الحكومة توضح الهدف من ملاحظات السيسي على قانون الإجراءات الجنائية    رئيس جامعة العريش يسلم شهادات انتهاء البرنامج التدريبي الخاص بتأهيل وتدريب المعيدين الجدد    آخر تحركات الدولار أمام الجنيه بعد قرار المركزي خفض الفائدة    بسبب اعتراض أسطول الصمود، بلجيكا تستدعي سفيرة إسرائيل    أمين عام الناتو يدعو لتعزيز التعاون مع المفوضية الأوروبية لدعم القدرات الدفاعية    سعر الدولار ينخفض لأدنى مستوى عالميًا مع قلق الأسواق من الإغلاق الحكومي الأمريكي    نجل زيدان بقائمة منتخب الجزائر لمواجهتي الصومال وأوغندا بتصفيات المونديال    استشهاد 53 فلسطينيًا فى قطاع غزة منذ فجر اليوم    طاقم حكام سوداني لمباراة بيراميدز ونهضة بركان في السوبر الأفريقي    مصر في المجموعة الأولى ببطولة العالم لكرة اليد تحت 17 عام بالمغرب 2025    نتائج 6 مواجهات من مباريات اليوم الخميس في دوري المحترفين    عودة لاعب ريال مدريد.. قائمة منتخب فرنسا لمواجهتي أذربيجان وأيسلندا    ضبط صانعي محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو تتضمن ألفاظًا خارجة تتنافى مع قيم المجتمع    التعليم: امتحان الإنجليزي لطلاب الإعادة بالثانوية العامة على المنهج المطور    العثور على جثة مسن داخل مسكنه بالشرقية    «النار دخلت في المنور».. كيف امتد حريق محل ملابس إلى عقار كامل في الهرم؟ (معايشة)    فريق عمل يوميات عيلة كواك يحتفل بإطلاق المسلسل    تركي آل الشيخ يكشف السر وراء نجاح موسم الرياض    خبير علاقات دولية ل"اليوم": ما فعله الاحتلال ضد قافلة الصمود إرهاب دولة    «هل الأحلام السيئة تتحقق لو قولناها؟».. خالد الجندي يُجيب    انطلاق النسخة التاسعة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال 30 يناير    مصر تبحث مع البنك الدولي تعزيز التعاون بمجالي الصحة والتنمية البشرية    حزب العدل ينظم تدريبًا موسعًا لمسئولي العمل الميداني والجماهيري استعدادً لانتخابات النواب    ضبط طن مخللات غير صالحة للاستخدام الآدمي بالقناطر الخيرية    البابا تواضروس الثاني يلتقي رهبان دير القديس الأنبا هرمينا بالبداري    «الوزراء» يوافق على تحويل معهد بحوث السادات إلى كلية التكنولوجيا الحيوية    تركيا.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب بحر مرمرة    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    ما يعرفوش المستحيل.. 5 أبراج أكثر طموحًا من غيرهم    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    وزير الري يكشف تداعيات واستعدادات مواجهة فيضان النيل    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    السفير التشيكي يزور دير المحرق بالقوصية ضمن جولته بمحافظة أسيوط    رئيس الوزراء: ذكرى نصر أكتوبر تأتى فى ظل ظروف استثنائية شديدة التعقيد    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    القائم بأعمال وزير البيئة في جولة مفاجئة لمنظومة جمع قش الأرز بالدقهلية والقليوبية    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    جامعة بنها تطلق قافلة طبية لرعاية كبار السن بشبرا الخيمة    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زويل‏..‏ والحلم الكبير لنهضة الشعب الغلبان‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 05 - 2011

من أول لحظة في لقاء الدكتور العلامة أحمد زويل مع أسرة الأهرام تكتشف أنك أمام مصري حالم‏,‏ والحالمون فقط هم القادرون علي تغيير العالم‏,‏ والتغيير دوما يبدأ بالإنسان نفسه‏ . فالدنيا هي الدنيا سواء كانت جبلا أو واديا, صحراء أو زراعة, مطيرة أو جافة, غنية أو شحيحة.. وإنما العقل الإنساني هو الأصل, والعقول الحالمة هي الطاقة النووية لأي نهضة علي الأرض!
وزويل حالم بوطن مختلف, بمصر علي خريطة العالم بقدر ثقلها الحضاري والإنساني والتاريخي, وليس بظروفها ومشكلاتها وأزماتها اليومية.
والعالم بطبعه منضبط ودقيق, يتحرك مثل عقارب الساعة الإلكترونية, يمكن أن تضبط نفسك عليها, فإذا ارتبطت الدقة بالحلم, فأنت علي أبواب عصر جيد, ولهذا لم يكن غريبا ألا يكون اكتشاف زويل الذي نال عنه جائزة نوبل في الكيمياء, مجرد إضافة علمية, وإنما ثورة علمية, أي أن العالم بعد اكتشافه ليس هو العالم قبله!
وهذا ما يبحث عنه زويل لمصر..وقرر أن يعلنه من الأهرام, فالأهرام عنده ليس مجرد جريدة وإنما هو حالة مصرية, مؤسسة رفع وتنوير لمجتمعها..وقد ارتبط بها منذ وقت طويل, فهي التي قدمته لأول مرة إلي جمهوره في الوطن الصغير ثم في الوطن الكبير بعدها, قبل أن يذاع صيته في الشرق.
وجاء زويل إلي الأهرام أمس قبل موعده في الثانية عشرة بثوان, وحين تضاحك معه لبيب السباعي رئيس مجلس الإدارة, قال: جئت قبل فيمتو ثانية من موعدي!
في مكتب لبيب السباعي جلست كوكبة من الأهرام تحيط بالعالم المصري, عبد العظيم حماد رئيس التحرير, والشاعر فاروق جويدة والإعلامي أحمد المسلماني, وحسن حمدي مدير عام إعلانات الأهرام..
ووجود حسن حمدي الذي هو رئيس النادي الأهلي في الوقت نفسه, فكان لابد أن يقفز السؤال التقليدي كفاتح للشهية: أنت أهلاوي ولا زملكاوي؟!
ضحك زويل وقال بدبلوماسية: حضرت مئوية الأهلي وسوف أحضر مئوية الزمالك!
وودعا عبدالعظيم حماد الضيف الكبير إلي زيارة خاصة لقاعة الخرائط في الدور الرابع, أو قاعة اجتماعات التحرير الرئيسية التي يطبخ فيها الجورنال يوميا, ثم إلي صالة التحرير, وهناك راح لبيب السباعي وعبد العظيم حماد في شرح عمليات التحرير من أول أن تكون فكرة إلي أن يري الجمهور الجورنال في يده.
كانت قاعة محمد حسنين هيكل في الدور الثاني من الأهرام مكتظة عن آخرها, الكل ينتظر أن يستمع لزويل في لحظات فارقة من تاريخ مصر, خاصة أن مصر لن تتقدم خطوة إلي الأمام في عصرها دون العلم, وزويل ليس فقط أبرز ابنائها من العلماء, ولكنه صاحب مشروع علمي ضخم يمكن أن يمثل قاطرة للنهضة العلمية في الوطن, والنهضة العلمية معناها في النهاية رغيف الخبز ومستوي الدخل وجودة الحياة التي يحياها المواطنون.
ولأسباب تتعلق بروح الشاعر وجسارته غامر فاروق جويدة وتولي إدارة الحوار, لمدة ساعتين تقريبا, بين جمع شغوف لا يريد للكلام أن يتوقف.
وتحدث في البداية لبيب السباعي وروي كيف كان التعليم والبحث العلمي في محنة, محنة نظام لم يشأ لمصر أن تخرج من عتمة الجهل والخرافة إلي نور المعرفة العلمية..
أما فاروق جويده.. فالشاعر لا يغادره مطلقا, فقدم زويل بطريقة شاعرية ووصف علاقته به: ارتبطنا بأرض ومشينا بأحلام واحدة في وقت عصيب من تاريخ الوطن..
وهذا ما جعل زويل نفسه يستهل كلامه بعبارة رومانسية: إنه يعيش لحظات سعادة علمية وسعادة عاطفية لها طعم خاص!
ثم دخل سريعا في الموضوع والقي وراء ظهره بحكايته المؤلمة مع النظام السابق, فهو جاء من أجل المستقبل وليس لتصفية حسابات مع الماضي البعيد, ومستقبل مصر مرتبط بمدينة علمية تصنع لها تميزا خاصا في عالم الكبار, تبدأ من حيث انتهي الآخرون, فالتنمية البشرية في العقل, تمنح هذا العقل قدرة التحكم في العلم والتكنولوجيا والإنتاج, وجودة حياة البشر تتوقف علي كم الإنتاج ونوعيته.
وتقدم مصر العلمي أو مدينة العلوم والتكنولوجيا مرتبط بإجابة عن سؤالين في غاية الأهمية: إلي أين يتجه العالم؟ وماذا تريد مصر؟!
وبدا من كلام زويل وهو يطرح هذين السؤالين أنها يعرف الإجابة تمام المعرفة, ولا يطرحهما للنقاش وللجدل وتضييع الوقت..
وأوقع وأجمل ما قاله زويل إن العالم مستعد للمساعدة العلمية, مع إصراره البالغ علي أن مصر لن يبنيها إلا المصريون, ولن يبنوها بالشحاذة ولا بالمعونات..
وضرب ثلاثة أمثلة دامغة علي مكانة مصر في العالم, خاصة بعد ثورتها الرائعة في25 يناير..
الأول: مجلة ( سي اند اي ان ) العلمية الرصينة تعد مقالا عن زويل بعد فوزه قبل شهور بجائزة جديدة, وفي الغالب تكتب المجلة عن الفائز وحياته ومشواره وتاريخه, لكن رئيس التحرير اتصل به بعد25 يناير وقال له: سوف نكتب عنك من خلال الثورة المصرية.. وقد كان..
الثاني: قبل قدوم زويل إلي مصر نال درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة بوسطن, وبعد ان منحوه إياها, ألقي كلمة, فإذا به يخرج بهم من المحفل العلمي إلي الساحة المصرية وثورتها, فوقف الحاضرون تصفيقا لما جري في مصر!
الثالث الأهم: بعد موافقة مجلس الوزراء المصري علي القانون الذي ينظم مدينة العلوم والتكنولوجيا, اتصل زويل بالدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وسأله: هل أبدا في تكوين مجلس الأمناء..
فرد رئيس الوزراء: علي الفور, ونحن ارسلنا بمشروع القانون إلي المجلس العسكري للتصديق..
لم يكذب زويل الخبر وأرسل13 دعوة إلي شخصيات عالمية للمشاركة في مجلس الأمناء, فجاءته في48 ساعة12 موافقة6 منها من الحاصلين علي جائزة نوبل في مختلف المعارف والعلوم: اقتصاد وكيمياء وفيزياء وهندسة مواد..الخ., والأخري من كبار الأساتذة والمسئولين عن أكبر المعاهد العلمية في العالم أجمع غربا وشرقا.
كان هذا تقديرا لمصر..
وزويل نفسه لديه تجربة خاصة مع الثورة المصرية تجعله فخورا بوطنه كما هو دائما, فقد كان قادما إلي ميدان التحرير من ناحية كوبري قصر النيل, حين شاهد أما مصرية ليست صغيرة في السن في طريقها إلي الميدان ثائرة, وتحمل طفلا رضيعا, وتجر طفلا آخر في يدها, ويبدو عليها الإرهاق والتعب, لكن عينيها تلمعان بالتحدي والإرادة, فأراد أن يأخذها معه في سيارته, وما كاد زجاج السيارة يهبط, وتعرف عليه الناس,حتي تجمعوا حوله, فلم يستطع أن يتحرك مترا واحدا لمدة ساعة ونصف الساعة..
لكن مشهد الأم المتعبة الثائرة لا يغادر مخيلته علي الإطلاق..
ولا حلم مصر المتقدمة علميا بمدينة العلوم والتكنولوجيا يرحل بعيدا عن رؤيته علي أرض الواقع..
ولهذا لم تخرج إجابات الدكتور أحمد زويل عن هذا الحلم, علي الرغم من أن أسئلة الحاضرين حاولت تجاوزه إلي عالم السياسة, فقال بوضوح: تقدم مصر أهم من منصب رئيس الجمهورية!
أحمد زويل في لقائه مع أسرة الأهرام:
الحكومة توافق علي قانون المدينة العلمية وفي انتظار قرار المجلس العسكري
متابعة:أمل عوض الله وجيهان الغرباوي وأميرة صلاح هلال:
إذا أردت ان تعرف إنسانا فابحث عن مشواره, إذا أردت ان تعرف وطنا فابحث عن رموزه, وإذا أردت الحكمة فابحث عن العلماء... هذا هو زويل.. مشوار..وحكمه..ورمز
بعد أن انهي رئيس مجلس الإدارة ترحيبه بزويل التقط الكاتب والشاعر فاروق جويدة الميكروفون وكعادته انسابت الكلمات بسلاسة, وقال: إنه تابع مشوار زويل العظيم كباحث عن حلم وعن قضية وعن قيمة وطن, وأن زويل جسد كل هذه الأشياء في ضميره وجعله مؤمنا تماما بأن الزرعة الطيبة تستطيع ان تنبت في أي مكان.
وقال جويدة أيضا:
إن حصول زويل علي نوبل في الكيمياء قبل 10 سنوات كان تأكيدا ان شيء ما سيحدث في هذا البلد بعد عشر سنوات.
وكان ضروريا ان يسقط النظام حتي يعود زويل.
الذين قادوا مسيرة الثورة واسقطوا النظام هم أبناء زويل وتلاميذه..نجحوا بالعلم كما نجح هو بالعلم
بداية عاطفية للقاء علمي, لم يحضره الصحفيون وحدهم ولكن معهم وبينهم عدد من شباب ثورة 25 يناير ورموزها البارزة وشباب حملة البرادعي, وبعض الكتاب المرموقين الكبار, الذين جلسوا بتواضع وهدوء بعيدا عن كاميرات التصوير وأضواء القنوات الفضائية التي جاءت تسجل الحدث المهم, يستمعون بشغف لحديث المنصة التي توسطها زويل
أمسك زويل بطرف الحديث, وبعد ان شكر الحضور علي الحفاوة البالغة التي استقبلوه بها, طاب له ان يفصح عن شعور خاص جدا في قلبه تجاه الأهرام لأساب أراد ان يحددها علي النحو التالي:
أولا: الأهرام ليست جريدة, ولا يمكن ان تنافسها أي جريدة أخري, صاعدة أو واعدة, الأهرام مؤسسة إعلامية لها فكر ودور وأرشيف تنقل عنه كل المجلات والصحف بالدول العربية, ويحزنني جدا ألا أري نسخا من جريدة الأهرام في المطارات, التي قد يوجد بها صحف عربية أخري.
ثانيا: التوقيت الذي دعيت فيه للأهرام بعد الثورة العظيمة التي قام بها شباب وشعب مصر وهي فترة في تقديري ستكون فارقة ونقطة تحول جوهري في تاريخ مصر.
ثالثا: في الأهرام بالذات, لي علاقات شخصية وانسانية أعتز بها للغاية, مثل علاقتي بالأستاذ عبدالوهاب مطاوع يرحمه لله, وكانت علاقة متميزة لدرجة أنه اقنعني أن أكون مستشارا علميا لمجلة الشباب وقتها, ورافقني الي ستوكهولم في حفل الحصول علي نوبل, وغيره أساتذة كبار آخرين, ومن الشباب أستطيع أن ادعي اني اكتشفت الأستاذ أحمد المسلماني والأستاذة زينب عبدالرزاق.
وأدين بفضل الكتابة عني لأول مرة في الأهرام للأستاذة ثريا أبوالسعود ممثلة الأهرام في لوس أنجلوس التي اتصلت بي في عام 1987, لتجري معي حوارا عقب ما نشرته النيويورك تايمز والواشنطن بوست عن اكتشافات علمية مهمة تخصني.. البعض يدعي أنه صاحب الفضل في الكتابة عني لأول مرة, لكن السبق والفضل الحقيقي للأهرام.
يعلق الأستاذ عبدالعظيم حماد: في الحقيقة قاريء للأهرام أرسل للجريدة, طالبا منا الاهتمام بما نشر عنك في الصحف العالمية, كعالم مصري نابه في جامعة كالتك, والتقطت الأهرام الاشارة وكلفت السيدة ثريا أبوالسعود, بمتابعة الأمر واللقاء بك حيث تقيم..
يكمل زويل تألقه وتدفق حواره:
أحد الصحفيين في جريدة علمية سألني عن أهم لحظة في حياتي, متوقعا اني سأجيبه وأقول له نوبل, لكنه فوجيء بي أقول له إن أهم واسعد لحظات حياتي, كان في11 فبراير, وقت إعلان خبر التنحي صحيح ان الرئيس السابق اتصل بي في ديسمبر 1999, ليطلعني علي قراره بتكريمي وحصولي علي قلادة النيل العظمي, لكن تكريمي الحقيقي في الواقع كان تنفيذ مشروعي العلمي.
لقد قدمت له رؤية واضحة لمشروع النهضة العلمية في مصر, سدودا كثيرة كانت دائما بيننا, وحالت دون تنفيذ المشروع, الذي وضعنا له حجر الأساس منذ يناير عام 2000 ولو كنا بدأناه من وقتها فعليا, لكنا قطعنا الآن شوطا كبيرا في الاتجاه الصحيح للتقدم نحو المستقبل.
دعونا نري الأمور بصراحة أكبر, الرقعة الزراعية في مصر لا تتعدي6% من أرضها وقد تكون بعد السلب والفوضي والبناء علي الأرض الزراعية صارت أقل من ذلك, إذن الزراعة ليست الحل ولن تكون منقذا لنا في المستقبل, وفي نفس الوقت لن نستطيع التعويل طوال الوقت علي مواردنا من السياحة أو قناة السويس أو حتي تصدير الغاز.
مشكلة الزيادة السكانية غير مقنعة بالنسبة لي لأن الصين والهند خير دليل علي انها ليست العقبة الحقيقية في سبيل النمو, الحل إذن هو التنمية البشرية, العالم كله يتجه الآن الي العلم والتكنولوجيا والانتاج, ومصر ليست أقل من كوريا وسنغافورة والصين, فقط لابد أن ندرك أهمية أن نتميز ففي هذا العالم من لا يقدم انتاجا متميزا عن سواه لن يجد من يقول له السلامو عليكم!
ينتهز أحد المصورين فترة صمت قصيرة في الكلمة ويتسلل ليضع ميكروفون القناة الفضائية التي يعمل لها, علي المنصة امام الدكتور زويل.
ولا يفوت زويل الفرصة, فيطيل من صمته حتي ينتهي المصور من مهمته بأمان, ثم يحدثه في الميكريفون امام الجميع, يعجبني جدا أنك تعمل في الخمس دقائق الأخيرة من الحوار.
تضج القاعة بالضحك.. وتبادله التعليقات الساخرة علي الموقف الطريف, فيعقب زويل انها طريقتنا في التفكير نعمل دائما في الخمس دقائق الأخيرة.. علي طريقة هات م الاخر!
بعدها تنساب أسئلة الحضور لتفتح أبوابا جديدة علي مستقبل مدينة زويل العلمية, ومشروع النهضة, واصلاح التعليم, واستغلال الطاقة الشمسية, وغيرها, حينها يعلن زويل عن أن الباحثين والطلاب والأساتذة في جامعة النيل, ربما سيكونون جميعا النواة الأولي لمشروع مدينة زويل العلمية, التي ستستقبل في السنوات القادمات آلاف من المتفوقين والأوائل في الثانوية العامة, وبعيدا عن أي وساطة أو تدخل شخصي سيكون نبوغهم العلمي هو مدخلهم الوحيد لتكملة مشوارهم في الامتياز العلمي, بتكلفة قد تصل الي 10 آلاف دولار للطالب الواحد, لكن مصادر التمويل سوف تدبر من ميزانية الدولة والتبرعات الشعبية, ومن بعض الدول المانحة بشكل استثنائي, لأنه في النهاية مؤمن أن مصر لن يبنيها غير المصريين.
وقيمة مصر كبيرة جدا ولن تستغل في الشحاتة ولا يليق ينتظر في أماكننا وننتظر من يأتي ليساعدنا, فمصر تستحق أكبر وأهم من هذا بكثير.
وفي النهاية يتوافق الجميع علي أننا في وطن ينتظر من سنوات أن يكون حلم النهضة واقعا, وينتظر الناس فيه, وأن تتعدل الأحوال وينصلح التعليم, وتأتي الفرص, وتنجح المقاصد, وتتحسن المعيشة بأفكار النجباء والعلماء والمخلصين.
فمن يفعلها إن لم يفعلها زويل؟!
لبيب السباعي: عادت مصر وعاد الأهرام
في بداية اللقاء رحب لبيب السباعي رئيس مجلس الإدارة بالعالم المصري وقال: يسعدني باسم اسرة الأهرام وباسمي أن ارحب بالعالم الكبير الدكتور أحمد زويل ضيفا عزيزا علي الأهرام معبرا له عن كل الشكر علي وجوده معنا اليوم مقدرا له مبادرته الكريمة باختيار مؤسسة الأهرام من بين العديد من الهيئات والمؤسسات المحترمة التي حرصت علي دعوته لطرح رؤيته والحوار حول الموضوع الذي اختاره وهو العلم والفكر والسياسة.
وأكد السباعي أن الأهرام سيظل دائما في مكانه ومكانته ممثلا لضمير مصر يؤدي مهمته معبرا عن الوطن كله ولن يخدش هذه المكانة أو ينتقص منها فترة سابقة عاشتها مصر كلها والقت بظلالها الثقيلة علي الجميع لم تكن مصر فيها في مكانتها التاريخية ولم يكن الأهرام فيها ايضا في المكان الذي ينتظره فيها قارئه. وقد عادت مصر وعادت الأهرام واضاف لبيب السباعي: ان ثورة25 يناير العظيمة كشفت علي الاقل بالنسبة لي عن إن اهمال التعليم والبحث العلمي علي مدي السنوات الماضية كان قصدا مقصودا ولم يمكن مجرد عجز النظام عن ادراك اهمية وضرورة البحث العلمي باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق نهضة حقيقية. لقد كان مقصودا أن تظل مصر خارج نطاق العالم المتقدم وان ينحسر دورها وتنحصر مكانتها في دوامة مواجهة هموم المعيشة المحدودة.. وظل التعليم والبحث العلمي في مصر يتراجع ويتدهور باستمرار وكان المبرر عند النظام السابق حاضرا وهو اننا بلد فقير والحقيقية ان ذلك لم يكن صادقا..فقد كان النظام ينفق بكل سخاء علي الأمن وبكل البخل علي البحث العلمي.. وحتي مع القبول بمبرر نقص الموارد فإن ذلك كان دافعا اقوي للانفاق علي التعليم.. وللزعيم الهندي نهرو مقولة شهيرة وهي ان الهند بلد فقير جدا إلي درجة انه مرغم علي الانفاق علي التعليم بسخاء.. ولذلك فإن فقر الهند جعلها تتفق علي البحث العلمي حتي احتلت مكانتها بين الدول المتقدمة.
وختم السباعي كلمته بقوله: مرة اخري ارحب بالدكتور زويل واشكره واعتذر عن دقائق اقتطعتها منكم.
مفتاح الأهرام
في نهاية اللقاء مع أسرة الأهرام, أهدي الأستاذ لبيب السباعي رئيس مجلس إدارة الأهرام مفتاح الأهرام إلي كبير العلماء العرب الدكتور أحمد زويل.
يذكر أن الدكتور زويل قد تسلم منذ سنوات مفتاح الأهرام, ولكن بسبب خطأ بروتوكولي تم إهداؤه إليه مرة أخري.
الطاقة الشمسية
يقول الدكتور زويل: اندهشت جدا لأننا لم نستغل شمس مصر المشرقة علي مدي العام, لأنها لم تستغل في إنتاج الطاقة الشمسية حتي الآن, وعلق الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد بأن الشعب المصري الآن يحتاج إلي إنجاز سريع.. وفي رأيي أن العمل علي استغلال الطاقة الشمسية أمر يمكن أن يحسن من فرص وبيئة عمل ملايين المصريين.
زويل يخص الأهرام بكل كتاباته
أكد العالم الكبير الدكتور أحمد زويل أنه سيخص جريدة الأهرام بكل كتاباته العلمية والسياسية والثقافية, إيمانا منه بدور مؤسسة الأهرام, باعتبارها ديوان الحياة في مصر وذاكرة الأمة.
أحداث كبري في فبراير
قال زويل: الرئيس السابق مبارك أعلن التعديلات الدستورية في فبراير, واعتبرت هذا تاريخا جديدا لمصر في هذا الوقت.. وأنا ولدت في فبراير والنظام سقط أيضا في شهر فبراير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.