{ تخيلت أن مبني ماسبيرو قد تحول إلي مول لترويج بضاعة انتهي عمرها الافتراضي, بضاعة أتلفها الهوي والأهواء, إعلام متكتف وبرامج مقلدة ومذيعين انتهي عمرهم الافتراضي, طرد فريق التليفزيون المصري من ميدان التحرير مرتين خلال هذا الأسبوع, وكلما طالته يد ثائر قذفت. به بعيدا, لتعمده نقل صورة مبتورة للأحداث, مع كاميراته التائهة بين سطح النيل ورصيف التحرير, متجاهلا عن عمد تفاصيل الحقيقة, ليضيع ما تبقي لديه من مصداقية. { تراجع التليفزيون كثيرا بسبب السياسة الشمولية المضللة التي اتبعها وزراء الإعلام السابقون واستغلالهم التليفزيون في التأثير علي الرأي العام والترويج للأكاذيب, لم يخجل أنس الفقي من استخدام هذا الجهاز للتحريض علي الثوار, وعندما تفتق ذهنه استعان بتامر بتاع غمرة, وبذل الفقي مجهودا ضخما لتقليم أظافر الفضائيات الخاصة, فأغلق بعضها ووجه سلسلة من الانذارات والتهديدات لغيرها. اننا لا نعرف من وزارة الإعلام إلا سيرتها السيئة, اعتقدنا لفترة أن الثورة قضت عليها, لكنها أطلت علينا من جديد, رغم ان الإعلام التقليدي انتهي مع تطور تكنولوجيا الاتصالات التي جعلت من كل شخص وسيلة اعلامية متنقلة قادرة علي بث ما تريد عبر الشبكة العنكبوتية مفجرة الثورات. اذا أراد الوزير أسامة هيكل اكتساب بعض الثقة, عليه إعادة الاحترام والمصداقية للتليفزيون المصري, ونقل محاكمات النظام الفاسد, ويخلصنا من الملايات التي يتخفي وراءها الوهم. { إنهم يقطعون الشريان, يمزقون الجسد بدم بارد, والعالم يحتفل ويتفرج, هم لا يدرون, بل يدرون أنهم يرتكبون أبشع جريمة, أنشطر الجسد شمالا وجنوبا, أنهم يمزقون الوطن, أضاعت السودان جنوبها, ونحن غافلون غائبون. [email protected]