ثلاثة شهور تقريبا مضت علي انعقاد القمة المصرية التشادية بالقاهرة وبالرغم من ذلك فان نتائج لقاء الرئيس حسني مبارك وادريسي ديبي قد تبلورت والاتفاقيات التي تم توقيعها خلال هذا اللقاء تسير حاليا بمرحلة التنفيذ كل ذلك يؤكد ان اهتمام مصر بافريقيا بشكل عام وتشاد وعلي وجه الخصوص لم يتناقص فقد ازدادت الاستثمارات المصرية في تشاد كما تم ايفاد العديد من المدرسين واساتذة اللغة العربية والجامعات لدعم توجه تشاد في جعل اللغة العربية لغة رسمية الي جانب اللغة الفرنسية تم كذلك تلبية احتياجات تشاد في مجالات حفر الابار والزراعة والري والمستقبل سوف يشهد المزيد. صورة التعاون الحالي مع تشاد يقدمها عمرو كريم القائم باعمال سفارة مصر في تشاد حيث يقول ان تشاد تجيء في المرتبة الثانية في اولويات التحرك المصري في افريقيا بعد دول منابع النيل وذلك لكونها من دول التماس الجغرافي الافريقي لمصر وبالتالي فهي جزء من امنها القومي . واشار عمرو كريم بان الدعم المصري المقدم الي تشاد متواصل من خلال الصندوق المصري للتعاون الفني مع افريقيا والتابع لوزارة الخارجية حيث تم في هذا الصدد ايفاد 35 خبيرا من بينهم الاطباء واساتذة الجامعات والمدرسون الي جانب المدير الفني واخصائي العلاج الطبيعي لمنتخب تشاد لكرة القدم وايضا تم ايفاد مجموعات من القوافل الطبية والمساهمة في رفع قدرات التشاديين من خلال الدورات التدريبية في مجالات متنوعة منها الشرطة والجوازات والهجرة والقضاء والدبلوماسية والطب والزراعة وتنمية الثروة الحيوانية وانتقل الي دور الازهر الشريف في التعاون المصري التشادي مؤكدا علي ان بعثة الازهر في تشاد هي اكبر بعثة موجودة في القارة الافريقية وتضم 80 مبعوثا وقال انه من ابرز الافاق الواعدة للتعاون بين البلدين قطاع البنية الاساسية ومد تشاد بالادوية والاغذية والعصائر بينما يمكن ان تحصل مصر علي اللحوم باسعار مناسبة كما يمكن زراعة الاراضي في تشاد وتصدير منتجاتها لمصر والاسواق المجاورة الي جانب قطاع البترول والذي بدأت بشائره في الظهور بتشاد وكذلك اليورانيوم حيث يعتبر بعض الخبراء ان بتشاد ثاني اكبر احتياطي عالمي من اليورانيوم واعترف عمرو كريم بان كلمة السر للمزيد من التعاون هي اقامة خط للطيران المباشر بين البلدين والذي تم تناوله خلال قمة مبارك وديبي بالقاهرة واشار الي انه من المنتظر اتخاذ اللازم في هذا الصدد لدعم حركتي التجارة والاستثمار. واختتم حديثه قائلا انه يتم العمل علي ترجمة حب الشعب التشادي لمصر وارتباطه القوي بالازهر وايمانه بان مصر تسانده بلا اطماع من اي نوع الي نتائج ايجابية لمصلحة شعبي البلدين. ويلتقط اشرف نزيه القنصل المصري في تشاد طرف الحديث ويقول ان الشعب التشادي يكن كل تقدير لمصر ودورها التنموي في القارة الافريقية بشكل عام وتشاد علي وجه الخصوص واشار الي ان مصر تفتح ابوابها للتشاديين ومؤكدا علي انه لا توجد اي صعوبة في منح تأشيرة دخول مصر من تشاد سواء للعلاج او الدراسة الي جانب السياحة والاستثمار، حيث اتجه بعض التشاديين مؤخرا لزيارة مصر بهدف السياحة والاستثمار العقاري وقال انه يجري حاليا تنظيم الجالية المصرية في تشاد والذي تحوز علي حب واحترام الشعب التشادي نظرا لنجاحها في تلبية احتياجات تشاد وسوف يتم اختيار رئيس لهذه الجالية من اجل مراعاة شئونها وحقوقها، واكد ان كلا من السفارة والجالية المصرية علي صلة وثيقة بالمسئولين وكبار رجال الدولة الي جانب وجود علاقات متميزة تربط بين هذه الجالية وجميع فئات الشعب التشادي وبقدر الامكان تقدم الجالية المصرية كل الدعم والمساندة والخدمات لهذا البلد الافريقي الشقيق. ويروي المهندس اشرف عبدالعاطي مدير فرع تشاد بشركة المقاولون العرب احدي قصص النجاح المصرية مؤكدا علي ان الاستثمارات المصرية في تشاد تؤكد رغبة مصر في تحقيق المزيد من التواجد في افريقيا بشكل عام وتشاد علي وجه الخصوص ويقول ان الشركة تنفذ عددا من المشروعات في تشاد حاليا باستثمارات قدرها 150 مليون يورو كما حققت ارباحا في العام الماضي قيمتها 42 مليون جنيه. ويوضح بانه قد تم في هذا الصدد بناء اكبر فنادق العاصمة انجامينا ويضيف ان الشركة تقود حاليا ايضا بتنفيذ المشروعات ومنها مشروع طريق مساجيد ماساكوري والذي يبلغ طوله 71 كم وبحجم استثمارات قدره 47 مليون يورو . ويؤكد ان للمشروعات المصرية سمعة طيبة في تشاد وقد اكتسبتها نتيجة الوفاء بالتزاماتها في المواعيد المحددة كما ستقوم الشركة بتنفيذ مشروع طريق آخر يربط تشاد والسودان ويبلغ طوله 336 كم وعن طبيعة عمل الشركة المصرية في تشاد قال المهندس اشرف عبدالعاطي ان الشركة تمتلك معدات حديثة في تشاد قيمتها 20 مليون يورو ويعمل بها 187 مصريا منهم المهندسون والعاملون والفنيين ولذلك فان الشركة تحرص علي تقديم العناية الفائقة لهم وتعمل علي تحقيق الاكتفاء الذاتي بالنسبة للغذاء للعاملين وفي هذا الصدد اقامت الشركة مخبزا خاصا كما يتولي عدد من الطباخين المصريين صحة اعداد الطعام والذي تحرص علي جودته كما تقيم الشركة في اي مكان تعمل به مسجدا وتحفر الابار للحصول علي المياه النظيفة علي الاهالي وبمجرد انتهاء العمل بالموقع يتم ترك هذا المسجد وهذه الابار للاهالي مساهمة من مصر في تحسين ظروفهم المعيشية، وقال ان للشركة كذلك اطباء خاصين بها لتوفير الرعاية الصحية للعاملين مؤكدا علي ان كل ذلك يصب في اتجاه تحقيق اكبر عائد من خلال تحسين مناخ العمل. علي الجانب الاخر يقدر الجانب التشادي تماما الدور المصري حيث تقوم خديجة حسب الله وزيرة الدولة للتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني ان مستوي التعاون الحالي مع مصر كاف ولكن تشاد تنتظر المزيد لان مصر لديها الكثير خاصة في مجالي التعليم والبحث العلمي واوضحت بان بلادها تسعي ايضا الي الاستفادة من التجارب المصرية في الزراعة الحديثة وحفر الابار وتدريب العمالة وتحسين مهاراتها وقالت ان لقاء مبارك وديبي قد اعطي الدفعة المطلوبة للتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين كما فتح الافاق الجديدة لهذا التعاون وقالت انها تولي اهمية كبيرة لزيارة مصر ولقاء وزير التعليم العالي لمناقشة الخطوات القادمة في اطار دعم مصر لتشاد في مجال اللغة العربية.