كما بدأ مؤتمر الحوار الوطني بفوضي.. انتهي أيضاً بفوضي حيث شهد اليوم الأخير فوضي واحتجاجات عارمة وتظاهر الشباب داخل القاعة الرئيسية وحجبوا المنصة التي كان يجلس عليها د. عبدالعزيز حجازي رئيس المؤتمر.. وهو ما أثار استياء وغضب البعض وجعل د. حجازي يعلن انتهاء ونجاح المؤتمر ولكن دون توصيات. أكد الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس لجنة الحوار الوطني ان اللجنة الاستشارية للحوار قررت عقد مؤتمر خاص لحوار شباب ثورة 25 يناير خلال المرحلة القادمة يتركز علي معرفة أفكار الشباب ويخصص لهم فقط دون مشاركة الفئات العمرية الأخري إلا إذا اتفق الشباب علي مشاركة الشخصيات التي يريدونها. أوضح حجازي ان الشباب يجب أن يقدموا مقترحاتهم وتصوراتهم بشكل واضح حول الفترة الانتقالية من خلال أوراق عمل حقيقية قابلة للتنفيذ والمناقشة في الواقع. وتتناسب مع الظروف التي تمر بها مصر. مؤكداً ان التوصيات التي سيخرج بها الشباب من الحوار سوف توضع أمام الجهات التنفيذية لاعتمادها والتصديق عليها. أوضح حجازي ان عجلة الإنتاج يجب أن تدور ويعود كل فرد إلي موقعه الطبيعي ونترك السياسة والمعارضة جانبا حتي نتمكن من حماية مصر من مخاطر مستقبلية متوقعة إذا استمرت الأوضاع علي ما هي عليه. وأمام ذلك تقدم شباب الثورة المشاركون في الحوار الوطني باعتذار للدكتور عبدالعزيز حجازي مؤكدين استمرار مشاركتهم في كافة الفعاليات القادمة للحوار الوطني رافضين كل ما تردد عن انسحابهم من فعاليات الحوار. جاء ذلك في بيان ألقته إحدي الشابات كممثلة عن شباب الثورة الذين شاركوا في أعمال الحوار الوطني الذي امتد علي مدي الأيام الثلاثة الماضية لدي انتهاء فعالياته. وقال شباب الثورة في البيان إننا نكن كل تقدير لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف لرعايته لهذا الحوار الوطني والدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الأسبق رئيس لجنة الحوار الوطني ونقدر جهوده في الاستجابة لكل مواقفنا الثورية خلال الحوار رافضين اتهامهم بمحاولة إفساد الحوار. وطالب البيان وزارة الداخلية بتنفيذ التوصيات التي اقترحتها الجلسة التي خصصت للأمن القومي وخاصة ما يتعلق بضرورة عودة الأمن إلي الشارع المصري لان عودته تعني نجاح الثورة. داعياً إلي تشكيل لجنة لإعداد دستور جديد يضم كل الطوائف وعرضه علي الشعب في استفتاء خلال 4 شهور. كما طالب البيان بأن تجري الانتخابات الرئاسية أولاً والانتخابات البرلمانية طبقاً للدستور الجديد. واقترح أن تمتد الفترة التي تسبق إجراء الانتخابات إلي 9 شهور من الآن. وأعرب البيان عن رفض الشباب لتمرير مشروع قانون الأحزاب وقانون مباشرة الحقوق السياسية لعدم عرضهما علي الشعب بشكل كاف. كما رفض أي قانون يتعلق بالفتنة الطائفية قبل عرضه علي الشعب. مطالبين باستقلال القضاء. ورحب البيان بدعوة الدكتور حجازي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي يكون مختصاً للشباب. وكان الدكتور حجازي قد أكد ان جولة الحوار الأولي هي مجرد بداية تعقبها جولات أخري مماثلة في محافظات مصر المختلفة. قال الدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلامي وعضو اللجنة الاستشارية للحوار الوطني إن الإعلام مازال بعيدا عن الثورة ويعيش مع النظام السابق. ويتعامل مع الأحداث بمنطق الإثارة. مطالباً بضرورة تبنيه لسياسة جديدة تتواكب مع ثورة 25 يناير حيث ان التغييرات التي تمت خلال الفترة الماضية كانت في الوجوه فقط دون الجوهر والمضمون. وطالب بضرورة إعلاء مصلحة الوطن فوق الجميع واحترام قيم وأخلاقيات المجتمع المصري. والدين باعتباره مقوماً أساسياً في الشخصية المصرية المسلمة والمسيحية. وفي جلسة "الديمقراطية وحقوق الإنسان" أكد الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية وعضو اللجنة الاستشارية ان المجالس الشعبية المحلية أشبه بمصانع صغيرة للفساد والاستبداد وقهر المواطن. الأمر الذي يستلزم ضرورة حلها وإعادة تشكيلها مرة أخري. أوضح حمزاوي ان الأمن القومي والاستقرار أمر في غاية الأهمية ولكن لا يجب استخدامه في تحقيق أهداف معينة وتصديره للرأي العام. مؤكدا ان هناك من يحاول ترويع المواطنين وإثارة الفزع لديهم باسم الأمن والاستقرار الاقتصادي والأزمات التي ستتعرض لها مصر مستقبلا. وذلك بهدف التخويف من عملية التحول الديمقراطي وإضعافها. وأشار حمزاوي إلي أن الحوار يجب أن يتم بشكل هادئ وفي مناخ ديمقراطي سليم دون التصور أن هناك حقوقاً ممنوحة لفئة معينة دون أخري فلا تفرقة علي الإطلاق بين الشباب والشيوخ.