اللي ما سواق سوق مصر, صباه خسر هكذا يري التشاديون مصر, والعبارة معناها من لم يزر مصر طلبا للعلم أو التجارة, فإنه قد خسر شبابه, وهو مثل قديم يعكس مدي ارتباط الشعب التشادي بمصر ا لتي كانوا يأتون اليها من قديم الأزل علي ظهور الجمال عبر الصحراء الغربية, وقد كان في تشاد ممالك يتبادل معها الفراعنة التجارة. هذاما أكده محمد دو توم سفير تشاد الجديد بالقاهرة ولأنه عاشق لمصر عندما تلقي خبر ترشيحه للعمل بها كان رده هذا كل ما أتمناه وترجع الحكاية إلي عام1975, عندما زار القاهرة لأول مرة وبينما كان يجلس في مقهي علي النيل قرأت له عرافة الفنجان وتنبأت له بانه سيتولي منصبا مهما في مصر, وقتها كان طالبا بجامعة بيروت, وتمني في قرارة نفسه ان تصدق نبوءة العرافة وبالفعل تحققت وعاد الطالب التشادي بعد36 عاما ليمثل بلاده كسفير. ويحمل دو توم طموحات عديدة يسعي لتحقيقها منذ ان كلفه الرئيس إدريس ديبي بتلك المهمة, علي رأسها تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وتشاد لترقي لمستوي التعاون الذي تستحق ان تكون عليه. وتوقع السفير التشادي ان تنفتح مصر اكثر علي إفريقيا بعد الثورة التي وصفها بالمتحضرة. وأعرب عن امله في استقرار الأوضاع في مصر باعتبارها ثقل إفريقيا, واستقرارها يعني استقرار المنطقة بأسرها. وأشار إلي أن بلاده تضررت من الحرب في ليبيا, حيث اثرت علي حركة التجارة بين مصر وتشاد التي كانت تستخدم الأراضي الليبية للوصول للقاهرة فضلا عن العمالة التشادية التي أجبرت علي العودة لبلادها. وقال: إن بلاده تحتاج للخبرة المصرية في مجالات الزراعة والري لوجود مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة في وسط وجنوب تشاد, ويمكن لرجال الأعمال المصريين الاستثمار في مثل هذه المجالات. ودعا دو توم رجال الاعمال للاستفادة من المزايا التي تكفلها حكومته للمستثمرين, خاصة وأن المنتج المصري يجد رواجا واسعا في السوق الإفريقية, إضافة إلي امكانية التعاون في مجال اللحوم في ظل وجود ثروة حيوانية كبيرة إلي جانب الصناعات التي يمكن ان تقام عليها. وأضاف ان الدواء والاتصالات والكهرباء والغاز الطبيعي تعد من المجالات التي يمكن التعاون فيها مع مصر, وفي المقابل تصدر تشاد اللحوم والألبان والصمغ العربي والسمسم الذي تصدره بكميات كبيرة. وأوضح ان التشاديين يزورون مصر للدراسة في جامعاتها والسياحة العلاجية, ناهيك عن الروابط الثقافية والاجتماعية والتاريخية التي تربط البلدين. ودو توم الحاصل علي درجتي الماجستير في العلاقات الدولية, والدبلوماسية وإدارة المنظمات الدولية من جامعتي السربون وباريس, سبق له ان عمل سفيرا لبلاده في نيجيريا ومفوضا لدي الاتحاد الإفريقي إلي أن وصل القاهرة.