الداعية الاسلامي د. صفوت حجازي من العناصرالرئيسية في الحوار الجاري حاليا وهو عضو في اللجنة التأسيسية الممهدة للحوار, وهو صاحب رؤية للمستقبل طرحها في بداية الحوار. وله آراء مهمة في أحداث الفتنة والأوضاع الاقتصادية والانفلات الأمني ومليونية جمعة الغضب الثانية التي دعت اليها بعض الأطراف غدا.. حول آرائه ورؤية أجرينا معه هذا الحوار: * يتهمك البعض بأنك سبب فوضي مؤتمر الحوار الوطني وأنك تسعي لافساده.. فبماذا ترد؟ د. صفوت: من وجه لي هذه الاتهامات أتركه لله عز وجل. وهذا مؤتمر كنت من أكثر الناس حرصا علي نجاحه ولم أنسحب منه ولم ينسحب شباب الثورة الذين دعوناهم باستثناء تنظيم ائتلاف شباب الثورة أما بقية الائتلافات فقد استكملت الحوار ولم يسع احد منا إلي افشاله كل ما في الأمر أننا عندما ذهبنا للمؤتمر للمؤتمر كانت مفاجأة غريبة لنا أن نري رموزا وقيادات من الحزب الوطني كنا نسمعهم في وسائل الاعلام وكنا نراهم حتي25 ابريل أمام ماسبيرو يحتفلون بعيد ميلاد الرئيس السابق ويقولون: نحن آسفون يا ريس! وبعض من رأيناهم في القاعة أيديهم ملوثة بدماء الشهداء, فأستفزنا هذا الأمر بشدة وطالبناهم بالخروج من القاعة وإلا أنسحبنا نحن فأستجاب لنا الدكتور عبدالعزيز حجازي واستكملنا الحوار بدونهم. خدمة القضية * هل تعتقد أن التظاهر أمام السفارة الاسرائيلية يمكن أن يكون مجديا في صالح القضية الفلسطينية ولماذا كنت بين المتظاهرين أمام السفارة؟! ** أولا موضوع السفارة الاسرائيلية كان بديلا للشباب عن الزحف للحدودفقد اقتنعوا بخطورة أمر هذا الزحف في هذا التوقيت لأن ظروف مصر لا تسمح بذلك والمهم بناء بلدنا بعد سنوات الفساد الطويلة, وذهب الشباب من باب التعبي عن غضبهم وذهبت إليهم قبل الساعة الثانية ظهرا وطلبت منهم الانصراف عند آذان المغرب وطلبت منهم عدم القيام بأن عمل قد يصر بمصلحة مصر وانصرفت قبل أن تتوالي الأحداث. ** ما رأيكم في الدعوة لجمعة الغضب الثانية غدا؟ د. صفوت حجاري: أولا أنا أتحفظ علي هذه الدعوة وانتظر قرار اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة لأسباب منها التخوف من حدوث شقاق بين الثوار وانقسامهم بين مؤيد ومعارض فالاختلاف في الأهداف ينشأ عن هالصراع فلا أحب أن أري صراعا بين الثوار وهذا هو أمل أعداء الثورة ثم اني أخشي وقوع أحتكاك بين الثوار والجيش وأرجو ألا أعيش حتي أري هذا الأمر فمازال الجيش المصري عندي خطأ أحمر ثم أني إن هناك عددا كبيرا من البلطجية وعملاء الحزب الوطني وفلوله سيندسون بين الثوار لأحداث الصدام مع الجيش. والأمر الآخر أني أرفض الأعتصام في هذا الوقت وأري أن ثورتنا تحقق نتائجها بصورة جيدة حتي وان كانت بطيئة فلنصرب قليلا ولا ننساق وراء الأمور الفرعية التي يحاول الاعلام واعداء الثورة جرنا اليها. محاكمة مبارك * لماذا يشكك البعض في محاكمة مبارك وأسرته ورموز الفساد في عهده ويري أن ما يجري حاليا هو مجرد استجابة وقتية لمطالب الشارع.. وهل تؤيد أم تعارض فكرة العفو والتصالح؟! ** د. صفوت: مسألة العفو والتصالح مع الرئيس السابق وعائلته والقيادات والرموز غير مقبولة أطلاقا ويجب أن يأخذ القانون مجراة وتكون جميعا سواسية أمام القانون فكما قال الرسول( صلي الله عليه وسلم): انما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ولا يستطيع أحد أن يفرط في حق مصر والذي حدث ليس خطأ في حق أحد منا أنما هو جريمة في حق الأمة, ونحن لا نطالب بمحاكمة هؤلاء علي أنهم لصوص وأنما نطالب بمحاكمتهم علي افسادهم لحياة مصر ومصالحها واضرارهم بأمنها القومي طوال30 عاما وأنا ممن يرفضون المحاكم الاستثنائية بأي صورة كانت. أما بالنسبة لاسترداد الأموال المنهوبة فبالتأكيد كل مصري يأمل في استردادها ولكن ليس علي حساب العدالة أو دماء الشهداء وأنا أرفض بشدة العفو مقابل الأموال فإن أموال الدنيا لا تساوي لحظة ضاعت فيها كرامة مصر ولا تساوي نقطة دم من شباب مصري أو دمعة من عيني أم مصرية حزينة وهذه الأموال سنحصل عليها شاءوا أم أبو دون تنازل عن حق الشعب. اشعال الفتنة * الفتنة الطائفية أصبحت شيئا عاديا في الوقت الحالي يتم تداوله بشكل شبه يومي فحادثة هنا اعتداءات هناك.. من يقف وراء ذلك وإلي ماذا سيجرنا؟ د. صفوت حجازي: يقف وراء هذه عدوان أساسيان لمصر ولثورتها أو لهما أمريكا واسرائيل ولهم عملاء ينفذون هذا المخطط وخاصة بعد تصريحات بعض المسئولين الصهاينة في ذلك وهم يعلمون أن اشعال فتنة طائفية في مصر هو انجح الوسائل لافشال هذه الثورة وعودة مصر إلي أحضانهم بعد أن يئسوا من الوقيعة بين الجيش والشعب. أما العدو الثاني الذي يستخدم نفس السلاح فهو فلول النظام وأصحاب المصالح الذين يريديون لمصر أن تعود للوراء ويستعينون في ذلك بحجافل البلطجية الذين كانوا يعملون لديهم في أيام الانتخابات. أرفض المجلس الرئاسي * هناك كلام عن ضرورة وجود مجلس رئاسي لإدارة البلاد مع المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية.. وهناك من يرفض ذلك في أي أتجاه تسير؟ ** د. صفوت: أرفض وجود هذا المجلس الرئاسي المقترح لأسباب عدة منها أنخ ترسيخ لبقاء الجيش في السلطة فلابد أن يكون علي رأسه رجل عسكري ثم من الذي سيعين المجلس أو كيف سيتم اختياره ولن نقبل تعيينه ولا سبيل إلا انتخابه وبالتالي أنا أري انتخاب رئيس للبلاد وفقا لما جاء في الاعلان الدستوري عقب الاستفتاء علي التعديلات الدستورية. * نفيت اعتزامك لترشح الرئاسة أو الانضمام للاحزاب القائمة أو اللاحقة.. وطالبت بأحزاب دينية.. فما هي رؤيتك؟ * د. صفوت حجازي: لم أعتزم ولن أعتزم الترشح لأي منصب فكل ما أرجو أن تنجح الثورة وأعود إلي قواعدي شيخا يعلم الناس الخير ويقول للمحسن أحسنت ولن أكون عضوا في أي حزب من الأحزاب ولن أقيم حزبا وأري ضرورة اطلاق حركة تأسيس الأحزاب أيا كانت مادامت لا تخالف اخلاق وقيم هذا المجتمع.