شهدت فترة الانفلات الأمني وقت ثورة يناير أحداثا مؤسفة استغل فيها عدد من مواطني مدينة الفيوم فرصة غياب الأمن والأجهزة الرقابية وقاموا بمخالفات لتحقيق مصالحهم الشخصية دون النظر لحقوق الآخرين. أو إظهار أدني احترام لقانون, حيث انتشرت ظاهرة الأدوار المخالفة, والتعديات علي الأراضي الزراعية والأحوزة العمرانية داخل مدينة الفيوم, وقد وصل عدد تلك التعديات داخل مدينة الفيوم وفقا للتقارير الرسميةإلي1429 حالة تعد علي أراض زراعية وحيز عمراني وأملاك دولة. وكانت مخالفات التعديات الصارخة تتم بصورة يومية ومتكررة وأمام مرأي ومسمع الجميع, والغريب في الأمر انتشار ظاهرة أخري للتعديات هي إقامة مقاه وغرز بالتعدي علي الأراضي الزراعية والأحوزة العمرانية وأملاك الدولة, فتم تجريف الأرض الزراعية من أجل تدخين الشيشة وإقامة الغرز, كما تم توصيل المياه والكهرباء لتلك المقاهي والغرز التي تؤوي الخارجين علي القانون في كثير من الأوقات, مما يجعل هناك مصدر تهديد للمواطنين المقيمين بجوار تلك المقاهي. وقد بدأ المسئولون في تنفيذ برنامج لإزالة كل المخالفات التي وقعت في فترة الانفلات الأمني, وشددوا علي أنه سيتم التعامل بكل قسوة وحزم مع المخالفين. ويقول محمد مصطفي طه: إن الأدوار المخالفة انتشرت بصورة كبيرة في أحياء مدينة الفيوم دون تحرك من المسئولين, كما أن هناك عددا من المنازل لا تسمح حالتها الهندسية والفنية بإقامة أدوار أخري, مما قد ينذر بكارثة انهيار تلك المنازل, وبوفاة أصحابها تحت الأنقاض. ويضيف صلاح عويس إبراهيم أن التعديات علي الأراضي الزراعية بمدينة الفيوم تتكرر بصفة يومية منذ أحداث الانفلات الأمني, وقد استغل بعض المواطنين الثورة ليحققوا مصالح شخصية لهم بالمخالفة بدلا من أن يقوموا بحماية بلادهم وتأدية واجبهم الوطني والتصدي للمخالفات. ويؤكد محمودطلبة رئيس مجلس مدينة الفيوم أن عدد حالات التعديات في مدينة الفيوم وصل إلي1429 حالة ما بين تعديات علي أراض زراعية وحيز عمراني وأملاك دولة, وذلك في أثناء فترة الانفلات الأمني فقط, مشيرا إلي أنه تم التصدي لتلك التعديات من خلال حملات مكبرة استمرت علي مدار الأسابيع القليلة الماضية, وشاركت فيها القوات المسلحة والشرطة, بالإضافة إلي مسئولي مجلس المدينة, وتمت إزالة العديد من التعديات وكان آخرها الأربعاء الماضي حيث تمت إزالة25 حالة خلال هذا اليوم. وأضاف محمود طلبة أنه في خلال أربعة أشهر ستتم إزالة جميع المخالفات والتعديات, سواء علي الأراضي الزراعية أو أملاك الدولة أو الحيز العمراني, لافتا إلي أن نسبة التعدي علي الأراضي الزراعية انخفضت لأكثر من2%, ونجحت الحملات المكبرة في رفع المخالفين, فمنذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع لم تحدث مخالفة واحدة داخل مدينة الفيوم.