التعديات على الأراضى الزراعية فى الفيوم لم تقتصر فقط على إنشاء المنازل من أجل المأوى المفقود أو إنشاء محطات أو مزارع للدواجن والماشية بل تعدت ذلك لانشاء المقاهى مما يشير إلى أن التعديات فى الفيوم على الأراضى الزراعية قد بلغت ذروتها وفاقت كل الحدود. والتعدى لانشاء المقاهى (أو غرز الشيشة) لا يحتاج إلى أموال كثيرة ولا إلى مواد بناء مثل الحديد والزلط والرمل والأسمنت وعمليات تشطيب وصرف صحى وأدوات كهرباء وخلافه من مواد البناء ولا تستغرق وقتا أيضا، كل ما يتم فى البداية هو تجريف الأرض بما عليها من زراعات ثم زرع أعمدة خشبية على شكل حجرات أى مساحات مربعة تغطى بسقف من قماش أو زعف النخيل أو ما شابه ذلك من خامات البيئة ثم تبدأ على الفور عجلة تشغيل المقهى (أو الغرزة) بإحضار كميات من (الشيشة) وأدوات عمل المشروبات كل ذلك يتم فى يومين فقط وأحيانا يتم انشاء وتشغيل المقهى فى يوم واحد. وبعد مرور الأيام يتم احلال الأعمدة الخشبية وسقف القماش بأعمدة وأسقف خرسانية ويتم دون أدنى رقابة أو باتفاق الله أعلم وتحل الشيشة محل المحاصيل الزراعية التى هى غذاء الناس وركيزة الاقتصاد وأمل الاكتفاء الذاتى فى لقمة العيش وانتاج اللحوم والألبان وما يقوم على ذلك من صناعات وعمليات تجارية وتصديرية تحقق تنمية واقعية وحقيقية لتطوير وتنمية المجتمع وزيادة الدخل وتنمية اقتصاد البلاد. وقد انتشرت المقاهى فى الطريق الدائرى فى منطقة الكعابى على طريق مصر الفيوم وفى طريق نادى قرون وهى أكثر الأماكن التى توجد بها الأراضى الزراعية ويعتبر الطريق الموصل لنادى قارون الجديد ولا يوجد عليه أى مبانى من الجانبين وأقيمت عليه غرز الشيشه التى تمثل خطرا آمنيا على المارة والمشتركون فى النادي. وقد وصلت حالات التعدى الى 4648 حالة تعدى تبدأ بالخص وتنتهى بالخرسانه تم إزالة ما يقرب 40% منها والغريب فى الأمر تم خلال يومين إزالة الأكشاك داخل مدينة الفيوم التى تبيع البسكويت والعصائر والمشروبات ومازالت غرز الشيشة تتحدى قرارات الإزالة.