هي قناة السويس و خليج السويس. و عندما قدمت اللجنة تقريرها إلي(( هرتزل)) في باريس.. سارع بالسفر إلي مصر لتقديم مشروع الحصول علي سيناء إلي الحكومة المصرية.. حيث وضع أمام هذه الحكومة نص مشروع إتفاق لمنح سيناء للحركة الصهيونية.. و هذا المشروع الشيطاني كان يهدف إلي تكوين شركة تمنح عقد امتياز لاستغلال و السيطرة علي سيناء لمدة99 سنة.. و أكد التقرير أن حدود المشروع الشرقية هي الحدود العثمانية و هي بالطبع فلسطين.. و التي كانت خاضعه في ذلك الوقت للحكم العثماني.. و قد تعمد المشروع عدم ذكر كلمة فلسطين لسببين: الأول: نكران وجود فلسطين أساسا. الثاني: ذكر الحدود العثمانية يدفع إلي التوسع في إتجاه الشرق نحو فلسطين نظرا لأن الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين كانت تحتضر مما يتيح لليهود إضافة أراضي جديدة إلي مشروعهم. و الحقيقة أن المشروع نص علي منح ال سلطات اليهودية حقوقا سيلدية لا تمنح إلا للدول.. كما نص أيضا علي أن اليهودي الذي يهاجر إلي سيناء يتمتع بالإمتيازات الأجنبية التي كانت ممنوحة لرعايا الدول الأوروبية في ذلك الوقت. و قد رفضت الحكومة المصرية هذا المشروع بشكل قاطع.. كما وقف اللورد(( كرومر)) لحسن الحظ ضده.. و علي الرغم من ذلك لم يقتنع(( هرتزل)) بأن موضوع الحصول علي سيناء كمكان لتجميع يهود العالم أمر غير ممكن.. بل أقام الدنيا و لم يقعدها.. و حارب حرب ضروس من أجل الإستيلاء علي سيناء لإقامة هذا الكيان السرطاني علي أرض سيناء المصرية.. و هذا يؤكد أن فكرة أن فلسطين هي أرض الميعاد اليهودية أكذوبة كبري.. و انها مجرد خدعه مارسها الصهاينه للإستيلاء علي أرض فلسطين العربية.. بعد فشلهم في الإستيلاء علي أماكن أخري في العالم.. كان أهمها سيناء المصرية.