تشهد الأراضي الزراعية بالشرقية هوجة من التعديات الصارخة التي تلتهم آلاف الأفدنة من أجود الأراضي الزراعية وسط صمت المسئولين. الغريب أن المخالفين تمكنوا من توصيل الكهرباء والمياه وأصبحوا أمراً واقعاً يصعب مواجهته بعد إقامتهم فيه. فيما قام البعض بتبوير مساحات كبيرة وإقامة سوار خرسانية حلها وكأنهم فوق القانون ولا حياة لمن تنادي! يقول محمد البطران رئيس جمعية حقوق المواطن بفاقوس التعديات الصارخة علي الأراضي الزراعية بلوة وشيء مؤسف للغاية يحتاج وقفة جادة وحاسمة من المسئولين لوقف الزحف الشرس علي أرضنا الطيبة التي أفني الكثير من أجدادنا وأمهاتنا أعمارهم عليها خاصة أن عمليات البناء ستجرنا إلي اوراء وتدفعنا للاستمرار في الاعتماد علي الخارج في لقمة العيش ولابد من تنظيم مليونية بميدان التحرير للمطالبة بإزالة جميع التعديات علي الأراضي الزراعية للكبير قبل الصغير لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. يضيف السيد رحمو "رجل أعمال" التعديات علي الأراضي الزراعية بدون رحمة حيث يقوم المعتدون بالبناء علي مساحات كبيرة ليسوا في حاجة إليها ولكن تسقيعها وبيعها بالمتر في المستقبل. يطالب محمد المصري "مزارع" بإظهار العين الحمراء للمعتدين علي الأراضي الزراعية حتي يكونوا عبرة لغيرهم مما تسول له نفسه الإقدام علي هذا العمل الذي يجر علينا الفقر. يشير أسامة محمد "أعمال حرة" إلي تبوير مساحات كبيرة من الأراضي علي الطرق الرئيسية واستخدامها لبيع الرمل والزلط والحديد والأسمنت وغيرها من مواد البناء وكذلك معارض للسيارات. تساءل محمد إسماعيل "موظف" عن كيفية توصيل المرافق من مياه وكهرباء للمنازل المخالفة مطالباً محاسبة المسئولين عن ذلك وألا يمر هذه المخالفات مرور الكرام خاصة أنه يشم رائحة شبهة في توصيل هذه المرافق. يقول أحمد إسماعيل "مزارع" إن التعديات لم تقتصر علي الأراضي الزراعية بل امتدت لأملاك الدولة وكذلك لاعتداء علي حرم الطرق الرئيسية مما تسبب في ضيق الطرق وفشل توسعتها في المستقبل. محمد رفعت لطفي "مدرس": الأراضي الزراعية ثروة قومية يجب الحفاظ عليها وكونها تضيع أمام أعيننا دون حراك منا هو مصيبة كبري في حد ذاتها ووقوف الأجهزة المعنية صامتة ومكتوفة الأيدي أمام حالات التعدي بالبناء والتبوير والتشوين سوف يدفع ثمنه أبناؤنا في القريب العاجل. إيهاب الشحات المصري "تاجر" كنا نأمل من حكومة الثورة جدية أكثر في مواجهة مافيا التعدي علي الأراضي الزراعية خاصة أن مصر تعاني من عدم الاكتفاء الذاتي في أغلب المحاصيل الزراعية منها محصول القمح الذي نستورده علي مدار العام لسد الفجوة الغذائية. لافتاً إلي أنه يري حالياً بادرة أمل خاصة بعد قيام الأجهزة المعنية بالتكاتف والتصدي للتعديات الجديدة التي يتركز أغلبها في مركز ديرب نجم وأنه صدر قرار من المحافظ بإزالة 6000 حالة تعد كمحلة أولي تم بالفعل تنفيذ 139 حالة منها وباقي عمليات الإزالة في الطريق وفق جدول زمني. يضيف أن متوسط حالات التعدي اليومية تتجاوز 70 حالة وأن الأيام الحالية شهدت تعديات صارخة لعدم وجود ردع للمخالفين واطمئنانهم بعدم إزالة أي مبان للمخالفين القدامي. لافتاً إلي أنه ستتم إزالة جميع حالات التعدي علي الأراضي الزراعية وإعادتها للزراعة مرة أخري. وأشار إلي أن أغلب حالات التعدي عبارة عن إقامة أسوار حول مساحات كبيرة. أوضح عاصي أن سياسة الوزارة وتوجيهات المحافظ د.عزازي تقتضي التعامل مع حالات التعدي من جانب الكبير والصغير علي حد سواء دون مجاملة لأحد. أكد أن عمليات المتابعة لحالات التعدي كشفت عن قصور في بعض الموظفين بالزراعة والمسئولين في متابعة ورصد حالات التعدي وتمت إحالتهم إلي الشئون القانونية ونقلهم لأماكن أخري وتكليف آخرين أكثر جرأة وشفافية بالقيام بمهامهم بما يتناسب مع أهداف ثورة 25 يناير.. مشيراً إلي أن إجمالي مساحة الأراضي الزراعية بنطاق المحافظة مليون و72 ألف فدان وتعد الشرقية ثاني محافظة بعد البحيرة من حيث مساحة الأراضي الزراعية.