«أي محاولة لعبوره ستُواجَه بإطلاق النار».. ما هو «الخط الأصفر» في غزة؟

كشف يسرائيل كاتس، وزير دفاع الاحتلال، اليوم الجمعة، عن إصداره تعليمات إلى الجيش بوضع «علامات ميدانية واضحة ومرئية» على طول ما يُعرف ب«الخط الأصفر».
وأضاف كاتس أن هذه العلامات ستُستخدم «كتحذير لمقاتلي حماس وسكان غزة»، من أن «أي انتهاك أو محاولة لعبور الخط ستُواجَه بإطلاق النار».
وتضمنت خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والتي تهدف لإنهاء الحرب في قطاع غزة وتبادل الأسرى ما يسمى «الخط الأصفر» الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار الحالي مع «حماس» داخل قطاع غزة.
أبرز المعلومات عن «الخط الأصفر» في غزة
اعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أنه رغم غموض خريطة «الخط الأصفر» التي نشرتها الولايات المتحدة بموجب خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باعتبارها خط الانسحاب الأولي مقابل إطلاق سراح الأسرى؛ فإنها تترك لجيش الاحتلال «سيطرة مؤقتة»، وربما دائمة في حال انفجار المفاوضات على مناطق أوسع من المنطقة العازلة الحالية، لكن معظم المناطق المبنية والحضرية في القطاع ستعود لسيطرة حركة المقاومة حماس.
وتضمنت الخريطة «نقاطا مبالغا فيها أو صعبة» عمدًا للتنازل عنها لاحقًا أمام حماس لتحقيق إنجاز في المرحلة الأولية من الاتفاق، فعلى سبيل المثال، في خريطة «الخط الأصفر»، تضاعف بل تضاعف 3 مرات الشريط الأمني الإسرائيلي القريب من الحدود مقارنة بوضعه الحالي، حيث كانت تتمركز المواقع العسكرية على مسافة «700- 800 متر» كمتوسط من السياج الحدودي، ولكن «الخط الأصفر» يوسع نطاق سيطرة جيش الاحتلال ليصبح أعمق بكثير من هذه المواقع القائمة، ليصل إلى 1.5 كم وسط القطاع، و3 كم مقابل مدينة غزة، و3.5 كم شماله، وحتى 6.5 كم في جنوبه.
وافترضت «يديعوت أحرونوت» أنه بما أن جهات إسرائيلية شاركت في صياغة الخريطة، يُحتمل أن هدفها كان الحفاظ على ما سمته «إنجازات» عملية «مركبات جدعون 1»، التي شملت تسوية آلاف المباني في الأحياء والقرى المتاخمة للمنطقة العازلة والحدود، في نطاق 2-3 كم من السياج لجعل مهمة حماس صعبة في إعادة بناء أنفاقها القتالية في ظل تحول المنطقة إلى أرض منبسطة، فيما ستبقى مناطق بيت حانون ورفح وجزء من خان يونس من الناحية العملية تحت السيطرة الإسرائيلية، وإن كانت تشمل بشكل رئيسي المناطق التي سوّاها الجيش الإسرائيلي بالفعل.
وفي جنوب القطاع، يتعمق «الخط الأصفر» بشكل كبير، حيث تتضمن الخريطة انسحابًا جزئيًا من محوري «ماجين عوز» و«موراج»، حيث سيبقى جزء من محور «ماغين عوز» الطولي تحت السيطرة الإسرائيلية طوال مفاوضات الاتفاق الكامل، ما يبقي الجزء الشرقي من خان يونس مفصولًا عن غربه، ومع ذلك، سيكون هناك انسحاب أوسع من محور «موراج» الذي يقطع خان يونس ورفح عرضيًا.
واعتبرت الصحيفة، في النهاية، أن الاتفاق يحقق، ولو مؤقتًا، أهداف الجميع، فحماس لم تُهزم عسكريًا بشكل كامل وتبقى مسيطرة على سكانها، مع ضمان شهور من وقف إطلاق نار، فيما تنجح إسرائيل في إطلاق سراح أسراها والذي يُعتبر الهدف الأكثر إلحاحًا، كذلك سيقدم ترامب ذلك على أنه نهاية فعلية للحرب، أما بن غفير وسموتريتش، فيظلان في الحكومة، حيث يترك «الخط الأصفر» مساحات كافية من الأراضي الغزية تحت السيطرة الإسرائيلية لإبقاء فكرة الاستيطان حية.